يقال إن هناك محرضين قويين للكتابة، القراءة والألم.. ولكني اليوم أكتب بمحرض مختلف ومغاير تماماً.
محرضي اليوم قوي وملهم وغزير.. هي حكاية زاخرة بالتفاصيل الملهمة، فيها من الزخم والحضور والإنجاز الشيء الكثير مما يجعلني في مأزق.. من أين أبدأ وكيف أنتهي؟!
اليوم أكتب وللمرة الأولى عن القائد الإصلاحي الفذ الملك عبد لله بن عبد العزيز بعد أن شعرت برغبة وشغف للكتابة له وعنه.
مسيرة عطاء طويل وإنجازات متتابعة وطموحات كبيرة تجعلني أجزم بأن هناك شيئاً مختلفاً في هذا الملك الذي ملك القلوب، أو كما سماه الباحث والكاتب الأمريكي الشهير (إفشين مولافي) ملك الشعب وصديق الفقراء.
منذ أن تولى الملك عبد لله مقاليد الحكم في البلاد ونحن نشعر أننا الشعب الذي يتحدث عنه في خطاباته.
لمسنا التغيير والتطوير والتقدم الذي حصل في كل الميادين.. إنجازات ومشروعات وخطط مستقبلية مشرقة ومشرفة يتحدث عنها الصغير والكبير، القاصي والداني.
كما أن اجتماعات النساء كان لها نصيب من الحديث عن الملك عبد لله.. فأصبحنا نتحدث عنه مع أننا لسنا على مرحلة متقدمة من الحكمة والحنكة السياسية حتى نحلل مواقف الملك ونستشعر عظمة خطاباته.. ولكننا أصبحنا نتكلم عن قرارات الملك وزياراته ومواقفه ونشيد بها.
وذلك لأننا بتنا نشعر أنه قريب منا، يستشعر احتياجاتنا ويقف عندها بحزم وجدية.
كيف لا؟ وهو من قال إنه يحاسب نفسه بقسوة إذا شعر أنه مقصر في شؤون شعبه الذي أحبه ولقبه ب(ملك الإنسانية).
الملك عبدالله حرص على تنمية وتعزيز ارتباطه بالشعب وفتح سبل الاتصال المباشر بهم عن طريق الحوار الوطني الذي أنشأه ليعبر السعوديين عن آرائهم ومشاعرهم وشؤون حياتهم.
هو الحاضر دائماً في المواقف الصعبة والخطوب والأزمات والملمات التي تحدث للأمة العربية ليدخل إلى لب القضايا العالقة دون شعارات أو تنازل أو تفريط في الحق العربي والإسلامي. فلا ننسى موقفه المشرف حين اقترح لقاء وتصالح الأطراف الفلسطينية - الفلسطينية في اتفاق سمي ب(اتفاق مكة) الذي دعا فيه زعماء فتح وحماس للاجتماع في الأراضي المقدسة وفي أحضان بيت الله الحرام لوأد الفتنة ووقف الاقتتال بين الشعب الفلسطيني ولحقن دماء الفلسطينيين الأبرياء وغيرها من المواقف والوقفات الشامخة.
وهو صاحب الطموحات والأحلام الكبرى، وهو من يتجه بشعبه نحو تنمية مستدامة وواقع اقتصادي وتعليمي وحضاري وصناعي وصحي أفضل يشبه أحلامه.. حتى تتحول الأحلام إلى حقيقة واضحة وجلية لا تقبل المساومة والتشكيك.
وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية الصعبة وامتدادها وتأثيرها على كل القطاعات والبيوت تقريباً، والقضايا السياسية المتوترة في المنطقة إلا أننا نشعر بالأمان حين يخاطبنا ويطمئننا ويشد من أزرنا كقائد يخاف على شؤون شعبه ورعيته.
وقفت بذهول وإعجاب أمام موقفه وخطابه في قمة الكويت حيث كان موقفاً مميزاً وحضوره مهيباً لفت الأنظار واسترعى الانتباه.. وصفق له الجميع بحرارة وإعجاب حيث غير بموقفه نظرة الشعوب العربية التي ملت من القمم العربية التقليدية التي تعاد فيها الخطابات والتوصيات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وجعل قمة الكويت قمة تاريخية ومفصلية واستثنائية، حين مد يده لكل الأطراف العربية وتجاوز كل الخلافات ونبذ كل المشكلات وغلب العقل والمنطق والرجولة في الوقت الذي كنا بحاجة حقيقية لها.
حيث كانت النار تشتعل في قطاع غزة التي كانت بحاجة حقيقية لمثل هذا الموقف المسؤول والفكر الكبير فأصبح من يوجه الانتقادات اللاذعة عبر وسائل الإعلام المشبوهة والمأجورة يحترم بل يشيد بموقف خادم الحرمين الشريفين، فقد فاجأ كل من شكك بدور المملكة في المنطقة وراهن عليها.
فشكراً لك لأنك جعلتنا فخورين بمواقفك الحازمة الواعية وفكرك المتجدد وطموحك الذي لا يشيخ ولا يهرم.. فهكذا يكون الرجال وهكذا يكون القادة.
*****