Al Jazirah NewsPaper Monday  16/02/2009 G Issue 13290
الأثنين 21 صفر 1430   العدد  13290
فقيدٌ.. وإلى رحمة الله
خالد بن حمد الصقري

 

بقلوب ملؤها الإيمان بقضاء الله وقدره ودعت مكة المكرمة واحداً من أبرز رجالاتها وعمدة من أعمدتها إنه الشيخ ورجل الأعمال المعروف الشيخ صالح بن حمد الحميدة الذي وافته المنية مغرب يوم الأربعاء 24-1-1430هـ وصلي عليه عصر الخميس في المسجد الحرام.

لا أدري من أين أبدأ الكتابة عن هذه الشخصية الفريدة؛ فمهما سطر القلم من عبرات وكلمات فلن نصل إلى الوفاء في حقه؛ هل أتحدث عن نبل وسمو أخلاقه أم أتحدث عن الحفاوة وحسن الاستقبال لزائري بيت الله الحرام؟ أو أتحدث عن سخائه وكرمه؟ أم أتحدث عن المواقف الإنسانية الكثيرة مع الناس أم أتحدث عن سمته وكثرة أفعاله المتعددة. سوف يفقدك يا أبا علي الجميع دون استثناء؛ بدءاً بالسائل والمحتاج والأرملة والمسكين والصغير والكبير، وسوف تفقدك ساحات الحرم الشريف، سيفقدك تفطيرك للصائمين في الحرم المكي الشريف الذي لم تتركه وأنت في أصعب الظروف، سيفقدك الحاج والمعتمر الذي فتحت لهم أبوابك قبل أن تفتح لهم قلبك يكفيك يا أبا علي شرفاً وأجراً أنك عشت حياتك في أطهر بقعة من بقاع الأرض عند جوار بيت الله الحرام، ودفنت فيها وهي أمنية كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، وبشارة لك يا أبا علي أنك من الشهداء عند الله -إن شاء الله- كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم (الشهداء خمسة وذكر منهم المبطون) الحديث . وأنت ممن توفي بداء البطن فهنيئاً لك وهنيئاً لك بتلك الجموع التي توافدت إلى المقبرة داعية لك ومعزية بفقدك وامتلأ قصرك بجموع المعزين من علماء ومشايخ وكبار المسؤولين، فهذه دلالة على منزلتك عند الجميع والذي يخفف من واقع المصيبة أنك خلفت من بعدك من يسير على نهجك وطريقتك، وفي مقدمتهم الزوجة الصابرة، أم خالد وابنها أبا فهد واخوانه الأجلاء، وأخيراً ،عزاءنا إلى إخوانك وإلى أبنائك وبناتك وإلى الزوجة الصابرة المحتسبة وإلى كل فرد من أفراد أسرة الحميدة في كافة مناطق المملكة سائلين المولى عز وجل أن يتغمدك بواسع رحمته، وأن يرفع درجاتك في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا،ً وأن يلهم ذريتك الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

مرشد طلابي - ببريدة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد