لدى بعض الأمهات تصور خاطئ عن مرحلة المراهقة فما إن تدخل ابنتها تلك المرحلة وتماثلها طولا.. حتى تبدأ في التخبط في التربية والتوجيه لها بل قد تميل كل الميل إلى تدليعها وإغراقها بكل ما تتمناه لتمر تلك المرحلة بسلام... وما علمت أن ذلك الإغراق في التدليع والتخلي عن التوجيه ستدفع ثمنه تلك الفتاة في سنواتها القادمة؛ لأن من متطلبات ذلك الأسلوب السيء في التنشئة أن تمنح الفتاة مطلق الحرية وتسلم زمام أمرها في اللباس والحجاب.. واختيار الصديقات.. مع إغداقها بالمال والكماليات واعتبار أن متابعتها وتوجيهها من التعقيد لها فهي تسرح في كل وادٍ مع الصديقات فتارة في الأسواق وأخرى في المطاعم.. وثالثة في الأعراس.. ورابعة سهرات تختلط فيها المفاهيم وتتبدل القناعات.. فحرية مطلقة مع ضعف في النضج العقلي.. كفيل بذوبان شخصيتها فلا وجهة ولا هدف يضبطان المسير.. بل فوضى واعتبار أن الحياة خلقت للهو وتضييع الأوقات.. فنحن نرى من الفتيات من اتخذن حتى التعليم وسيلة للتسلية وسد الفراغ فلا جدية حتى في تحصيل العلم.. فلكل أم لنتفق على حساسية مرحلة المراهقة.. لكن لنتفق أيضا على نبذ الأسلوب الخاطئ في التنشئة فتلك المرحلة تحتاج إلى تربية مع رقة في التوجيه والدخول إلى أغوار تلك النفس الغضة لتلمس حاجاتها العاطفية من حب وحنان فلا تبحث عنه في مواطن أخرى ولنعمل على تهذيب سلوكها الذي يشذ عن الأخلاق والآداب الإسلامية، ولنحرص على إعدادها إعداداً يؤهلها أن تكون أمّاً وصمام أمان لأسرة المستقبل.. تحسن تربية الأجيال.. وتحسن التعامل مع الآخرين.. فمن الظلم أن تبخس حقها في التربية والتوجيه الذي يضبط مسيرها.. ويزيل الفوضى من حياتها.. فهكذا تحب فلذات الأكباد..
* بريدة