المحور الثاني: ما هو السبب وراء هذه القسوة في طباعنا والسوء في التعامل وما هو الحل الناجع لذلك؟
|
كلنا يعلم أن حسن الخلق هو أصل أصيل في ديننا الحنيف وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) رواه أبو داود. كما يقول عليه الصلاة والسلام: (ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق)، والآثار في الحث على حسن الخلق كثير جداً.
|
|
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت |
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
|
صلاح أمرك بالأخلاق مرجعه |
فقوم النفس بالأخلاق تستقم |
كل ذلك معلوم وكلنا يتمنى أن يكون ذلك الإنسان بل إن كثيراً منا يدعي ذلك ولكن وكما قيل:
|
وكلاً يدعي وصلاً بليلى |
وليلى لا تقر لهم بذاك |
إذا يبقى السؤال ما هي الأسباب وراء هذه الحدة في الطباعة وقلة الحلم عند الكثير منا؟
|
وللإجابة على هذه المسألة الشائكة أورد بعض النقاط التي قد توضح ما أظنه وراء تلك السلوك التي يمقتها وينهى عنها ديننا الحنيف فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) إذاً أين المشكلة في أتباعه صلى الله عليه وسلم في هذا الزمان.
|
أولاً: هذه الحدة في الطباع وسوء التعامل ليست في مجتمعاتنا فحسب بل هي في دول العالم الثالث.
|
ثانياً: أريد أن أضرب مثالاً وأسأل د. عائض وكذلك القارئ الكريم وأكتفي بأن يجيب كل منهم على نفسه، هل يستوي شخصان، شخص قد سلب الكثير من حقوقه مرة في مساهمة عقارية متعثرة، ومرة عندما يموت أبوه بين يديه لأنه لم يجد مستشفى تستقبله، ومرة في تبخر ماله بانهيار سوق الأسهم غير المبرر (ويرد المسؤولون على ذلك: أن القانون لا يحمي المغفلين) وقد أعجبني كثيراً ما ذكره الدكتور القنيبط في أحد لقاءاته حين علق على هذه العبارة بقوله (هذا الكلام عندنا فقط ولكن الصحيح أن القانون ما وضع إلا لحماية الجاهل، أما الذكي فإنه يحمي نفسه)، وغيره من الأمور التي يندى لها الجبين ويدمى لها القلب، وهذا الكلام ليس من نسيج الخيال أو من الأمور السرية التي لا يعلمها الكثيرون بل كل ما ذكرت هنا ينشر في الصحف اليومية كل يوم وكذلك في بعض البرامج الحيوية جزا الله القائمين عليها خير الجزاء ورزقنا وإياهم الإخلاص في القول والعمل.
|
بالله عليك يا شيخ وأصدق مع نفسك ماذا تتوقع من رجل يموت أبوه بين يديه لأنه لم يجد مستشفى تستقبله هل تتوقع منه عندما تسأله في الشارع عن الطريق أن ينزل من سيارته ويأخذ الخارطة من سيارته ويصف لك الطريق، بل أظنه ينزل من سيارته وبدلاً من أن يخرج الخارطة التي هي أصلاً غير موجودة لدينا يخرج لك شيئاً مما ذكرته أنت في مقالتك (عصا أو ما شابهها). وشخص آخر حصل على كل حقوقه المادية والتعليمية والصحية والمعنوية وغيرها من كافة حقوق الإنسانية. هذان الشخصان هل يستويان مثلاً؟ وأترك الإجابة لكم.
|
ولا يسبح الحاقدون على ولاة أمورنا في خيالهم كثيراً فوالله لن يفرحوا بذلك فمن يخاف الله ويتقيه حق تقاته يعلم يقيناً أن ولاة أمورنا بذلوا الغالي والنفيس في خدمة البلاد والعباد وما يقوم به خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وإخوانهم حفظهم الله جميعاً من الخير وبذل المال والوقت ظاهر لا يحتاج إلى كثير قول ومن يشكك في ذلك فقد ظلم نفسه قبل أن يظلم الآخرين.
|
فقد ذادوا عنا وعن بلادنا بعد توفيق الله سبحانه الكثير والكثير من الفتن منذ عهد الملك عبدالعزيز (قدس الله روحه) إلى يومنا هذا ونحن بفضل من الله ومنة ثم بجهود أبناء الملك عبدالعزيز وحكمتهم وحنكتهم نعيش في أمن وأمان في الوقت الذي يتخطف الناس من حولنا.
|
ويبقى السؤال المهم هل نحن كمواطنين سعوديين قمنا بما أوكله لنا أبناء الملك عبدالعزيز كما ينبغي وعلى الوجه المطلوب؟. هذا هو السؤال الذي يحتاج إلى إجابة لمعرفة الخلل.
|
كما أن المشكلة حسب اعتقادي ليست في الأفراد المشكلة في المجتمع ولا يستعجلنا أحد ويقول المجتمع عبارة عن مجموعة أفراد، والدليل على ذلك أنك تجد الواحد منا إذا ذهب إلى بلاد الغرب ينضبط في مواعيده وتعاملاته ولا يطلب أي شيء من أي شخص إلا ويعقبها بكلمة (Please) من فضلك، لا لأنه يخشى من أحد ولكنه في داخله يرغب في هذا الانضباط والجميع نعم الجميع وبدون استثناء يتمنى أن يرى هذا التنظيم والاحترام الذي رآه يتمنى لو يراه في بلده، وفي المقابل نجد أن بعض الأجانب وإن كان حاصلاً على أعلى الشهادات إذا جاء إلى بلادنا نجده يتأخر عن أهم الاجتماعات ويعتذر بزحمة الطريق خصوصاً الذين صار لهم فترة في بلادنا، ولقد رأيتهم بأم عيني يقودون سياراتهم بشكل متهور جداً وفوضوي ويتجاوزون من الجهة اليمنى ومن خلف الخط الأصفر وبدون حزام أمان وذلك بسبب بسيط هو أنهم وجدوا المجتمع يفعل ذلك، فالفرد قابل للتكيف إذاً العلاج يكون في المجتمع وليس في الأفراد.
|
خلاصة القول في هذا المحور:
|
إن كنا نريد أن تعود أمتنا بإذن الله للسيادة من جديد بأخلاقها وبأفعالها لا بد من أن نرجع إلى الله وأن لا نظلم لأن الظلم ظلمات يوم القيامة وهذه الكلمة موجهة لنا جميعاً.
|
|
|