للأمم ثوابت تصدر عنها وتؤسس عليها حضارتها والنهوض بالأمة يستدعي العناية القصوى بفكرها وثقافتها وتراثها وتفجير طاقاتها الإبداعية في شتى المجالات والمهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي أخذ على عاتقه إيصال حاضر هذه الأمة بماضيها بمزيد من الثقة والاعتزاز

والفخر فهو يحمل على عاتقه العطاء المستمر والرافد الذي لا ينضب في مبادئه فحو الحضارة والفكر وحماية الموروث متجاوباً مع آمال ورغبات الجيل الجديد مرتبطاً بماض عريق يتحدث عن سيرة الأجداد عبر لوحة تحكي عن الانتماء وعن التواصل مع الهوية العربية في تميز يحاكي تاريخ الأمم والشعوب، والمهرجان يمثل التعبير الصادق عن وحدتنا والتفافنا حول قيادتنا منذ أن من الله على هذه البلاد بالوحدة ولم الشمل على يد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه وأبناءه البررة من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد- رحمهم الله جميعاً- وحتى هذا العصر الزاهر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إننا نشعر بعظم الانتماء للوطن فإننا ندرك أهمية الدور الذي يمثله الشباب في هذا العصر وتأثرهم بالآباء والأجداد، وما كانوا عليه في حياتهم اليومية والصبر والتحمل لمشاكل الحياة في زمن لم يكن للرفاهية اسم ولا دور، وأن الشباب اليوم عليهم الاقتداء بالسلف الصالح الذي بنى المجد الشامخ وشيد الحضارة على أسس من القيم والأخلاق الإسلامية الفاضلة في المهرجان يورق الحرف وتزهر الكلمة، وتثمر قنوات الفكر والفن، فالفعاليات الكثيرة والهامة تمثل برونقها وروعتها وأصالتها كل ما يتطلع إليه كل مسؤول في هذا المهرجان لأن الجميع يدرك أن الأمم التي لا تعتز بتراثها وتاريخها فهي أمة لا تستحق البقاء من هنا جاءت فكرة ربط الماضي بالحاضر وبطريقة تنم عن الوعي ولإدراك والمسؤولية وحب الوطن والتفاني في خدمته ومع إدراك المتلقي لكل فعاليات المهرجان ومنها على سبيل المثال الاوبريتات الغنائية فإنه من الملاحظ أن الفنانين المشاركين في الأوبريت نراهم لايجيدون التمثيل في أدوارهم مع العلم ان كل فنان يؤدي بيتاً أو بيتين من كل مقطع معطى له وأصبحت الاوبريتات تعتمد على ما يسمى(باللبسنق)، وقد لوحظ في الاعوام الماضية ان مخرج الاوبريت حينما يتلبك الفنان يذهب المخرج إلى (لوكيشن) آخر لتلافي الخطأ!!

والسؤال هل الفنان لايتدرب جيداً على الدور المطلوب منه علماً أن هذه الطريقة لاتتطلب جهداً خارقاً اللهم مجرد حفظ للنص وإتقانه جيداً والتمتمة بطريقة صحيحة، فنقول للفنان انتبهوا إلى هذه الطريقة التي لاتجهلونها خاصة وأن الحفل يعرض على الهواء مباشرة ويشاهده الملايين من الناس ومن خلال مهرجان أصبح وبدون شك تظاهرة ثقافية وتراثية وفنية كبيرة ولا يفوتنا إلا أن ننوه بجهود كافة العاملين في مهرجان الوطن على جهودهم المبذولة وإنني ومن خلال عملي في هذا المهرجان منذ انطلاقته الاولى أرى أنه في تطور عاما بعد عام و إلى مزيد من التألق.