طهران - أحمد مصطفى
يحاصر إقليم أذربيجان الغربي الإيراني مثلث (الفقر والمرض والإرهاب)، ورغم قيام الحرس الثوري الإيراني بتنظيم عمليات مستمرة إلا أن منطقة (أذربيجان الغربية) وإقليم سيستان وبلوجستان ما زالا يشهدان المعارك الدامية والطاحنة ما بين القوات الحكومية والمعارضة التي تتشكل من فصائل (الأكراد) المعروفة باسم (بجاك) والقوات الإسلامية التي تتزعمها كتائب (جند الله) بقيادة عبدالمالك ريغي التي تتخذ من مناطق سيستان وبلوجستان مقرات لها؛ وتواجه القوات الإيرانية المتعددة (الحرس والجيش والشرطة) صعوبات جمة ومعقدة في تلك المناطق بسبب الطبيعة الجغرافية المعقدة؛ وتستخدم إيران القوات الجوية والقصف المدفعي لتدمير مقرات المعارضة إلا أن الكهوف الجبلية باتت مقرات محصنة لقادة المعارضة وفلولهم التي تمتاز ب(القساوة) على مجابهة الخصم والظروف القاهرة. ويؤكد العميد حسن كرمي قائد منطقة إقليم أذربيجان الغربي الإيراني في تصريحات خاصة ل(الجزيرة): إن جماعة (بجاك) الكردية المعارضة لإيران رفضت دعوة الحرس بتسليم أسلحتهم إلى القوات الإيرانية وأنهم ما زالوا يشكلون خطراً حقيقياً على حركة الملاحة الجوية في منطقة أذربيجان الغربية حيث إنهم يمتلكون أسلحة ثقيلة تشكل تهديداً لخطنا الجوي المدني - إيران - سوريا (وإيران - تركيا)، وأكد كرمي: أن جماعة بجاك المقاتلة تقوم بفرض الضرائب على القوافل التجارية التي تنطلق من المناطق الكردية في إيران وقد وصلت عائدتها إلى ما يقارب 77 مليون دولار سنوياً. ويعتقد الباحث الإيراني الكردي: محمد زنكنه بأن الفصائل الكردية في إيران تقسم إلى عدة أقسام فمنها الفصائل الإسلامية والأخرى علمانية وقومية مثل حزب بجاك وحزب الحياة والحزب الديمقراطي ويقول: إن الأحزاب القومية تحلم بتطبيق التجربة الكردية العراقية كردستان إيران وأنهم يريدون اللحاق بمنطقة كردستان العراق لتشكيل الوطن الكبير. في مقابل ذلك أكد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أمس أن كرد إيران يجب أن يحظوا بأهمية خاصة ولا سيما أن الدستور قد كفل حقوقهم. وقال خاتمي لدى استقباله وفداً كردياً بمكتبه: إن اللغة والجنس والمذهب يجب أن تكون نقاط قوة وليس مصدراً للتفريق)، وبموازاة ذلك يشهد إقليم أذربيجان الغربي الإيراني معارك لم تهدأ وعمليات كر وفر، ومثلما تنصب الحكومة الكمائن لخصومها فإن هؤلاء أيضاً يقومون بنصب كمائن قد تكون أبرع من الحكومة تنظيماً وتقنية؛ وهكذا فإن الإقليم الغربي من إيران بات من المناطق الساخنة ويشكل نزيفاً للحكومة.