«الجزيرة» - سعود عبدالله الهذلي
شهد الحرس الوطني طفرات تطويرية هائلة في عهد صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية حيث واكب التقنيات الحديثة والمطورة من أجل مواصلة بناء قوة عسكرية ضاربة.
وحينما يهم المرء ليكتب عن شخصية صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية يجد صعوبة في تعقب الجوانب المتعددة والخبرات الغنية التي تتميز بها شخصيته والتي تتعدد بين الخبرات العسكرية والعلمية والإنسانية؛ إذ يجمع الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز كل ما يجعله مناسباً في موقعه من روح قيادية حازمة في التعامل مع أفراد مؤسسته العسكرية، ونفس إنسانية رحيمة وقلب نظيف وفق ما تتطلبه المواقف، سواء على الصعيد الميداني العسكري أو الاجتماعي الإنساني، ويكفي أنه شبل من ذاك الأسد وابن الفارس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تربت على يديه وفكره المؤسسة العسكرية ونهل ابنه من معين فكره وخبراته ليترجم صفات القائد والأب.
وبخبراته وفكره القيادي الثاقب نال الفريق أول ركن متعب بن عبدالله الثقة الغالية من القيادة الرشيدة ليكون في ثغرة مهمة من ثغور الوطن؛ فهو أهل لها.
وبعد أن أعلن الملك عبدالعزيز، رحمه الله، توحيد هذا الوطن، بعد جهاد طويل، أرسى فيه دعائم الوحدة، وأسّس مقومّات الدولة الحديثة على أرض كانت تمزّقها الصراعات، ويسيطر عليها الخوف، وتتلاطمها الولاءات الضيّقة، وتهدّدها الأطماع الخارجية الراغبة في السيطرة والهيمنة، أمر - رحمه الله - بإنشاء مكتب الجهاد والمجاهدين في عام 1368هـ؛ فكان نواة الحرس الوطني.
وفي عام 1374هـ طُوِّر مكتب الجهاد والمجاهدين ليواكب المرحلة التي تعيشها المملكة؛ فصدر أمر ملكي بتشكيل الحرس الوطني في سائر أنحاء المملكة، ليحوّل البطل الموحّد عبدالعزيز بذلك مَن كانوا يتقاتلون بالأمس، فيما بينهم، إلى جنود يقاتلون تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ فثبّت دعائم الوحدة، وأرسى الأمن في أرجاء الوطن، وبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة بناء المؤسّسات وتطوير الدولة.
وكان أوّل من تولّى رئاسة الحرس الوطني الأمير عبدالله بن فيصل الفرحان, وفي عام 1376هـ تولّى سموّ الأمير خالد بن سعود بن عبدالعزيز رئاسة الحرس الوطني، ثم تلاه سموّ الأمير سعد بن سعود بن عبدالعزيز ,ولقد استمرت هذه المرحله التأسيسية حتى عام 1382هـ.
ويمثل صدور الأمر الملكي السامي عام 1382هـ، بتعيين صاحب السموّ الملكيّ الأمير عبدالله بن عبدالعزيز (آنذاك) رئيساً للحرس الوطني، منعطفاً هامّاً في تاريخ الحرس الوطني؛ إذ بدأت الانطلاقة الكبرى، بانتقال الحرس الوطني من مجرد وحدات تقليديّة، من المجاهدين والمتطوعين وثكنات من الخيام، إلى مؤسّسة حضاريّة كبرى وصرح عسكري شامخ. بعد أن وضع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز (آنذاك) تصوره الشامل والنابع من قناعاته بمستقبل الحرس الوطني بوصفه مؤسسة حضارية متكاملة، جاءت الخطط الطموحة متوافقة وتصور سموه، بأن أعيد تشكيل الحرس الوطني؛ ليصبح أكثر قدرةً ومرونةً على تحقيق تلك الطموحات.
وفي عام 1387هـ صدر أمر ملكيّ سام بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائباً لرئيس الحرس الوطني؛ ليصبح السند القوي لسمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في تحمّل أعباء التطوير والتحديث، والدّفع بالحرس الوطني في مسيرة العطاء.
وفي عام 1394هـ بدأت مرحلة جديدة، كانت نقلة أخرى للحرس الوطني، عندما بدأ برنامج تطويره؛ فمن خلاله أعيد تنظيم وحدات الحرس الوطني كافة. وقد بنيت خطة التطوير على مفهوم الأسلحة المشتركة، وبناء على هذا المفهوم شُكِّلت كتائب الأسلحة المشتركة التي كانت نواة لألوية المشاة الآلية والتي تتمتع بالعديد من الخصائص والقدرات القتالية العالية. كما تمّ تشكيل العديد من وحدات الأمن الخاصة، ووحدات الإسناد مثل الهندسة، والإمداد والتموين، والاتّصالات، ووحدات الإسناد الطبّيّ. وقد واكبت المدارس العسكرية والفنية تطور وحدات الحرس الوطني في التسليح والتنظيم والتدريب، وعملت باستمرار على إعداد وتطوير المناهج التدريبية المناسبة والتي تسد حاجة التدريب في وحدات الحرس الوطني؛ إذ تتشكل مدارس الحرس الوطني في قيادة المدارس ومديرية التدريب ومدرسة الإمداد والتموين، إضافة إلى مدرسة التربية الرياضية وكتيبة المدارس ومدرسة اللغة الإنجليزية ومدرسة الأسلحة المشتركة ومدرسة خدمات الإسناد والقتال وتحفيظ القرآن الكريم وعلومه ومدرسة الموسيقى وضباط الصف.
وجهزت الكلية بأحدث الإمكانات، ووفق أحدث طراز معماري، قاده الفريق ركن متعب بن عبدالعزيز (آنذاك)، وكان نائب رئيس الجهاز العسكري أيضاً، للإشراف على تدريب الضباط وتأهيلهم العلمي والثقافي والعسكري.
وقد بدأت الكلية تخريج الضباط المؤهلين والجامعيين منذ عام 1984 وعلى الرغم من تكوين القوة الضاربة الفعالة في الحرس الوطني، والتي تمثلها وحدات الأسلحة المشتركة الحديثة والوحدات المساندة لها، ظل الحرس الوطني مبقياً على أفواج المجاهدين بزيها وتسليحها ومهامها الخاصة بها، وفاءً للأجداد والآباء، والإبقاء على رمز جيل المجاهدين الذي وحد المملكة.
وتميزت شخصية صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية بالطيب والكرم والشهامة والأصالة وصفاء النفس والروح إلى جانب الأخلاق العالية, وعُرف عنه الهدوء ورؤية الأمور بحكمة وعقلانية وتفكير سديد، يراه الناس مبتسماً بشوشاً وإنساناً، ويبدو في الميدان حازماً وقيادياً لا يشق له غبار؛ فهو يجمع بين الفروسية وشهامة النفس تماماً كوالده الملك من حنكة ودراية ببواطن الأمور العسكرية وقدرة ملهمة في القيادة وهيبة ميدانية متناهية وبين روح إنسانية وقلب حنون.
غادر الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز ملذات الحياة ومغرياتها وفضل العيش في عرين الأسود مصنع الرجال وبيت الرجولة (الحرس الوطني)، ويرتاد ميادين القتال وحلبات الفرسان.
وحصل صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله على العديد من الأوسمة والميداليات؛ تقديراً لشخصيته الفذة وعطائه الميداني، منها:
- وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة.
- وشاح الملك فيصل من الدرجة الثالثة وميدالية التقدير العسكري.
- وشاح الملك فيصل من الدرجة الثالثة وميدالية التقدير العسكري ونوط الخدمة العسكرية ونوط المعلم.
- نوط التحرير وميدالية تحرير الكويت ووسام الشرف من رتبة ضابط من الحكومة الفرنسية.
- وسام تحرير الكويت من الطبقة الأولى ووسام الشرف برتبة قائد بأمر من الرئيس الفرنسي جاك شيراك.