Al Jazirah NewsPaper Friday  13/02/2009 G Issue 13287
الجمعة 18 صفر 1430   العدد  13287

القبيلة والهجرة العكسية
ثلاب عبدالله الشكرة

 

يبدو أن التاريخ العربي يعيد نفسه في الارتماء في أحضان القبيلة، وجعلها المحك الرئيس لكل شيء، ففيها الحب والبغض، ومن أجلها الاجتماع والفرقة، وبها يفتخر الشعراء حتى وصل الأمر بهم إلى (الافتخار) بهذا البيت:

وهل أنا إلا من غزية إن غوت

غويت وإن ترشد غزية أرشد

فعاشوا في جهل مطبق، تناحر وتفاخر، ليس لهم هم إلا بناء صيت ولو كان بالظلم والجور، يتخطفهم الناس من هنا وهناك، حتى لاح الضياء من مكة المكرمة وأعلن هادي البشرية كسر قيود القبيلة، وأن النجاح والفلاح هو برفع راية الإسلام، قال عليه الصلاة والسلام مخاطباً وفد قريش: (أرأيتم إن أعطيتكم كلمة إن تكلمتم بها ملكتم بها العرب، ودانت لكم بها العجم) فصار ما صار من أعظم تغير عرفه التاريخ فكانت الهجرة، ثم الفتح، فالتمكين، ثم الانتشار على وجه البسيطة، ليس بالعرقية، ولا القبلية، بل لأنهم كانوا عباد الله إخواناً.

إذاً بإمكاننا أن نقول إنه من منطق رياضي أن هناك تناسباً عكسياً بين الحضارة واللحمة الوطنية والرقي والموضوعية من جهة وبين الهجرة إلى القبيلة من جهة أخرى. حتى على مستوى العالم المتحضر عندما كونت الولايات المتحدة الأمريكية الحضارة (العلمية) الحالية بخليط من المهاجرين والعرقيات لا تجمعهم إلا الأمة الأمريكية.. فهل نعي الدرس جيداً؟

آمل ذلك.

Thallab222@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد