تحمل نتيجة الانتخابات الإسرائيلية نذير شؤم لعملية السلام مع تحول الرأي العام الإسرائيلي إلى اليمين، كما أكد محللون الأربعاء.
وقال المحلل السياسي مناحيم كلاين (إن المجتمع الإسرائيلي اتجه فعلاً نحو اليمين. وبنتيجة ذلك، من الصعب تخيل أن تكون الحكومة المقبلة مستعدة للقيام بالتنازلات المطلوبة للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين).
وتوقعت الاستطلاعات أن يتقدم حزب كاديما اليميني الوسطي بزعامة تسيبي ليبي بمقعدين على حزب الليكود اليميني بزعامة بنيامين نتانياهو.
لكن نتانياهو قد يقوم بتشكيل الحكومة لأنه الأقدر على تأمين الأغلبية المطلوبة في الكنيست بتحالفه مع اليمين المتطرف والأحزاب الدينية.
وأعلن زعيم (إسرائيل بيتنا) اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان الذي حل ثالثاً بوضوح أنه يريد تشيكل حكومة يمينية.
لقد كان من شأن هذا أن يثير بالطبع قلق الفلسطينيين، ومن بينهم المفاوض الفلسطيني صائب عريقات الذي اعتبر أن النتائج تنذر (بشلل) عملية السلام.
وقال عريقات الثلاثاء إن نتائج الانتخابات تظهر أنه (لن تكون هناك حكومة إسرائيلية قادرة على تلبية متطلبات السلام الفلسطيني والعربي).
وأضاف: (واضح أن الناخب الإسرائيلي صوت لوضع شلل في إسرائيل تجاه عملية السلام).
وقال الخبير السياسي أشير كوهن في جامعة بار ايلان قرب تل أبيب، إن الفلسطينيين يعتقدون أن ليفني هي السياسية الوحيدة التي لا تزال معنية بالتوصل إلى اتفاق بعد أن قادت جهود التوصل إلى السلام منذ استئنافها في تشرين الثاني- نوفمبر 2007م. ولكن بحصولها على حوالي ربع مقاعد الكنيست الذي يضم 120 نائباً، سيكون من الصعب على ليفني إن تشكل حكومة من دون ليبرمان الذي يعارض التفاوض مع الفلسطينيين.
وفي حال قام نتانياهو بتشكيل الحكومة (فسيواصل الحوار مع الفلسطينيين لكنه لن يقدم التنازلات المطلوبة للتوصل إلى اتفاق)، كما قال كلاين.
وأعلن نتانياهو المتشدد بوضوح أنه يعارض إخلاء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة وأي تقاسم للمدينة المقدسة، وكلاهما من النقاط الحساسة في المفاوضات.
ويعتقد نتانياهو أن على إسرائيل أن تركز على مساعدة الاقتصاد في الضفة الغربية، لكن الفلسطينيين ليسوا مستعدين لقبول التسوية التي يتطلبها حل النزاع برأيه.
وقال كاتب المقالة في يديعوت أحرونوت سيفر بلوتزكر (كلام فارغ.. كيف يمكن تحسين حياة الفلسطينيين من دون إزالة الحواجز؟)، وأضاف: (ثم كيف يمكن لحكومة برئاسة نتانياهو أن تساعد الاقتصاد الفلسطيني في وقت لم تجد المليارات التي أنفقها الواهبون نفعاً؟). ويعلق الفلسطينيون آمالهم على الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما لكي تمارس ضغوطاً على إسرائيل.
ويقول علي الجرباوي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية (إن الأمريكيين سيحاولون إعطاء دفعة لعملية السلام لكن ذلك لن يكون سهلاً. لن يتمكنوا من لي ذراع إسرائيل).
واستؤنفت مفاوضات السلام بعد سبع سنوات من التعثر في مؤتمر أنابوليس في تشرين الثاني- نوفمبر 2007، لكنها لم تحقق أي تقدم.