الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على نبينا المبعوث للعالمين أما بعد: إن من نعم الله على عباده المؤمنين نعمة الصبر وانتظار الفرج ولنتذكر حبيبنا وقدوتنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في سيرته ودعوته وصبره وحلمه وثباته عند نزول أنواع الابتلاءات عليه.. قالوا على سبيل الاستعجال {مَتَى نَصْرُ اللّهِ}فبشرهم الله تعالى برحمته {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}فالنصر قريب من المؤمنين المتقين. وقوة اليقين تدفعنا إلى التفاؤل بل واليقين الحازم بوعد الله تعالى ونصره وتمكينه لأن لديهم بشارات ربانية ونصوصاً نبوية تبشر بأن المستقبل لهذا الدين العظيم، فالعاقبة للمتقين، فهذه حال المؤمنين الذين أخبر الله عنهم مثنياً عليهم فقال: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}فلابد من الإقبال على الله وتجديد التوبة النصوح والحرص على دعاء الله تعالى والتضرع لكشف الكرب والتحلي بالصبر والمصابرة والثبات، ومواصلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقروناً بالعلم والحلم والأناة، والدعوة على اجتماع الكلمة وتوحيد الصف، فعلينا العودة لهذا الدين العظيم، فما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، وقال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} فأثابهم الله تعالى وبشرهم بقوله: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}، وقال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا المبعوث رحمة للعالمين.