من أجل أن نتمكن من إنقاذ الأخضر وإعادته قوياً وقادراً على نيل بطاقة التأهل الخامس للمونديال من المفترض أن نتأكد أولاً من أن الخلل يكمن فقط في الجهاز الفني، وفي هذه الحالة فإن اختيار البديل المناسب سيكون العلاج الشافي والنهائي للأزمة عبر المباريات الأربع المتبقية في الدور الثاني للتصفيات.
شخصياً سبق أن كتبت قبل عدة شهور عن أن الكابتن ناصر الجوهر ليس المدرب المؤهل لقيادة الأخضر في هذا النوع من المباريات الصعبة، وذلك من منطلق أن المنتخب الجديد يحتاج إلى فكر تدريبي متجدد ومتطور يتناسب مع ظروف وأجواء ونجوم ومتغيرات المرحلة. ويستطيع أن يقرأ ويفهم طبيعة وتحولات وإمكانات المنتخبات الأخرى المنافسة.. لكن هذا لا يلغي أن هنالك مشكلات وأخطاءً إدارية وتنظيمية وإجرائية ليست مرتبطة مباشرة بالمنتخب وإنما تؤثر سلبياً فيه، كما حدث ويحدث في الأمانة واللجان التابعة لاتحاد الكرة، بدليل الإخفاقات المتكررة لجميع المنتخبات الناشئين والشباب والأولمبي والأول في أكثر من بطولة، أي أن الأمر لا يتوقف عند الجهاز الفني للمنتخب الأول وإنما يشمل الكثير من الأسماء والأجهزة والآليات.
لاحظوا كيف ولماذا تألق وتفوق علينا المنتخب العُماني في خليجي 19 والإماراتي في إحرازه لكأس آسيا للشباب والكوري الشمالي في تغلبه علينا وصعوده إلى المرتبة الثانية في المجموعة؟! لماذا غيرنا يتقدم ويتطور ونحن نتراجع ونتدهور؟!!
للمزيد من عدم الانضباط!
بسبب تساهل وتغاضي لجنة الانضباط عن اعتداء لاعب الاتحاد الحسن كيتا على اختصاصي العلاج الطبيعي في نادي الهلال أثناء مباراة الفريقين الأخيرة في دوري الموسم الماضي وإيقافه مباراتين تحولت إلى مباراة واحدة، بسبب ذلك تمادى اللاعب في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الشباب وارتكب أبشع وأسوأ وأقذر حركة في تاريخ الملاعب السعودية، وتم فيها إبعاده وعدم تجديد عقده ومنعه من التعاقد مع أي نادٍ سعودي.. وخسر الاتحاد نجماً فذاً ومهاجماً خطيراً لأن لجنة الانضباط هي التي باركت وأيدت وتساهلت مع اعتدائه الأول، وبدلاً من أن تمارس دورها في ردعه وتعديل سلوكه نجدها مهدت له وأغرته على ارتكاب حماقة لا أخلاقية بعد مدة وجيزة من عقوبة سابقة أشبه بالتكريم!!
اليوم الموقف يتكرر من لجنة الانضباط مع نادي النصر، عندما صدرت من جماهيره في لقاء الاتفاق في الدمام ثم من فريقي الناشئين والشباب، وأخيراً فضيحة (الفيحاء) الغريبة المضحكة، ومحاولة تبرير هذه المواقف بتفسيرات مزاجية تتناقض تماماً مع قرارات اتخذت ضد أندية أخرى.. وهنا تكون اللجنة قد أضرت بالنصر من حيث تريد مجاملته، إذ لا نستبعد أن يفهم النصراويون الأمور كما قرارات الانضباط فيذهب الفريق الأصفر ضحية تهور أو تجاوزات لاعبيه أو جماهيره في مباريات وأحداث لا يمكن السكوت عليها والتغاضي عنها.
نريد لوائح وقرارات تؤكد أننا بالفعل في عصر احتراف وإدارة ومؤسسات..
هنا الزيد وهناك ابن همام
بعيداً عن الخوض في جدلية (مع أو ضد) محمد بن همام، وعن مستجدات ما حدث بين الاتحادين السعودي والآسيوي.. أجدني متحمساً ومطالباً بفهم شخصية ابن همام ومعرفة تاريخه وكيف بزغ نجمه وذاع صيته إلى أن وصل إلى سدة قيادة اتحاد أكبر قارات العالم..؟!
الأكيد والمهم على عكس ما يجري عندنا، فقد استفاد وانطلق إلى العالمية من رئاسته لنادي الريان القطري، ومن خلال نجاحاته والشهرة والبطولات التي تحققت للنادي، في عهده استطاع الوصول إلى رئاسة اتحاد الكرة القطري ونجح وقتها (1992م) في إحراز المنتخب القطري كأس دورة الخليج للمرة الأولى، ثم اتسعت دائرة مناصبه ومسؤولياته إلى بعض لجان الاتحادين الدولي والآسيوي إلى أن أصبح رئيساً للاتحاد الآسيوي.
ما أريد إيضاحه والتنويه عنه والاستفادة منه هو أن النادي لم يقف حجر عثرة أو سبباً في إقصائه وإنما كان مصدراً للمعرفة والنضج واكتساب الخبرة والإلمام بهموم وشؤون الكرة والتعامل مع جميع فئات وعقليات الجماهير، وكانت نجاحاته في نادي الريان معياراً صحيحاً ومنطقياً لتقلد منصب أعتى وأشمل.. بينما يختلف الوضع لدينا حيث يتحول العمل في النادي إلى مذمة وتشويه وتهميش وتجريد للثقة والأمانة، فيكون العزل وتكريس نظرية أن النادي محل شبهة وصفحة سوداء في تاريخ وسجل أعتى وأمهر وأفضل الإداريين، وبالتالي من الصعب وربما من المستحيل الاقتناع به وإتاحة الفرصة له لإثبات وجوده وقدراته لمجرد أنه يعمل وينتمي لنادٍ مميز وناجح وبارع في التخطيط والإدارة والبناء والتطوير ومنبع للنجوم والإبداع والبطولات.
كيف نطالب بإيجاد وتأسيس قاعدة إدارية مؤهلة وخبيرة تشمل اللجان والاتحادات والمندوبين في الاتحادات العربية والآسيوية والدولية، وهنالك من يطالب بعدم ضم وإبعاد بعض الكوادر المتميزة من أي جهاز رياضي رسمي ليس بسبب إخفاقهم وتقصيرهم وعدم كفاءتهم وإنما فقط لأنهم يعملون أو ينتمون أو سبق لهم اللعب في هذا النادي أو ذاك، مثلما يتردد حالياً بالنسبة لأمين نادي الهلال أحمد الخميس والفائز بانتخابات عضوية اتحاد الكرة، وكذلك ما تعرض له الحكم العالمي ونائب رئيس لجنة الحكام عبدالرحمن الزيد من شتائم واتهامات وحروب سخيفة أدت إلى استقالته وخسارة التحكيم والكرة السعودية لرجل خبير ونزيه قوي وفاهم وواثق من نفسه ومن إمكاناته ومؤهلاً لأن يكون مندوباً وممثلاً لنا في الاتحاديين القاري والدولي..؟!
كي لا نخسر المزيد علينا ألا نستسلم لهكذا نظريات تعرقل خطوات تطورنا، وأن نتعامل مع الكوادر والعقول والكفاءات الإدارية والتدريبية والتحكيمية وفي سائر المجالات وفق مستوى أدائها وكمية ونوعية إنتاجها كما هي الآن، لا أن تكون القياسات والمعايير والأحكام مبنية على حسابات الميول والعواطف والأهواء الشخصية.
* * *
* كما هو دائماً.. قال الأمير عبدالله بن مساعد عن موضوع تدريب كوزمين للمنتخب كلاماً علمياً ومنطقياً مقنعاً وخصوصاً في مسألة إقحام الوطنية في الأمور الرياضية والسجالات الجماهيرية للأندية.
* كان الأمير نواف بن فيصل راقياً وصريحاً ومتحدثاً بارعاً في مداخلته الثرية مع قناة الدوري والكأس أثناء استضافتها الأخيرة لمحمد بن همام..
* فوضى رحلتي الذهاب والإياب لمباراة منتخبنا أمام كوريا الشمالية امتدادٌ لذات الأخطاء الإدارية والتنظيمية التي تنعكس سلباً على مستوى ونتائج الأخضر..
* شكراً لإدارة الجبلين على مبادرتها وتكريمها للشهم النبيل والشيخ الكريم علي الجميعة.
* بعد أن كان سيئاً ومتعالياً أصبح اليوم المدرب كوزمين في نظرهم الداهية والأنسب لتدريب الأخضر.
* ضجيجهم ودفاعهم عن رئيس الوطني في قضية إجرائية تافهة مقابل صمتهم وعدم تعليقهم على عقوبة النصر المؤجلة ثم الملغاة يثبت مجدداً أن بعض الاتحاديين يكرهون الهلال أكثر من حبهم للاتحاد..!!
* خرج الأهلي من كأس ولي العهد بسبب سوء تقدير إدارته لفريق الفتح وعدم اهتمامها بتأجيل المباراة يوماً واحداً لإرهاق لاعبي المنتخب.