تحليل - د. حسن الشقطي
تزامناً مع عدم استقرار أسعار النفط وتذبذبها ما بين مستوى 37 إلى 42 دولاراً للبرميل، تحرك مؤشر سوق الأسهم في مسار متذبذب هذا الأسبوع رغم أنه تمكن من الإغلاق على ربح أسبوعي بحوالي 53 نقطة.. أيضا تمكنت غالبية القطاعات السوقية من الخروج رابحة هذا الأسبوع، وعلى رأسها قطاع البتروكيماويات الذي أحرز صعوداً بنسبة 4.7%..
وقد شهدت مستويات السيولة المتداولة هذا الأسبوع زيادة ملحوظة حتى وصلت إلى 33.4 مليار ريال مقارنة بـ 25.7 مليار ريال في الأسبوع السابق..
إلا أن هذه الزيادة جاءت بفعل زيادات كبيرة في تداولات عدد معين من الأسهم على رأسها الإنماء وسابك وسامبا.. وقد جاءت تداولات سهم سامبا على غير المعتاد خلال يومي الثلاثاء والأربعاء من حيث الحجم والقيمة بشكل كان ملفتاً للنظر.
ولأول مرة تأتي الأخبار والمعلومات واضحة عن الصفقات الخاصة التي تتم على سهم قيادي بحجم سامبا.. فلماذا تم تسريب المعلومات بمثل هذه الصفقات الخاصة بهذا الشكل الشفاف؟ وهل من ضرر يمكن أن يكون قد وقع على مالكي السهم الحاليين جراء هذا الإفصاح؟ ومن جانب ثالث شهدت حركة التداول هذا الأسبوع تحسناً ملموساً على مستوى عدد من الأسهم مثل نادك واتحاد الاتصالات وأيضاً المراعي وحائل الزراعية وأخريات.
قطاع البتروكيماويات يربح 4.7% في أسبوعه
إذا أردنا أن نفسر حركة التداول فلابد أن نستكشف وضع قطاع البتروكيماويات، فقد ربح القطاع ككل 2.5% يوم السبت الماضي، تلاه حالة من التذبذب ما بين ربح قليل وخسارة طفيفة بقية أيام الأسبوع، وهذا يمثل ذات الصورة التي مر بها مؤشر السوق.
العامل النفسي للتأثر بتراجع البورصات العالمية
رغم إقرار الكونجرس لخطة الإنقاذ الثانية لأوباما، فلم تفلح كافة البورصات العالمية في تحقيق صعود ينم عن تفاؤلها بهذه الخطة، بل على العكس تراجعت مؤشرات معظم البورصات العالمية يوم الثلاثاء (ومنها السوق السعودي) رغم سماعها أنباء عن أكبر خطة لإعادة الاستثمار والإنعاش الاقتصادي.. فمؤشر داو جونز خسر 4.62% في تعاملات الثلاثاء الماضي بشكل أضفى واقعاً سلبياً على كافة البورصات العالمية.
جدول (1) حركة التداول لسهم سامبا
اليوم الإقفال إجمالي الكمية قيمة التداول
الأربعاء 41.5 37.302.613 1.418.735.576
الثلاثاء 41.6 7.021.899 268.157.541
دلالات الصفقات الخاصة على سامبا
خلال يومي الثلاثاء والأربعاء زادت التداولات على سامبا بشكل مثير، حيث بلغ حجم التداول يوم الثلاثاء 7 ملايين سهم بقيمة 268.2 مليون ريال، في حين زادت حدة هذه الصفقات يوم الأربعاء ليصل حجم التداول إلى 37.3 مليون سهم بقية 1.4 مليار ريال.
وقد ساهمت هذه القيمة المتداولة لسهم سامبا بنسبة 23% من إجمالي القيمة المتداولة للسوق ككل يوم الأربعاء.. إلا أن الأمر المستغرب هو وجود معلومات كافية عن الصفقات الخاصة التي تمت على السهم، بل وانتشر السعر الذي تمت به هذه الصفقات..
فرغم أن سعر تداول السهم تراوح بين 41.5-41.6 ريالاً خلال هذين اليومين، فقد تم البيع في الصفقات الخاصة لسامبا بسعر 38 ريالاً (كما أشيع) أي بسعر يقل عن سعر التداول السوقي.
وقد أشيع بأن البيع بهدف خروج عدد من كبار المستثمرين في السهم.. وهنا موطن الخطورة، فإن هذه المعلومات تقول لمتداولي السهم الحاليين: (إن هناك مخاطر كبيرة في هذا السهم دفعت كبار مستثمريه إلى بيعه بهذا السعر الذي يقل عن السعر السوقي).. (وإنكم ستخسرون فيه قريباً)..
بل إن الإفصاح عن هذه المعلومات الخطيرة عن الصفقات الخاصة تعبر بأن هناك خطراً آت في هذا السهم، وبالطبع لا يوجد مخاطر الآن سوى تلك المتمثلة في مخاطر الأزمة المالية العالمية والتي جميعنا يعلم بأن البنوك قد يكون لديها مزيد من المفاجآت غير السارة حيال خسائرها في هذه الأزمة..
ولكن الأزمة المالية ليست قضيتنا هنا بقدر ما أن قضيتنا هي لماذا تم الإفصاح عن معلومات يفترض أنها كانت سرية في صفقات خاصة سابقة؟ في اعتقادي أن من باع كان يستطيع البيع عند مستوى الـ 50 ريالاً منذ شهر، ولكن ما يحدث الآن هو نوع من الترهيب الذي في اعتقادي أنه سينجح حيث يتوقع أن ينحدر سعر السهم إلى ما دون الـ 40 وأيضاً ما دون الـ35 ريالاً قريباً، وقد لا يتم التجميع عليه إلا عند 30 أو حتى 25 ريالاً وبخاصة أننا نقترب من موعد نتائج الربع الأول من عام 2009 (الربع الأكثر قلقاً لنتائج المصارف)..
ومن ثم فإن الملاك الرئيسين للسهم سيعودون لتملكهم للسهم ولكن بسعر أقل وعدد أكبر من الأسهم، بشكل يجعل استحواذهم أعلى عن سابقه.. بل وقد يعوض خسائرهم الحالية في السهم.
علامة تعجب.. من المتمسكين بالتنبؤ الفني للسوق!
إذا كانت المؤثرات الحقيقية في حركة التداول الآن هي مؤثرات قوية مثل الأزمة العالمية وأيضاً أسعار النفط، وقبلها مؤثر قوي جداً وهو إصلاحات السوق من قبل الهيئة، رغم كل ذلك، فهناك من يسعى للسيطرة على عقول صغار المتداولين بأن التحليل الفني قادر على التنبؤ بأين وكيف سيكون مؤشر السوق بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة؟ هذا الكلام غير منطقي والتحليل الفني (للمرة الثلاثين نقول) إنه لا يمكنه التنبؤ في مثل هذه الظروف بالمؤشر أو بأسعار الأسهم..
منذ عام كنا نتحدث عن سعر عادل لسابك فوق الـ 140 ريالاً، وقبلها كان فوق الـ 200 ريال، ولكن المحللين الآن يعتبرون أن البقاء فوق مستوى 45 ريالاً هو غايتهم التي يرجونها.
كيف حدث ذلك؟ وكيف تغير هذا السقف؟ وهل التحليل الفني تنبأ بذلك قبل حدوثه؟ بالطبع لا ولن يحدث، وقد يصبح السقف المرضي لسابك بعد صدور نتائج الربع الأول من 2009 هو ما دون 30 ريالاً.
التحليل الفني له اشتراطات ومعايير في مثل الظروف الحالية تعتبر غير متوافرة لتطبيقه أو نفاذ تنبؤاته..
التنبؤ الصحيح بالسوق يجب أن يقوم على بناء تنبؤات دقيقة حول: كيف سيسير الاقتصاد العالمي وبالتالي البورصات العالمية خلال المستقبل القريب؟ وإلى أين يمكن أن تصل أسعار النفط؟!