فعاشوا في جهل مطبق، تناحر وتفاخر، ليس لهم هم إلا بناء صيت ولو كان بالظلم والجور، يتخطفهم الناس من هنا وهناك، حتى لاح الضياء من مكة المكرمة وأعلن هادي البشرية كسر قيود القبيلة، وأن النجاح والفلاح هو برفع راية الإسلام، قال عليه الصلاة والسلام مخاطباً وفد قريش: (أرأيتم إن أعطيتكم كلمة إن تكلمتم بها ملكتم بها العرب، ودانت لكم بها العجم) فصار ما صار من أعظم تغير عرفه التاريخ فكانت الهجرة، ثم الفتح، فالتمكين، ثم الانتشار على وجه البسيطة، ليس بالعرقية، ولا القبلية، بل لأنهم كانوا عباد الله إخواناً.