لم تكن خسارتنا من المنتخب الكوري الشمالي مفاجأة.. وذلك عطفا على ماقدمناه طوال شوطي المباراة.. أعني أننا لم نقدم ما يشفع لنا حتى الخروج بنقطة يتيمة..!

فقد شاهدنا كيف كان الأداء.. فالبطء والعصبية والتسرع في الأداء كانت أبرز سمات الفريق.. وساهم الكابتن ناصر الجوهر في إخفاء شخصية المنتخب.. حتى بات أداء الفريق غير منظم.. ووصل به الحال إلى فريق يلعب أفراده وكأنهم تائهون في الملعب.. بفضل الامتحانات (العسيرة) التي أدخلهم فيها المدرب.. الذي مازال أسير اختبارات شخصية صعبة ساهمت في إخفاء شخصية المنتخب.!

وعندما أقول اخفي شخصية المنتخب.. فأنا أعي ذلك تماما.. فالهدف الذي سجله المنتخب الكوري كان كفيلا بإرباك الخطوط الثلاثة.. لذلك افتقد لاعبو منتخبنا كيفية التعامل مع ظروف المباراة.. وتعامل الجميع بالبحث عن النتيجة الايجابية بالتسرع.. وبطرق عقيمة.. ومكشوفة يسهل القضاء عليها دون عناء أو اجتهاد.. وهذا ماحدث في المباراة وتحديدا بعد الهدف..!

منتخبنا لازال غير معترف بطريقة (التوازن) هجوما ودفاعا.. أدرك أن لكل مباراة ظروفها وأحداثها.. فهناك مباريات تحتم ظروفها اللعب بطرق (حذرة) وأخرى لا بد فيها أن تكون (مهاجما) إلا أن الجوهر لا يفرق بين الإمارات وكوريا.. وبين أن تلعب بأرضك أو خارجها.. وهذا هو الواقع الذي شاهدناه طوال التصفيات.. وأمام كوريا تحديدا لمسنا ذلك جيدا وأدركنا هذا الأمر باللعب بطريقة هجومية غير محمودة العواقب.. حتى في ظل (غياب) عزيز وهو العنصر المؤثر دفاعيا.. ليس ذلك (حجة) لمدرب يملك فريقه أكثر الموهوبين على مستوى القارة.. غير أن ما ينقصهم التوظيف المناسب.. وما اشراكه لنور والفريدي والنمري دفعة واحدة في مباراة تتطلب (الحذر) إلا دليل على عدم القراءة السليمة.. والتوظيف المناسب.. فالثلاثي أداؤهم هجوميا.. وكان كريري هو الخيار المناسب للجوهر والمشكل حقا أن تم إشراك الجاسم في (المحور) وهو لاعب الوسط الخطر هجوميا.. خطأ في التشكيل والخطة تفرض أسئلة عديدة موجهة للجوهر ومعاونيه حول الانسجام وتحركات اللاعبين وأشياء أخرى أقلقتنا في المباريات الماضية وجعلت حظوظنا ضئيلة..!

اندفاع الفريق للهجوم وانكشاف المناطق الخلفية.. ليس هو سبب خسارتنا في هذه المباراة فقط.. بل سبب في جميع فقداننا لكافة النقاط السابقة.. وهذا الأمر عانينا منه الكثير دون أن نلمس أي تطور حقيقي أو تحسن ملموس ولم نحقق (الموازنة) والمعادلة التي تكفل للفريق السير بثبات معقول.. كما اني لااجد أي مبرر لكثرة التغييرات المتلاحقة من مباراة لأخرى.. فمنتخبنا لازال يعيش في دوامة التغيير والتخبط.. فالحاجة إلى التجديد لاتتطلب كل هذا التغيير العشوائي وغير المنطقي..!

صح النوم.!

يلاحظ بأن لجنة الانضباط.. هي الطرف الثابت في لجان اتحاد القدم في القرارات (المثيرة) للجدل وآخرها قرار نقل مباراة النصر والفيحاء بكأس سمو ولي العهد إلى المجمعة.. بناء على تقرير حكم مباراة النصر والرائد الذي صدر القرار نتيجة هذا التقرير.. بعد أكثر من عشرة أيام.. أقول أكثر من عشرة أيام ولم أقل يوم أو يومين..!

وتبعية التأخير تتحملها اللجنة نفسها دون غيرها.. فالقرار لا يحتاج إلى هذا الوقت والتأخير والتريث.. فليس هناك ما يستدعي إلى ذلك.. حتى لا تكثر المآخذ وتفتح الأبواب.. فنحن في غنى عن الصداع.. واستخدام المسكنات.. لو استفدنا من الأخطاء ولم نكررها..!

ولكن يبدو أن اللجنة إلى جانب أنها تكرر أخطائها ولا تستفيد منها.. الواضح أنهم يفتقدون القدرة على تنفيذ القرار وللشجاعة في تطبيق اللوائح بعيدا عن التأثيرات والأمور الأخرى.. ويكفي أن يكونا طرفا القضية فريق كبير وفريق اقل منه لنرى العجب العجاب من العقوبات الحالية المتناقضة رغم تشابه حوادثها.. ولسنا بحاجة إلى إيراد ثوابت وأدلة حول تناقض القرارات وتباينها.. لطرف دون الآخر.. وتباين القرارات هذه طرحت التساؤلات حول الضغط على فرق دون أخرى..!

إن الحقيقة المرة التي وصلنا معها مع لجنة الانضباط.. يجب ألا تخجلنا أو تؤدي بنا إلى أجواء المكابرة والاستعلاء.. علينا أن نعترف بأن هناك قرارات ظلمت فيها أندية سواء بالممتاز أو في الأولى.. فهناك أندية عوقبت.. وهناك أخرى سلمت رغم تشابه الحالات.. بل ربما أن الأندية التي سلمت من العقوبة قامت بارتكاب أخطاء أكبر مما حدث من الأندية التي عوقبت.. كما حدث للهلال في الموسم الفائت عندما نقلت مباراته أمام الاتحاد رغم انه كان يلعب خارج أرضه أمام الوحدة.. وتم عمل نفس الأمر مع التعاون عندما نقلت مباراته أمام الخليج رغم أن لعب أمام الرياض خارج أرضه والحدث صدر من مشجع واحد.. بينما رأينا الفوضى من الجماهير في مباراة الفتح والخليج ولم يصدر تجاهها أي عقوبة.. كما شاهدنا تعمد لاعب الرائد فرساني ضرب لاعب نجران دون كرة ولم يطله العقاب مثله مثل زميلة الأجنبي (كابي) في مباراة أبها عندما اثار الفوضى داخل الملعب ولم تطله العقوبة كما حدث مع آخرين..!

افتراء.. وخلط.. وتهريج..!

فرحنا حين عقد ميثاق الشرف بين الأندية.. ومصدر الفرح تفاؤل وأمل.. بأن نجعل من منافساتنا منافسة راقية وشريفة.. وأن تختفي الأصوات (النشاز) التي دائما تعكر صفو منافساتنا.. بمغالطاتها.. وقلبها للحقائق.. واتهامها للآخرين دون إثباتات على تلك الاتهامات..!

تريثنا.. وكان كلنا أمل وشوق.. أن تختفي كل هذه الأمور من رياضتنا.. وان تبتعد كل التصاريح المسيئة والبعيدة كل البعد عن المنطق والعقل.. والتي تبعد ولاتقرب.. ومن شأنها أن تثير كل ماهو سيئ في وسطنا الرياضي.. وتزرع أمور نحن في غنى عنها..!

ولكن كل هذا الأمل.. لم يكن سوى حالة (لمعان) سرعان ما انطفأت.. وانطفاء معها كل بوادر الأمل التي كنا ننتظرها ونتعشم في ظهورها.. فمن تابع تصاريح رئيس الفيصلي فهد المدلج فضائيا وصحافيا.. يكتشف وهو حزين أن ميثاق الشرف لم يكن سوى حبر على ورق.. لم يلتزم به سوى القلة والقلة فقط.. بينما نقضه الكثر من مسؤولي الأندية.. إداريين كانوا أم شرفيين..!

رئيس الفيصلي ذكر بأن حكام منطقة الرياض ضده وضد ناديه.. وهذا الرأي قاله بعد مباراة فريقه أمام التعاون التي استفاد الفيصلي فيها من أخطاء الحكام أكثر مما استفادة التعاون.. ومع هذا خرج المدلج بتصريح انفعالي كأنه يريد أن يقنعنا ويقنع المتابعين أن فريقه تعرض لظلم.. بينما الحقيقة أن قرارات حكم المباراة لم تؤثر على نتيجة اللقاء النهائية.. والتعاون كان أكثر من تضرر من قرارات مرعي العواجي وليس الفيصلي.. كما أن محلل القناة الرياضية عمر المهنا صادق على أغلب قرارات الحكم.. وذكر أن الحكم أخطأ في طرد لاعب التعاون العتيبي وشخصيا أجزم بأن هذا الطرد هو الذي (جر) المباراة إلى التعادل إلى ما قبل النهاية.. ثم أن المدلج انتقد جميع قرارات الحكم وهو انتقاد في غير محله.. ومن أراد أن يعرف افتراء وخلط رئيس الفيصلي ماعليه إلا الرجوع للخطأ المحتسب لمصلحة مهاجم التعاون (الراشد) عندما ذكر المدلج بأن مهاجم التعاون دفع المدافع.. فكيف لمهاجم أن (يدفع) المدافع واللاعب التعاوني يبحث عن الكرة واتجاهه مخالف تماما لموقف المدافع.. وظهر المهاجم باتجاه المدافع.. ولا عليكم سوى مشاهدة اللقطة والاستماع للتصريح لترى أن المدلج لم ينظر سوى بعين واحدة..!!

أما الأمر الأكثر (خطورة) في تصاريح رئيس الفيصلي.. هو اتهامه للحكام بأنهم كانوا (يتباشرون) في هزيمة الفيصلي بإحدى الدورات التحكيمية.. وهذا الاتهام أتمنى أن لا يمر مرور الكرام.. لكل من يدخل الامر ضمن اختصاصهم.. حتى لاندخل في مزيد من العبث والاساءة..!

بقايا..

** بوكير أشار إلى ان الوحدة لن يحقق بطولة والاجواء في نادية (مشحونة) وربما فات على الالماني بأن ناديه ربما يدخل في صراع الهبوط في الجولات القادمة..!

** سيغيب نايف هزازي مباراة واحده فقط عن الاتحاد اما السبب (فالبركة) في نصف المدة..!

** أعتقد بأن التعاون يحتاج كثيرا للتهيئة النفسية الجيدة في المرحلة القادمة..!

** أكثر ما لفت انتباهي من خلال برنامج الجولة هو تحديد بعض النقاط السلبية التي كان عليها منتخبنا في مباراة كوريا من خلال رصد لبعض المواقع الإلكترونية والتي جاء من ضمنها عدم التجانس بين المرشدي وهوساوي..!

** أتمنى ان لايكون (خيارنا) القادم فيما لو استبعد الجوهر احد مدربي الاندية مهما كانت نجاحاته مع ناديه فيكفينا تجارب فاشلة في هذا الجانب..!

** المدرب (الحازم) لا يمنح الرئيس السابق فرصة لمناقشته ولهذا أصدر الرئيس الأوامر للأقلام التابعة ان تشن هجومها على المدرب في كل اتجاه..!

** من وضع مباريات كأس سمو ولي العهد في هذا التوقيت بكل تأكيد هو لا يبحث سوى مزيد من (الارهاق) لنجومنا الدوليين..!

** الموسم في مراحل (الحصد) وهناك بعض الاتحاديين يتحدثون عن استلامهم لكرسي الرئاسة..!

** أمام التعاون أهم وأصعب مبارياته على الاطلاق عندما يواجه ضمك ولذا فأني لااخشى على التعاون سوى الدفاع والاندفاع..!

** امتداحه للجروان وهو لم يشاهد شوطين كاملين من المباراة (نكتة) الموسم..!

** المفاجأة ربما تكون (حاضرة) في دور الـ16 لكن السؤال من سيحدثها..؟!

آخر الكلام..

الزميل الأستاذ محمد البكر هو استمرار لجيل (العمالقة) الذين بدأوا من الصفحات الرياضية ووصلوا إلى المراكز القيادية العليا.