جازان - إبراهيم بكري
أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان رئيس لجنة إصلاح ذات البين بالمنطقة أهمية نشر ثقافة التسامح والعفو بين أفراد المجتمع والبعد عن المبالغة في الدية من قبل ذوي المجني عليه مقابل التنازل عن القصاص، داعيا ذوي القتيل إلى أن يكون مبتغاهم من العفو عن الجاني الأجر والمثوبة من الله تعالى تحقيقا لقوله جل وعلا (ومن عفا وأصلح فأجره على الله).
وحث سموه ذوي القتيل على عدم التشدد في مطالبهم مقابل العفو والصلح بما يثقل على أسرة الجاني وذويه مثل شرط مغادرته المنطقة إلى منطقة أخرى، لما في ذلك من آثار سلبية اقتصادية واجتماعية على أسرة الجاني قد تعانيها سنوات طوال.
وتحدث سمو أمير منطقة جازان في تصريح صحي عن أهمية الدور الذي تقوم به لجنة إصلاح ذات البين بالمنطقة ومثيلاتها من اللجان في مختلف المناطق في تقريب وجهات النظر وحل العديد من القضايا والموضوعات الاجتماعية بالمنطقة ومنها ما يخص الدم والقصاص والعفو عن الجناة من قبل ذوي المجني عليه.
وبين سموه أن اللجنة حققت -ولله الحمد- من خلال عملها في الفترة القليلة الماضية نتائج جيدة حيث أسهمت في العفو عن 23محكوما عليه بالقصاص البعض منهم أعيد من ساحة القصاص والبعض الآخر قضى في السجن 27 عاما ينتظر الفرج، كما قام أعضاء اللجنة بتنفيذ أكثر من 50 زيارة واجتماعا بأولياء أمور الدم لطلب العفو والصفح والصلح في قضايا القصاص.
وقال سموه: إن لجان إصلاح ذات البين جاءت إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- للعمل على رأب الصدع وغرس مبادئ حب الخير والعفو عن الناس والتعاون على البر والتقوى؛ ابتغاءً وجه الله الكريم، وطلبا لما عند الله من أجر كريم ومثوبة عظيمة لمن يتنازل عن حقه في القصاص ممن اقترف خطأ في حق أقرب الناس له.
وأشار سموه إلى أن هناك العديد من اللجان الفرعية التابعة للجنة إصلاح البين في المنطقة في مختلف المحافظات تعمل بالتنسيق مع اللجنة المركزية على التفاوض أو الصلح في قضايا القتل والقضايا الزوجية والحقوق الخاصة والخلافات العائلية مثل عقوق الوالدين وقضايا السلوك والعنف الأسري وغيرها من القضايا بهدف تقريب وجهات النظر في الخلافات بالتعاون مع مشايخ القبائل في المنطقة في هذا المجال.
ونوه سموه في ختام تصريحه بما تجده اللجنة من دعم ومساندة من قبل ولاة الأمر أيدهم الله.كما نوه سموه بالدعم الذي تلقاه اللجنة من مشايخ القبائل ورجال الأعمال ومحبي الخير في المنطقة وخارجها مما أسهم في نجاح جهودها في العديد من قضايا الصلح بين الناس في مختلف المسائل، مشيدا بما يتصف به أهل هذه البلاد، ومنهم أهالي منطقة جازان من أخلاق ومبادئ كريمة من تسامح وعفو وحب لفعل الخير والعمل الصالح؛ انطلاقا من تعاليم العقيدة الإسلامية والعادات والتقاليد الأصيلة.