«الجزيرة» - الرياض

دشن المليك المفدى يوم الأحد الماضي في جامعة الملك سعود أحدث المشاريع الجامعية التي أصبحت من أبرز المعالم التنموية الحضارية في مناطق المملكة ومحافظاتها مما يعكس مدى تفاعل وزارة التعليم العالي مع مضمون التوجيه السامي الكريم يوم إقرار ميزانية الدولة عندما خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعضاء مجلس الوزراء بقوله (مالكم عذر) ووجه - حفظه الله - بسرعة تنفيذ ما جاء في الميزانية من مشاريع تنموية بأسرع وقت ممكن.

فقد تسارعت خطى الوزارة في تنفيذ مشاريعها بأزمان قياسية حيث تنقل الصور الحية من جولات معالي وزير التعليم العالي التفقدية لسير العمل في المدن الجامعية الجديدة في جازان والباحة وتبوك وحائل والجوف ونجران والحدود الشمالية حجم الإنجاز السريع في تنفيذ هذه المشاريع التي هي في ذات الوقت ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة بتوطين التعليم العالي وتوفير مؤسساته في كافة مناطق ومحافظات المملكة من خلال التوسع في إنشاء الجامعات التي غطت جميع مناطق المملكة ووصلت بمؤسسات التعليم الجامعي إلى 79 محافظة من محافظاتها بهدف تعزيز التنمية فيها والحد من الهجرة إلى المدن الرئيسة، بالإضافة إلى توفير أكبر عدد ممكن من فرص القبول للتعليم الجامعي.

ولعل المتابع لمسيرة التعليم العالي في المملكة يلحظ مدى التوازن بين مشاريع البناء في المدن الجامعية وبناء العنصر البشري الوطني عبر تطوير البرامج الأكاديمية في الجامعات ومواءمتها مع متطلبات التنمية واحتياجات سوق العمل وكذلك الاستمرارية في تنفيذ المشروع التنموي الكبير المتمثل في برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي الذي تقوم الوزارة من خلاله بابتعاث الطلاب والطالبات السعوديين والسعوديات إلى أفضل الجامعات العالمية وأكثرها تقدماً في أمريكا (كندا) دول أوروبا، أستراليا، نيوزيلندا والدول الآسيوية لمواصلة دراستهم في مراحل البكالوريوس، الماجستير، الدكتوراه، الزمالة الطبية، وتحدد التخصصات وأعداد المبتعثين بما يتوافق مع حاجة سوق العمل، واحتياجات المناطق والمحافظات والجامعات والمدن الصناعية، حيث يسعى البرنامج إلى تأهيل الشباب السعودي للقيام بدوره في التنمية في مختلف المجالات في القطاعين العام والخاص وقد استفاد من البرنامج حتى الآن حوالي خمسين ألف مبتعث ومبتعثة.

وفن إدارة المشاريع مع المدن الجامعية التي كانت حلماً وأصبحت واقعاً في مسيرة التعليم العالي بالمملكة ما كان لها أن تتجاوز أزمة مواد البناء المحلية لو لم يكن هناك فن في إدارة هذه المشاريع ومتابعة دقيقة لتنفيذها من قبل فريق العمل الذي يرأسه الدكتور علي بن سليمان العطية المستشار والمشرف العام على الشؤون الإدارية والمالية وهو من القيادات الإدارية المشهود لها بالكفاءة والعطاء والإخلاص مما مكن فريق العمل من استثمار دعم القيادة الرشيدة السخي والمتابعة الميدانية من قبل وزير التعليم العالي وتقديم نموذج وطني رائع في تنفيذ المشروعات التنموية ووضعها في خدمة المواطنين بزمن قياسي.