كان يوم أمس الأول يوماً مشهوداً في تاريخ المرأة السعودية إذ اختصر الأمر الملكي الكريم الذي صدر بتعيين الأستاذة نورة الفايز نائبة لوزير التربية والتعليم لشؤون البنات - اختصر - سنوات طويلة من انتظار مثل هذا التحول الهام في الاشتراك الحقيقي للمرأة السعودية في صنع القرار المتعلق بمستقبل التربية والتعليم والتي هي أهم المحاضن التي ينشأ فيها الجيل الجديد بكل تطلعاته الوطنية والدينية..
** لا شك أن ثمة مؤشرات سبقت مثل هذا القرار كانت بمثابة تمهيد كي تكون المرأة شريكة في تولي الشأن العام في مجتمع استراح طويلاً لفكرة أن المرأة لا تملك ما يكفي من المؤهلات والقدرات لخوض تجربة هامة في صنع القرار وإدارة المؤسسات العليا في الدولة، وأنهى القرار الصادر يوم أمس مرحلة المخاض الطويل التي سبقته.
** قالت (نورة الفايز) لقناة العربية حال تلقيها الخبر إن تعيينها هو وسام لكل امرأة سعودية.. وهذا صحيح فكل ما تحققه المرأة هو لبنة في بناء عظيم يكبر ويعلو بتراكم الخبرات النسائية المؤهلة.
وهو رصف لطريق طويل تحقق فيه المرأة السعودية خطوات بعيدة المدى في المشاركة الفعلية في قيادة مؤسسات وطنها ومستقبل مواطنيها.
** مثلما سعدنا بمناصب قيادية للدكتورة الأميرة الجوهرة بنت فهد مديرة لجامعة البنات ود. منيرة العلولا نائبة لمحافظ التعليم الفني والمهني وحصول د. موضي النعيم على المرتبة الخامسة عشرة.. ومنجزات متوالية ومتراكمة تعطي مدلولاً واحداً هو ثقة ولي الأمر حفظه الله بقدرة المرأة السعودية وعقلها وإدراكها لما يحيط وطنها من مستجدات مستقبلية تتطلب منها مشاركة فاعلة وجادة في خدمة وطنها ودينها.
** كل القرارات الإصلاحية التي غمرتنا بالفأل يوم أمس الأول كلها مهمة ولا شك لكن إشراك المرأة لأول مرة في منصب قيادي تتولى فيه شؤون عامة ذات مساس بحياة ملايين الأسر.. هو لا شك الحدث الأكثر جذباً للضوء وهو الحدث الأكثر تحولاً في تاريخ الإصلاح السعودي الذي يقوده ملك البلاد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده يحفظهما الله.
fatemh2007@hotmail.com