حاوره - ماجد بن عبدالله الزعاقي
يمر المجتمع هذه الأيام بأوقات حساسة حيث تخضع شريحة كبيرة من أبنائنا للاختبارات الخاصة بنصف العام وهي مرحلة شديدة الحساسية والدقة تستنفر معها الأسر كل طاقاتها حرصاً على تحقيق النتائج حيث تعد مرحلة مصيرية.
وفي خضم هذه الأجواء يطل علينا وجه قبيح لبعض الممارسات التي نوضحها في هذا التحقيق حرصاً على التحذير منها حيث استضفنا في هذا الصدد ثلة من أهل الاختصاص في هذا المجال فإلى التحقيق:
مخالفات الامتحانات
بداية حذر فضيلة رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة الرياض المكلف الشيخ بندر بن محمد المطيري من بعض مظاهر المخالفات التي تصدر عن الشباب أثناء فترة الامتحانات قائلاً: أغلب المظاهر المشاهدة في أثناء فترة الامتحانات هي الرقص وإحداث فوضى في الشوارع والتجمع عند بوابات الأسواق ومضايقة الفتيات أيضاً.
وحمّل المطيري الفتيات الجزء الأكبر من هذه الفوضى فقال: الفتيات هم سبب الإشكال والتسيب الحاصل من بعضهن يحدث إثارة للشباب حيث إن بعض الطالبات تخرج من المدرسة بدون علم ذويها مستغلة فترة عدم انضباط الدوام في بعض الكليات والمدارس ثم يعمدون إلى التجول في الأسواق وبعض المطاعم، وغالباً ما يكون خروج الفتاة بهذه الطريقة بعيدة عن رقابة الأهل فيحدث انفلات عند البعض في السلوكيات والتصرفات مما يوجد بيئة خصبة للشباب لإحداث الفوضى.
ودعا الشيخ المطيري أولياء الأمور لتحري الدقة والمتابعة لبناتهم في دخول المدارس وخروجهم منها لما في ذلك من الأثر الكبير على تجنب ما قد يحصل من منكرات في هذه الأثناء.
الحافلات
ومن ناحية أخرى نبه الشيخ المطيري إلى بعض المخالفات التي تلاحظ على بعض مؤسسات نقل الطالبات والتي تشاهد متوقفة عند الأسواق وبعض الميادين العامة في أوقات الدوام الرسمي مما يحمل دلالة على أن ناقل الطالبة لم يلتزم بخط سيره المعتاد من المدرسة إلى المنزل ولكنه تساهل مع الطالبات في تحقيق رغبتهن في الذهاب إلى هنا وهناك محذراً من مغبة إطلاق العنان بهذه الصورة.
مظاهر أخرى
وفي نفس السياق يوضح الشيخ مسعود القحطاني مشرف الفترة المسائية بمركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعليا أن في فترة الامتحانات يستهدف الشباب والشابات بعض المراكز التجارية ويحدث هناك نوع من الإثارة بين الشباب والبنات كما تعمد بعض الفتيات بعد خروجهن من الامتحانات للبس ألبسة غير محتشمة ومظهر لا يليق بفتيات هذا البلد والذهاب بهذا الزي لبعض المجمعات التجارية التي يكثر فيها الشباب مما يؤدي إلى تجمهر غريب على شكل مجموعة تربك الوضع داخل هذه الأسواق.
وانتقد كذلك الشيخ القحطاني مظهرا آخر من مظاهر العبث بالمركبات بقوله: للأسف أن بعض قائدي الدراجات النارية أصبح يستخدمها في التحرش بالفتيات، كما يعمد البعض الآخر إلى التفحيط بالسيارة خصوصاً في الأماكن التي يتواجد بها فتيات بما يمثل خطرا أخلاقيا وأمنيا كبيرا يعرض أرواحا عديدة للخطر.
الإرشاد الطلابي
ومن داخل البيت المدرسي لفت الانتباه الأستاذ سلطان بن ناصر العبدالجبار المرشد الطلابي بمدرسة الإمام السوسي المتوسطة إلى أثر الامتحانات على سلوك الطلاب قائلاً: لا يخفى على كل ذي لب خطر أيام الاختبارات على سلوك الطلاب ومن خلال الاحتكاك المباشر بالطلاب من خلال عملي كمرشد طلابي فإنني أنبه الإخوة أولياء الأمور على مجموعة من النقاط أرى أهميتها وهي:
1- تعتبر أيام الاختبارات أيام ضغط نفسي كبير على الطلاب لذا لا بد من مراعاة ذلك عند التعامل معهم.
2- يكثر في هذه الأيام تسويق حبوب الكبتاجون على الطلاب وخاصة الطلاب المتأخرين دراسياً حيث يتم إيهامهم بأنها تساعد على تدارك ما فاتهم من دروس ودرجات.
3- تتزايد حالات التفحيط والمعاكسات والمضاربات والجرائم غير الأخلاقية بعد خروج الطلاب من المدرسة نتيجة الرغبة في التنفيس بعد الاختبار.
4- الخروج والمذاكرة لدى الأصدقاء والسهر ليلا.
ووجه العبد الجبار كلمة إلى أولياء الأمور يقول فيها أنصح أولياء الأمور بضرورة متابعة الابناء خاصة بعد نهاية الاختبار كل يوم بيومه والتأكد من عودتهم للبيت مبكرا والحرص على أن يأخذ الطلاب قسطا من الراحة وكذلك التأكد من نوعية الأصدقاء الذين يذاكر معهم إذا كان ذلك ضروريا وعدم السهر.
وذكر العبدالجبار المعنيين بالتعليم بعظم الامانة الملقاة على أكتافهم وقال لذا لابد من الحرص على عدم اخراج الطلاب بين فترتي الاختبار والاشراف عليهم أثناء الفسحة وبعد الخروج من المدرسة والتأكد من مغادرتهم لمنازلهم والنصح والتوجيه وتخفيف الضغط النفسي عليهم بسبب الاختبارات.
التنسيق مع الجهات
وفي سبيل إنكار هذه المنكرات أكد الشيخ المطيري أن الأجهزة الأمنية ذات العلاقة بضبط السلوك العام وضبط الأمن العام في الشوارع والأسواق والميادين لهم جهود وترتيبات تتوافق مع حجم المشكلة خاصة في أيام الاختبارات يتمثل في خطة عمل مخصصة لهذه الفترة سواء من المرور أو الدوريات الأمنية أو إدارة المجاهدين وغيرها من الجهات حتى رجال الأمن في الأسواق.
وعن دور الهيئة في هذه الفترة يقول الشيخ القحطاني في هذه الأيام يستنفر المركز وغيره من المراكز بشكل كامل وينسق تنسيقيا عاليا مع الجهات الأمينة أثناء هذه الفترة وفي المراكز التجارية الأخرى حيث يحدث نفس الشيء كما أن أصحاب المحلات وحراس الأمن وحتى المواطن العادي يبدون انزعاجهم من هذه المظاهر وتكثر الاتصالات من إدارات السوق المطالبة بحضور رجال الهيئة لمعالجة هذه المظاهر التي تربك الوضع بشكل كبير وغالب هؤلاء العابثين هم في مرحلة المراهقة.
وعلى أثر ذلك يتم إعادة توزيع عمل الأعضاء والتبديل بين الفترات ليتمكن المركز من تغطية الاحتياج ونحاول التواصل مع أولياء أمور الفتيات اللاتي تبدو منهن مخالفات واضحة من خلال إيضاح المخالفة التي ارتكبنها ومظاهر خدش الحياء التي بدرت منهم ليقوم بدوره في عملية المتابعة والاهتمام ونلاحظ من أولياء الأمور الشكر والتقدير لجهود الهيئة.
اقتراح
وقدم الشيخ القحطاني اقتراحا يرى فيه تكوين لجان متختصة بمتابعة ودراسة هذه الظواهر التي يكثر فيها ترويج المخدرات التي تستهدف الشباب قوة البلد .
كما اقترح تنظيم عملية خروجهم بشكل يتجنب الفترة ما بين الساعة التاسعة إلى ما قبل الظهر وهي الفترة التي تكثر فيها المخالفات فلو تم إخراجهم مثلا بدفعات أو قبل الظهر لحد ذلك من هذه السلوكيات.
*إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر