نشعر ونحن في هذا الوطن بأننا وأمننا في أيد أمينة؛ فوزارة الداخلية تبذل جهوداً كبرى في تفتيت وتفكيك كل محاولة ينشط فيها الإرهابيون لاستجماع قوتهم من جديد..
عدا أننا ندرك أن أمن الوطن مسؤولية مشتركة لابد أن يسهم فيها كل مواطن صالح ويستشعر أهمية دوره.
والمتأمل في القوائم الصادرة تباعا والتي تضم مطلوبين في قضايا أمنية تلفت إلى تغير طرأ على إستراتيجية الاستقطاب وكذلك إستراتيجية التقية التي بدأت تتعامل فيها هذه المنظمات الإرهابية..
القائمة الجديدة ومن خلال التحليل الجوهري والسيميائي يظهر أن التقية ظهرت من خلال الانخراط في الأعمال التي لا تثور حولها الشكوك كانخراط أحدهم في العمل الصحفي..
كما أن القائمة التي سبقت الأخيرة كانت تضم مطلوبا اتخذ من التسكع في شارع التحلية وتعبئة هاتفه بأرقام الفتيات وسيلة للتقية..
كما أن كثيراً من المطلوبين ظهروا بسمات شكلية جديدة لم يألفها الناس فيمن هم يضلون أو يتطرفون.. كحلاقة اللحية.. فقد كانت اللحية (مقدسة) في المراحل الأولى..
وأصبح من (التقية) حلاقتها أو تهذيبها.. وفي الفكر الإرهابي تكون التقية وسيلة تبرر الغاية مثلها في ذلك مثل قتل رجال الأمن وقتل المعاهدين فهم في جهاد داخل الوطن وخارجه.
أما الاستقطاب وتنويع الموارد فيظهر من كثرة الوافدين المتسولين وكذلك النساء المتسولات اللاتي يظهرن بمظهر مواطنات بصورة مكثفة في الشوارع وعند إشارات المرور وأمام المساجد، بل إن هناك سيدات ملتفعات بالسواد حتى في حضور النساء وحدهن يدخلن مواقع الأعمال النسائية يتسولن وحين تذكر لهن عناوين جمعيات وتطلب أرقامهن يلذن بالفرار..
كما أن حديث وزير العمل والشؤون الاجتماعية اليمنية الذي أدلت به للصحف الأسبوع الماضي وتحدثت فيه عن ستمائة طفل هربوا من اليمن للسعودية.. يطرح تساؤلاً مهماً خصوصاً في ظل نشوء وتطور القاعدة في اليمن.. فهل هؤلاء الأطفال مورد مالي تضيفه القاعدة لمواردها؟ وهل يستخدم هؤلاء الأطفال كإحدى وسائل التقية وعندما يقبض عليهم يرحلون دون أن يكونوا مصدراً معلوماتياً يكشف عمن يديرهم لأنهم يجهلونه أصلاً..
** إن معالجة كثير من الأوضاع السابقة قد تمت وقد تولت وزارة الداخلية عملا ضخما في ضبط التبرعات وتفكيك المحاضن الإرهابية ومراقبة غسيل الأموال ومنع نشر الحساب البنكي لأفراد لجمع التبرعات الفردية لمريض أو يتيم أو غيره خصوصاً أن العلاج تكفله الدولة مجاناً للمواطنين وللوافدين عبر التأمين الصحي الذي تلزم به مؤسساتهم.. لذلك فإن (وصفات العلاج) التي تتخذ كوسيلة لجمع المال عند الصيدليات هي وسيلة مشبوهة كما أن جمع المال لمعالجة الأفراد تدخل في مثل هذا.
وحيث إننا شعب معطاء، يصعب علينا رد السائل فإنني أقترح وبالتعاون مع وزارة التجارة استصدار بطاقات ممغنطة تستخدم في أسواق التموينات والملابس والمستلزمات المدرسية والصيدليات وشركات الكهرباء والاتصالات ويشتريها الراغب بالصدقة أو استخراج الزكاة ويمنحها للفقراء والمساكين والمتسولين الذين تظهر عليهم الحاجة الفعلية ولا تتحول لقيمة نقدية وبذلك توفر للأسرة الفقيرة حياة كريمة متكاملة الخدمات الأساسية دون أن تمول من يجمعون عدتهم وعتادهم لقتلنا.