Al Jazirah NewsPaper Friday  13/02/2009 G Issue 13287
الجمعة 18 صفر 1430   العدد  13287
التعليم ما بين الوزارة والميدان
محمد يحيى الشواطي *

 

الميدان التربوي في بلدنا العزيز سريع التغير والتحول الدائم، ولكن لا نحس بهذا التغير أحياناً إلا من خلال نتائج أحياناً تكون قاصرة. وقد يسعى المسؤولون في الوزارة إلى إيجاد تعليم متميز في بلد متميز ثقافياً واقتصادياً، ولكنهم لم يأخذوا التجربة وما تعنيه وما يمكن أن تحويه من الميدان نفسه، وذلك بما يخدمه ويحقق الأهداف المرجوة وما يمكن أن توجده داخل الميدان من تميز، بل على العكس كان كل الجهد نظرياً ولم يدمج مع من هم في الميدان لوضع القرار. ولذلك ظهرت النتائج ناقصة في أدائها تشكو قلة الحيلة في تنفيذها وعدم التفاعل معها في الميدان بما يخدم المصلحة العامة. وقد برر صناع القرار إلى أن أسباب الفشل في تجاربهم يعود إلى المباني أو المعلمين أو الطلاب أنفسهم أو أحياناً المجتمع نفسه، وتناسوا آلية التنفيذ التي اتخذوها قد تكون هي السبب الفعلي لذلك الفشل وزيادة الشرخ حتى أصبحت من الصعب تدارك الوضع. ولو زار أحدهم المدارس ولا نقل كل المدارس في المملكة بل في كل منطقة عدد من المدارس ولا تزيد عن عشر مدارس من خلال لجان تربوية فعالة تسعى إلى التطوير وليس التأجيل في اتخاذ القرار ومتابعة ما يحدث في الميدان من مستجدات لظهور القرارات بشكل أكثر مصداقية تساهم في إشغال الطلاب بوسائل تربوية فكرية تساعدهم على الإبداع وكذلك تطوير أداء المعلمين وكذلك تطوير المباني مع ما يتناسب في كونها تعليمية ومن ثم إظهار النتائج من الواقع نفسه. ولكن للأسف اقتصر دور الوزارة ممثلة في التطوير التربوي على المنهج وتحويره وتشكيل ألوانه دون السعي إلى تفعيله بالشكل المناسب بما يخدم الأمة والمجتمع بشكل أولي.

إنني أنادي من الميدان التربوي كل من هو حريص على تطوير هذا البلد وبقاء أبنائه أصحاء فكرياً أن يتابعوا بجد ما يحدث من برامج ومدى أثرها في الميدان، حيث إن رفع نتائج الخطط دون تطبيقها فعلياً وبشكل واضح لا يثبت نجاحها أو فشلها حتى يحكم عليها وتحسب كتجارب تربوية، وكذلك ارتباط أغلب التجارب التربوية بأفراد بمجرد خروجهم من الميدان تنتهي تلك التجارب، وأحياناً تحارب كونها من تكوين إداري انتهى وليس تربوياً، حيث إن التكوين الإداري الجديد لابد أن يجد تجربة أخرى يبرز من خلالها، وهكذا والميدان خير شاهد على ذلك. ونحن في الميدان التربوي كوننا حريصين كل الحرص على بناء هذا الوطن في أهم دعائمه وهم أبناؤه الذين نحرص على تنشئتهم النشأة الصحيحة لخدمة دينهم ثم مليكهم ووطنهم ندعو إلى دراسة التجارب التربوية بالشكل الصحيح. ولا توضع في الميدان التربوي من التجارب إلا ما يخدم المجتمع بالشكل الأفضل تساهم في تطوره وتميزه كما تعودنا من تميز في هذا البلد المعطاء بقيادة خادم الحرمين الشريفين الذي أثق كل الثقة في حرصه على تطوير التعليم لإدراكه -أطال الله عمره- بأهمية التعليم في تطوير المجتمعات عملياً وفكرياً. والدليل ما رصد من مبالغ لخدمة التعليم وتطويره، وكذلك المنح التي قدمت للطلاب للدراسة في خارج الدولة في أكبر جامعات العالم. بقي علينا فقط أن نسعى مكملين لمسيرة ولي الأمر -حفظه الله- في تطوير تعليمنا لنسعد بشبابنا الذين ننتظر منهم الكثير.



*abo.yzed@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد