Al Jazirah NewsPaper Saturday  14/02/2009 G Issue 13288
السبت 19 صفر 1430   العدد  13288
اقتصاد أمريكا في مرحلة (الإنعاش)... وترنح للعملات أمام الدولار

 

تحليل - وليد العبدالهادي

انتهت قصة خفض سعر الفائدة بتراجع أسعار العملتين الأوروبية والبريطانية في الأسبوع الماضي؛ لتحل محلها قصة جديدة عن خطة الإنعاش الاقتصادية الأمريكية التي تم تداولها بين تجار أسواق المال في جميع أنحاء العالم. واستطاع المتحفظون في أسواق العملات الأجنبية الإمساك بزمام الأمور من جديد، وذلك بعقد صفقات مضاربية فورية، اعتمدوا بشكل رئيسي على التحليل الفني لسلوك المتداولين في الأزواج الرئيسية كان القاسم المشترك الأبرز بينهم هو الدولار الأمريكي والين الياباني وذلك لتدني مستويات المخاطرة فيهما.

الدولار الأمريكي

حظي اقتصاد هذه العملة بديناميكية نشطة جداً اتضحت من سلوك المستثمرين والمضاربين في الوول ستريت نتيجة موافقة الكونجرس الأمريكي على الخطة الإنقاذية الشهيرة ذات 838 مليار دولار، التي لم تنل رضا المتداولين هناك بسبب غموضها؛ لذا فضلوا التريث ريثما تتجلى بعض التفاصيل؛ مما جعل أسواق المال عرضة لمناورات المضاربين التي أعاقت مؤشر الداو جونز الصناعي من البقاء فوق الحاجز النفسي 8000 نقطة، وكالعادة في مثل هذه الظروف تألق الدولار نوعاً ما أمام معظم العملات ما عدا غريمه الين الياباني.

يتفوق الدولار على اليورو منذ ولادة الأزمة المالية في عامل الوقت الذي يبدو أنه يسير لصالح العملة الأمريكية، ويعلم صناع أسواق النقد من المؤسسات المالية الحصيفة أن خطط الحكومة لعلاج القطاع المالي ستحقق أهدافها، لكن حجم التأميم المتوقع سيحد من سرعة تعافي العجلة الاقتصادية حيث أعلن يوم الثلاثاء الماضي عن تخصيص تريليون دولار لتطهير الأوراق المالية المتعثرة من خسائرها، وتريليون آخر عبارة عن صندوق يساهم فيه القطاع العام والخاص لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وتحفيز للقروض الاستهلاكية.

أما العملة الأوروبية فلم تظهر بضعف كبير إزاء الدولار، والسبب يعود إلى أن تجارها على موعد مع خفض متوقع لسعر الفائدة في شهر مارس، حينها تصبح هذه العملة رخيصة نوعاً ما للمتاجرة، خاصة أن الأسبوع المنصرم لم يكشف عن بيانات اقتصادية مهمة جداً أو مفاجئة. وعليه يمكن أن نتوقع تداولات بين 1.2751 و1.3172 للأسبوع المقبل مع التأكيد أن العزم لا يسير لصالح اليورو في الاتجاه الصاعد.

الجنيه الاسترليني مقابل الدولار

خفض بنك إنجلترا سعر الفائدة 50 نقطة أساس؛ لتصبح عند مستويات 1% ساهمت في دفع الزوج إلى حدود عليا وصلت 1.4984 سرعان ما انهمرت البيوع حتى منطقة 1.43 والسبب يعود إلى تكهنات سلبية تجاه تقرير التضخم المتعلق بالاقتصاد البريطاني، إضافة إلى صدور نتائج مؤشر الإنتاج الصناعي السنوي لشهر ديسمبر الذي ظهر متراجعاً إلى 9.4% مقارنة بالنتيجة السابقة المتراجعة 6.9% أعلى من التوقعات التي كانت تشير إلى تراجع 7.8%.

ويميل الزوج إلى صعود مؤقت مصحوب بعزوم جيدة نوعاً ما قد تكون مؤهلة فقط لزيارة منطقة 1.5545 التي تعتبر مقاومة شهرية وأسبوعية عبر عنها خط الاتجاه الهابط من مستوى 2.0154 يدعم هذا السيناريو الانحراف الإيجابي لمؤشر القوة النسبية RSI عند خط الدعم الشهري والأسبوعي الصلب عند 1.4043

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني

معدل البطالة كان من البيانات الأكبر تأثيراً على اقتصاد العملتين حيث وصل في اليابان إلى 4.4% لشهر ديسمبر معبراً عن 2.7 مليون عاطل عن العمل في اليابان، أما في أمريكا وفقاً لقراءة شهر يناير الأخيرة فبلغ 7.6% وهو الأعلى منذ 26 عاماً مقارنةً بالنتيجة السابقة التي بلغت 7.2% حيث صرح الرئيس الأمريكي بأن عدد العاطلين أصبح قريباً جداً من 5 ملايين عاطل. ومع ذلك نجد أن الزوج، محافظاً على القاعين المتتاليين اللذين تم تسجيلهما مطلع هذا العام عند مستوى 87.03 حاول الأسبوع الماضي اختراق خط الاتجاه الهابط الفرعي عند 90.30 مما يرجح إعادة المحاولة الأسبوع القادم مستهدفاً منطقة 95.00 خصوصاً أن هذا الميل مدعوم أيضاً بانحراف إيجابي وعزم جيد كاف للوصول إلى حاجز 92.65 على الأقل.

اليورو

أعلنت ألمانيا عن ميزانها التجاري لشهر ديسمبر وتقلص فائضها 6.9 مليارات دولار مقارنة بتوقعات تشير إلى 8.2 مليارات دولار، وتمكن مؤشر DAX التابع لسوق الأسهم الألمانية الأكبر اقتصاداً في أوروبا من الثبات فوق 4600 نقطة. ويترقب تجار اليورو تصريحات لرئيس البنك المركزي حول مستقبل فائدة اليورو والسوق الائتماني، إضافة إلى نتائج بيانات الناتج المحلي الإيطالي والألماني، ولابد من التنويه إلى أن اليورو بحاجة ماسة إلى أخبار إيجابية تحمل طابع المفاجأة، خاصة أنه حالياً يواجه ضغوطاً كبيرة من كل حدب وصوب.

الجنيه الاسترليني

تماسك مؤشر FTSE 100 للأسهم البريطانية فوق 4200 نقطة، خصوصاً بعد خفض الفائدة تماماً كتماسك الجنيه أمام الدولار على استحياء، على الرغم من مخاوف بأن يحقق معدل البطالة 9.3% أعلى مما تم تسجيله عند 6.1% ويسعى بنك إنجلترا إلى خفض إضافي للفائدة؛ وذلك للحد من ارتفاع أسعار السلع بهدف تحفيز الاستهلاك، خصوصاً أن البنك يلمح بانخفاض لمعدلات التضخم خلال الفترة المقبلة، وأشار أيضاً إلى احتمالية انكماش للناتج المحلي بحدود 4% خلال النصف الأول من عام 2009م؛ مما يؤكد أن رحلة الهبوط لسعر صرف هذه العملة لم يسدل عليها الستار بعد.

الين الياباني

تجار العائد المنخفض لا يزالون معرضين عن بيع الين أمام معظم العملات الأجنبية الأخرى مع عمليات كر وفر منهكة في زوج الدولار مقابل الين، والمراقب جيداً لتداولات العملة اليابانية يستنتج أن العلاقة العكسية بين الين وأسواق الأسهم هي بالفعل التي تحدد اتجاهه، ومع إغلاق مؤشر النيكلي فوق 8000 نقطة لعدة أسابيع يمكن القول إن الاتجاه الجديد لسوق الأسهم في اليابان المرحلة المقبلة يكفي لمعرفة ما يمكن أن يحدث للين وقتها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد