قرأت خبرا نشر - قبل أيام - عبر الزميلة (الوطن) حول عزم جامعة أم القرى عن فتح باب القبول لبرنامج الماجستير تخصص (الإدارة الرياضية) اعتباراً من العام الدراسي المقبل. وتأتي هذه الخطوة الرائدة.. انطلاقا من مساهمة هذه الجامعة العريقة في إعداد القيادات الرياضية والشبابية المتخصصة وفق الأطر والأساليب العلمية الحديثة والمفاهيم العصرية في كل ما يخص الإدارة الرياضية وبما يتماشى مع حقبة العولمة الرياضية التي أضحى فيها العلم الرياضي يشكل حجر الزاوية في منظومة النجاح.. وحصان جامح في ميدان التفوق يقود العمل الرياضي إلى ضبط التطور والوهج الرياضي.
** ولا شك.. هذا التوجه العلمي الرياضي من (الجامعة) المتوثبة بحثاً وتعليماً وتطوراً.. يأتي تفاعلاً مع التحقيق العلمي الذي سبق وان طرحته الجزيرة - الجريدة - بعددها رقم 12996 الصادر في 22-3-1429هـ بعنوان (المنظومة الرياضية.. وغياب المنهجية العلمية بين دور جامعاتنا وبين توجه رعاية الشباب في تفعيل العلم الرياضي الأكاديمي..) ويؤكد من جهة أخرى ان زمن الإدارة العشوائية والارتجالية أو الاعتماد على همجية الخبرة السلبية وعلى الفكر الكلاسيكي أو المحنط لم يعد له وجود في زمن العلم الأكاديمي والثقافة الرصينة ولعل مبادرة (أم القرى) غير المسبوقة على صعيد الجامعات السعودية ربما تكون بداية الإعلان الحقيقي لتغيير بعض المفاهيم المترسبة والقناعات الخاطئة من القائمين على إعداد السياسات والخطط الاستراتيجية للتعليم العالي في الجامعات المحلية ويفتح نوافذ العلوم الرياضية الأكاديمية لكل التخصصات الحيوية المطلوبة في سوق العمل الرياضي.. لاستشراف مستقبلنا الرياضي بما يحقق أهداف وتطلعات القيادة الرياضية الحكيمة وبما يتماشى مع مكونات ومعطيات ومتطلبات العصر.. الأمر بات يحتاج - ونحن في حقبة العولمة الرياضية - نفض غبار هذه العلوم الرياضية الأكاديمية المركونة على رف التهميش.. ومكتبة النسيان ومسايرة المجتمعات المتحضرة كرويا باهتماماتها العلمية. وتوسيع دائرة الأفق (اجتماعيا) تجاه النظرة الضبابية للرياضة.. وندرك أهميتها وجدوى قيامها وتأثيرها على الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية.. وغيرها من المناشط الأخرى.. فالرياضية ليست فقط ميدان ركل الكرة بالقدم أو قذفها باليد وانما أضحت (اليوم) علما أكاديميا يدرّس ومنهج علمي يتم تداوله وتناوله في قاعات وأروقة الجامعات.. في روسيا مثالا.. أنشأت جامعة رياضية تضم 75 علما رياضيا وهي تمنح الدرجات العلمية (البكالوريوس والماجستير والدكتوراه) في التخصصات.. الإدارة الرياضية وعلم النفس الرياضي والاجتماع الرياضي والاحصاء الرياضي والمحاسبة الرياضية والقانون الرياضي وعلوم أخرى تضخها الجامعة في سوق العمل الرياضي في الأندية أو الاتحادات أو اللجان العاملة وخلاف ذلك لانها تؤمن بأهمية العلم الرياضي الأكاديمي وتأثير ذلك على العملية الرياضية.. واعتقد انه من أهمية بمكان ان تنتهج بقية الجامعات الأخرى بالمملكة نهج (أم القرى) نحو فتح المجال لهذه التخصصات الرياضية وإدراجها ضمن الخطط التعليمية والأكاديمية المعتمدة في الجامعات حتى نتمكن من مسايرة الايقاع العلمي الرياضي بمكوناته ومكتسباته وأهدافه.
** يقول أحد فلاسفة الإدارة (انه ليس هناك دولة متخلفة اقتصاديا أو رياضيا ودولة متقدمة اقتصاديا أو رياضيا.. بل هناك دولة متقدمة إداريا ودولة متخلفة إداريا.. وبالتقدم الإداري حتما يتحقق (التقدم الرياضي).
** قضية مهاجم الوحدة (عيسى المحياني) كشفت ان الاحتراف المحلي أخذ زاوية انحراف.. في التعامل مع هذه القضية بكل مهنية واحترافية.. والبركة في اللوائح المطاطية..!!
** حتى في ظل وجود الخبير الأوروبي المتخصص مع لجنة الحكام المحلية.. مازالت أزمة الاخفاقات تلاحق (قضاة الملاعب) والحل الأنسب لمعالجة القضية فتح باب التفرغ والاحتراف لرجال القانون.
** في الرياض (النادي) جاءت إدارته الحالية لتعين وتنقذ المدرسة من الضياع.. اثر الإدارة الجديدة تبحث عمن ينقذها من تخبطاتها الإدارية.. والبركة في إعارة (الشيحان) التي كشفت ان ما عندك أحد..!!
** من يستمع لحديث ومنطق وعقلانية نائب رئيس نادي الهلال المثالي (نواف بن سعد).. يدرك أن وسطنا الرياضي بألف خير.
k-aldous@hotmail.com