ما لم يتم وضع استراتيجية واضحة للنمط الرئيسي للتعامل الإداري والفني داخل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم فإن دوامة التشتت الفني ستظل تلاحقنا وكأنها ماركة مسجلة باسم (السعودية) كونها الأكثر تغييرا للمدربين حتى على مستوى الأندية وهو ما جعل مستويات نجومنا المحليين رغم قوتها المهارية والفنية تعجز ومنذ سنوات عن تقديم وجه حقيقي للكرة السعودية بل تتهاوى قاريا وهو مؤشر خطير للغاية على اعتبار أن الآخرين يعملون بقوة مضاعفة للحاق بنا بينما ما زلنا نعمل بطريقة (أقرب الطرق للنجاة تغيير المدرب)..!!
الشيء الذي يغيب عن الذهنية السعودية الكروية في صراع المعترك التنافسي هو عدم الإيمان بقوة الخصوم وأنهم الأفضل ولذلك ينتصرون حتى لو أحضرت أبرع مدربي العالم فتلك حقيقة يجب أن نؤمن بها فعمان مثلا التي كنا ندكها بالخمسات حاصرتنا طوال مئة وعشرين دقيقة كاملة بنهائي الخليج ولم تسترح حتى أخذت اللقب كما هو الحال مع المنتخب الضعيف الكوري الشمالي والذي طوال ثلاثين عاما مضت لا يملك من الإنجازات والمشاركات ما يجعله يفوز على منتخبنا لكنه فعل أخيرا لأنه الأفضل ولأنه متطور ويعمل بشكل صحيح ونحن توقفنا عند حاجز ثرثرتنا بتاريخنا الماضي وريادتنا القديمة..!!
مفهوم التنافس الحقيقي يجب أن يكون حاضرا وألا نعطي أنفسنا أكثر من الواقع فنحن لدينا نجوم وكذلك الآخرون لكننا نختلف عنهم أنا لا نقيم لهم وزنا ولا نعترف بأفضليتهم ونرى بغرور (الطواويس) أننا المنتخب الذي لا يقهر وإذا قهرنا أحدهم طردنا المدرب وآخرين وهكذا بين فترة وأخرى لننتج بالأخير تذبذبا بمستوى الأخضر وتأرجحا خطيرا جعله يهوي من نجومية 1994 إلى كبوة 2002 ومن روعة تأهل عام 2006 إلى ما نراه اليوم واقعا مؤسفا..!!
أحضرنا مدربين عالميين ومغمورين ووطنيين ومن كل الجنسيات ومع ذلك لم نستطع أن نصنع قوة متطورة للأخضر فالحلقة الأضعف هو المدرب ولا غيره والآخرون بريئون...!!
الجوهر سيكون الضحية اليوم أو غدا وسيأتي بعده ضحية أخرى وهكذا لأننا وببساطة لا نلقي بالا لأفضلية الآخرين ونعتقد أن تفوقهم يأتي من أخطائنا فقط وليس لمستوياتهم وهذه قمة الغرور وسبب كل الفوضى التي نعيشها..!!
تصويبات
- المباريات ذات العيار الثقيل أكدت أن ناصر الجوهر مدرب وليس مديرا فنيا وفرق شاسع بين الاثنين!
- كلما خرج نجم بالدوري السعودي صغير وموهوب سارع الجوهر لضمه وإشراكه فقط لكي يحفظ له التاريخ أنه منحه الفرصة والنتيجة قتل للمواهب وإخفائها للأبد.. أتمنى أن تنتبه لجنة المنتخبات لذلك!!
- أمام كوريا لم نكن سيئين بل كان الفريق الكوري أفضل منا انضباطا.
- عطيف والفريدي يلعبان بعقلية الحواري ولذلك فالاستفادة منهم معدومة وكراتهم مقطوعة وتتسبب بإحراج لخطوط الأخضر الخلفية ومع ذلك ما زالا أساسيين بأمر من المدرب الجوهر!!
- أي منتخب في العالم يفقد أهميته الفنية إذا استمرت التغييرات العناصرية مع كل مباراة وهو أهم سلبيات الأخضر منذ أعوام طويلة.
- الفرصة متاحة وموجودة ولا خوف على الأخضر بقيادة سلطان ونواف لكن الأهم أن نعترف بقوة الخصوم وندرك أن المدرب ليس سوى جزء من أي خسارة فهناك أجزاء يجب التنبه لها!!
قبل الطبع
قال برنارد شو مرة (وهو ذو لحية كبيرة جدا ولكن أصلع):
العالم مثل رأسي.. غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع.
msultan444@hotmail.com