متابعة - سامي اليوسف:
رغم تحفظه الشديد وعدم رغبته في الظهور الإعلامي وتصعيد انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم، إلا أن رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة قال إنه يدرك أهداف الحملة الإعلامية لمنافسه على المنصب رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام، والتي كان آخرها النقاش المطول في مجلس قناة (الدوري والكأس) القطرية.
وتحدث الشيخ سلمان لصحيفة (الوقت) البحرينية أمس، أنه لم يتابع النقاش بالكامل ولكنه علم فيما بعد بكل ما دار فيه، ويود أن يؤكد للجميع أن ترشحه لهذا المنصب لم يأتِ بواعز من رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد لضرب محمد بن همام كما يحلو للبعض أن يتصور، إنما جاء هذا الترشح بقناعة شخصية تامة.
وتساءل الشيخ سلمان (كيف لي أن أقبل بوصاية آخرين وقد بلغت من العمر الرابعة والأربعين ووصلت خبرتي الإدارية في مجال كرة القدم إلى عشر سنوات؟ لو لم أجد في نفسي الكفاءة والقدرة على تبوء هذا المنصب لما رشحت نفسي، ولكن للحقيقة والتاريخ حظيت بتشجيع ودعم داخلي وخارجي).
وأوضح ففي البحرين حظيت بدعم من رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ومن نائبة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة ومن رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، إضافة إلى دعم الشيخ أحمد الفهد والأمير سلطان بن فهد وعدد من دول آسيا الشرقية، مؤكداً أن الترشح حق مشروع ولا يحتاج إلى الاستئذان من أحد، كما أن هذا الترشح لا يفسد الود القائم بينه وبين محمد بن همام الذي يتبوأ هذا المنصب لما يقارب 15 سنة.
لماذا الاستغراب؟
كما قال الشيخ سلمان: لماذا كل هذا الاستغراب من دعم الفهد والأمير سلطان والكوري جونغ لي؟ أليس هناك من دعم بقوة ترشح بن همام لرئاسة الاتحاد الآسيوي؟ وأليس هناك من يدعمه في ترشحه الحالي للمنصب الدولي؟ إنها أمور طبيعية جداً في أي انتخابات، فلماذا كل هذا التصعيد والتعقيد؟ أليس من حقي بعد كل هذه السنوات أن أترشح لمنصب دولي؟ أنا لم أكسر القوانين ولم أتصدّ إلى حقوق أحد، وحتى أولئك الذين يطالبونني بالانسحاب ألا يعلمون أن هناك من ينتظر هذه اللحظة ليخوض هذه الانتخابات إلى جانب بن همام؟ لماذا يريدونني أن أفوت هذه الفرصة ما دمت راغباً بإرادتي للترشح؟.
كل هذه التساؤلات يطرحها الشيخ سلمان بن إبراهيم رداً على ما جاء من مداخلات في النقاش التلفزيوني المطول الليلة قبل الماضية.
أرفض التحريف
ورداً على ما جاء على لسان بن همام في حلقة النقاش من أن الشيخ سلمان كان قد قال إنه يمتلك 9 أصوات من شرق آسيا و8 أصوات من غربها، أكد الشيخ سلمان أنه لم يحدد أي أرقام في هذا الخصوص، وأنه عندما سئل من إحدى الصحف السعودية عن توقعاته لعدد الأصوات التي قد يحصل عليها ذكر أنه سيحقق غالبية، ولولا ثقته في نفسه وفي الداعمين له لما أصر على الترشح للمنصب، مشيراً إلى أنه يرفض التحريف في أقواله ويتمنى ألا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه في الإعلام الخليجي، حيث إن حقيقة الأمر هي مجرد ترشح اثنين لمنصب دولي واحد، وهو أمر طبيعي لا يجب علينا أن نصعده ونجعل منه قضية رأي عام أو نحاول تحويره وتسييسه حتى لا يختلط الحابل بالنابل.
وتابع الشيخ سلمان: أنا لا أرغب في تدخلات حكومية، وأحبذ أن يظل الموضوع في إطاره القانوني، بحيث يكون الفصل والحسم عن طريق الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي التي ستنعقد في الثامن من مايو (أيار) في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
دعم جونغ
أما عما أثير بشأن دعم الكوري الجنوبي (جونغ) لحملة الشيخ سلمان الانتخابية، فقال هذا زعم غير صحيح، إنما كونغ هو أحد الداعمين لي، كما أسلفت، ولا أرى في ذلك أي حرج طالما أن هذا الدعم يأتي في إطار مشروع تحدده المصالح التي تلعب دوراً بارزاً في كل الانتخابات، وأن محمد بن همام يدرك حقيقة هذا الأمر؛ لأنه كان وما يزال يحظى بدعم من جهات عدة، وهذا حق مشروع له ويجب ألا يحرمه على غيره.
اجتماع مسقط
ويشير الشيخ سلمان إلى مغالطات أخرى يراد بها تشويه صورته منها زعمهم عقد اجتماع خماسي في مسقط وأن هذا الاجتماع كان قد عقد في أحد جوانب إستاد السلطان قابوس في بوشر في الوقت الذي يؤكد فيه الشيخ سلمان أنه أثناء وجوده في مسقط لم يذهب لأي إستاد باستثناء حضوره تدريبات المنتخب.
كما أن هناك من يحاول تشويه صورته أمام رئيس الاتحاد الدولي سيب بلاتر حين نُقل له بأن الشيخ سلمان متحالف مع الكوري الجنوبي كونغ ضد ابن همام، وبعد ذلك سيواصلان تحالفهما ضد بلاتر لإزاحته من رئاسة الفيفا. بكل ثقة يرد الشيخ سلمان على هذه المزاعم الكاذبة ويصفها بأنها تصرفات لا تليق بمسؤولين كبار يفترض فيهم الإيمان بالديمقراطية وبحق الترشح لأي منصب رياضي.
لست ضد أحد
وتعليقاً على مواقف بعض الاتحادات العربية التي أعلنتها رسمياً دعمها لبن همام كالاتحاد الأردني والفلسطيني والسوري واللبناني واليمني، يقول الشيخ سلمان إن لكل اتحاد مطلق الحرية في تحديد مرشحه، وإنه لا يعتبر هذا الموقف أنه ضده شخصياً، إنما يعتبره نابعاً من قناعات أصحابه وهو يحترم هذه القناعات، ويتمنى أن لا تتم ترجمة موقف من يسانده أو يقف إلى جانبه على أنه ضد بن همام، فهذه قناعات شخصية على الكل احترامها.
وعن امتناعه عن المداخلة في حلقة النقاش التلفزيونية، يقول الشيخ سلمان إنه يعلم مسبقاً موقف قناة (الدوري والكأس) المساند لابن همام، وهو أمر يحترمه، ولذلك يرى أن مداخلته في الحلقة لن تأتي بجديد طالما أن الهدف الأساسي من الحلقة هو دعم ابن همام، إضافة إلى أنه لا يحب أن يدخل في حوار يعلم مسبقاً أهدافه.