إن من الخطوات الرائدة التي تقوم بها جامعة الملك سعود في مجال التوسع والتطوير خطوة الاستثمار في مجالات متعددة تحقق للجامعة موارد مالية كبيرة تساعدها في تطوير وسائلها، وخدماتها، وبحوثها العلمية، وتوسعها العمراني حسب الحاجة.
|
وهذه الخطوة الرائدة تجد دعما قويا من خادم الحرمين الشريفين يؤكده ما نراه من اهتمام شخصي منه - وفقه الله - بهذه الجامعة وخطواتها التطويرية الواسعة، وليست رعايته الأخيرة لإعلان انطلاق مشروعات استثمارية عمرانية ضخمة في الجامعة إلا دليلا واضحا على ذلك.
|
لقد تعددت وسائل الموارد المالية الكبيرة لجامعة الملك سعود ولغيرها من جامعات المملكة، ولعل من أبرزها تلك الرعاية للكراسي العلمية من قبل عدد من المسؤولين ورجال الأعمال، وهي رعاية تدعم الجامعة ماديا ومعنوياً.
|
كنت أحاور صاحبي في هذه المظاهر الجميلة للاستثمارات المادية في جامعة الملك سعود، وفي أهميتها في التطوير، ومعالجة الأخطاء، وإكمال جوانب النقص، وتطوير الأداء في أقسام الجامعة المتعددة وتخصصاتها المختلفة، فقال لي صاحبي:
|
يا ترى هل سنجد أثراً قوياً لهذه التنمية الضخمة للموارد المالية في الخدمات الطبية في مستشفى الملك خالد الجامعي الذي يحتاج إلى نهضة قوية للتطوير تخلصه من بعض مظاهر الضعف التي لا تخفى على مراجعي المستشفى والمستفيدين من خدماته الطبية، وتابع صاحبي يقول: لقد راجعت المستشفى ظاناً أنني سأجد فيه أفضل مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، وظاناً أن هذه الجامعة ذات الخبرة الطويلة في مجالات الطب البشري هي الرائدة في هذا المجال في عالمنا الإسلامي، وفوجئت بما لم أكن أتوقع من عدم وجود هذا المركز في الجامعة - أصلاً - فضلاً عن الريادة في هذا المجال، وتساءلت - حينها - لماذا عدم الاهتمام بهذه المجالات الطبية الإنسانية من قبل جامعة عريقة في تعليم الطب، ودراسته، ورعاية بحوثه، وحينما راجعت بعض أقسام المستشفى، وهو قسم الإسعاف (الأطفال) فوجئت بطبيب واحد يشرف على هذا القسم، وبزحام كبير نتجت عنه فوضى كبيرة وكأننا لسنا في مركز طبي شهير ترعاه وتشرف عليه جامعة شهيرة، وحينما تحدث الناس مع الطبيب المشرف قال لهم: خاطبوا إدارة المستشفى وإدارة الجامعة فإن قسم الإسعاف يعاني من نقص شديد في قدراته البشرية، والسبب - حسب قول الطبيب - الترشيد المالي. هنا سكت صاحبي قليلاً وقال: ألا يمكن أن يتجه جزء من هذا المال الضخم الذي يرد إلى الجامعة إلى هذا المجال الطبي المهم؟. سؤال أشعله صاحبي في وجه إصغائي إليه وسكت.
|
وأنا - بدوري - أبعث به إلى المسؤولين في الجامعة مشتعلاً، لعل إجابة شافية (عملية) تطفئ شعلته.
|
|
كل المنابع في يديك فلا تقف |
ظمآنَ، قلبُكَ حائر مكروبُ |
|