سلام خضر، بحماس الواجب, ودافعية الموقف, وإنسانية التكافل صعدت سفينة الإخاء...
سلام رمز في بحر الأحداث...
بدد طمأنينتها صلف الباطل, وكفاف الرؤية الإنسانية، وهي بين عبوة حليب لإسكات ضور الجوع في جوف الرضع, وبين عبوة نار تهش بها زنود مردة عن الحق في وجهها...
صوتها يرتجف مهابة الموقف, لكن قلوبهم ترجف غليان الجهالة، والجهل يعمي عن الحق، فكل ضال عنه جاهل, وكل متمرد عليه أعمى، وضلالة الجهل في ظاهرها قوة وفي حقيقتها ضعف,...
يبدو أن قوة الحق لم تنعطف لمسارها الريح بعد, ولا تحركت صوب اتجاهها ساريات بحر لا تزال أمواجه تضطرب...,
وإلا فأي بشرية تسمو بالعدالة وترتفع بالحق, وتكفل للإنسان ميزانا لا ترجح فيه الكفة للباطل وللسلب وللاعتداء السافر والكل يسمع ولا يسمع، ويرى ولا يرى، ويتحدث ولا يفعل؟...
سفينة الأخوة ليست الأولى التي تبصم حادثتها على ضلالة المسيرة وكفاف العيون عن الحقيقة...
ولا أحسب أنها الأخيرة.. في ضوء غلبة الباطل وعلو صوت الجهل...
ومن ثم تمرد الجاهلين واستنفار قواهم... سيبقى السلام في صقيع... يرتجف ما دام في منطقة الصفر.