في الأسبوعين الماضيين سلط الإعلام بكافة أشكاله الضوء على مناقشة لائحة نظام الاحتراف السعودي وأبرز سلبياتها، وكانت كل الأصوات سواء كانت من قبل أندية الهلال والاتحاد والنصر ومعهم وكلاء اللاعبين وعدد من الإعلاميين تجمع على المطالبة بتطبيق لائحة اللاعبين المحترفين الدولية بحذافيرها تجنباً لما يواكب تطبيق اللائحة المحلية من مشكلات بين الحين والآخر بسبب ثغرات يتم علاجها عند ظهورها في محاولة للوصول للائحة مكتملة وتلك لن نصل إليها ما دام أنها في بعض بنودها تتعارض مع لائحة اللاعبين المحترفين الدولية وهذا واقع لا يمكن الهروب منه..!
وللأسف غاب عن كثير ممن يطالب بتطبيق اللائحة الدولية للاعبين المحترفين عليه أن يطالب أولاً بتحويل الأندية إلى شركات مستقلة كما يطالب بذلك الاتحاد الآسيوي وكذلك مطالبة الجهات الرسمية لإقرار مهنة لاعب الكرة، لذا فمن الصعوبة بمكان الآن أن يتم تطبيق لائحة المحترفين الدولية على أندية هاوية أو لم تكمل شروط تحويلها لأندية محترفة ولازالت الدولة تملكها وتصرف عليها، وبالتالي هذا سيحدث فجوة كبيرة بين الأندية قبل تحويلها إلى كيانات مستقلة مما يعني تكدس النجوم في ناديين أو ثلاثة لتوفر الموارد الاستثمارية الكبيرة لها بينما بقية الأندية لازالت تعتمد على الإعانة الحكومية، وهذا ما يتعارض مع أنظمة الاحتراف الدولية. وهذا الإجراء إن تم سيساهم في تدني مستوى الكرة السعودية بسبب الطبقية بين الأندية وبالتالي فقد المواهب لغياب فرصة مشاركتها في دوري المحترفين..!
وما أود الإشارة إليه هنا إلى أن هذا هو قدرنا ما لم تتحول الأندية إلى شركات مستقلة. وهذا لن يحدث إلا في عام 2011م كما أكد ذلك المسئولون في رعاية الشباب حينها يحق للجميع المطالبة بتطبيق اللوائح الدولية لتحقيق المصلحة العامة للأندية وللاعبين على حد سواء وبالتالي فإن المصلحة العامة كما يراها المسئولون الآن تقتضي الاستمرار بتطبيق لائحة الاحتراف المحلية..!
لائحة الجمعيات العمومية انتظار..!
بعد أن أصبحت الأندية المرتبطة بعقود رعاية بملايين الريالات جاذبة وبشكل كبير لكثير من أعضاء شرف الأندية ولم يعد التمويل عائقاً أمام البعض منهم لرئاسة النادي كان لابد أن يساير ذلك تطوير في لوائح وأنظمة الجمعيات العمومية للأندية الرياضية السعودية التي اعتمدت عام 1974م، وتم تعديلها قبل عشر سنوات ولا زالت كما هي رغم المتغيرات الكبيرة التي طرأت في الخمس السنوات الأخيرة..!
والتعديل أصبح ضرورة ملحة ليتواكب مع توجه تحويل الأندية السعودية إلى قطاع خاص. ومن هنا لابد من التنسيق في ذلك بين إدارة شئون الأندية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التجارة المعني الأول في تطبيق ضوابط وشروط تحويل الأندية إلى شركات. لذا أتمنى أن يتم تعديل وتطوير لائحة نظام الجمعية العمومية للأندية قبل نهاية هذا الموسم لتكون جاهزة للتطبيق بعد ختام الموسم الرياضي الحالي مباشرة..!
في كوريا نكون أو لا نكون..!
سيكون لقاء منتخبنا الوطني أمام كوريا الشمالية الأسبوع القادم مصيرياً لحسم استمرار منافسة منتخبنا نحو التأهل لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا الصيف بعد القادم..!
ومما يزيدنا ثقة أن الحسم سيكون بيد نجومنا ومن خلفهم الجهاز الفني وستكون الكرة في مرماهم بعد أن جدد سمو الرئيس العام الثقة فيهم بعد خسارة كأس الخليج لذا أتمنى أن يكون اللاعبون في قمة عطائهم وتوهجهم خلال المباراة وأن يكون مدربنا الوطني ناصر الجوهر شجاعاً كما هي عادته في مثل هذه اللقاءات الحاسمة وذلك للعودة بالثلاث النقاط لأنها طريقنا الوحيد نحو استمرار حظوظ منتخبنا في التأهل وكلنا ثقة فيهم للعودة منتصرين بمشيئة الله..!
نوافذ
- حقيقة يجب الاعتراف بها وهي أن الاحتراف لن يؤتي ثماره ما لم يحترف اللاعب السعودي خارجياً وخاصة في الدول المتقدمة كروياً، ولابد للجنة الاحتراف من وضع ضوابط مشجعة للأندية في ذلك منها السماح للأندية المنتقل منها لاعب للاحتراف في أوروبا أو أمريكا الجنوبية فقط ولمدة لا تقل عن سنة التعويض بلاعب أجنبي فوق العدد النظامي المسموح له التعاقد معه وكذلك إلزام أي لاعب محلي يوقع لأي ناد خارجي بالعودة إلى ناديه بعد انتهاء فترة إعارته ويمنع من التوقيع لأي ناد آخر إلا عن طريق ناديه لأن الأندية أصبحت تخشى أن يتم استغلال احتراف لاعبيها خارجياً بالعودة مرة أخرى لناد آخر أو كما يسمى (الكوبري)..!
- كسب النصر المدرب الكبير الأرجنتيني إدقاردو باوزا وأعجبني أكثر حينما أكد على جزئية لا تلقى اهتماماً من بقية المدربين، وهي أن يكون اللاعب المحترف منضبطاً داخل وخارج الملعب بالإضافة إلى استعانته بفريق من المحللين، وهذه لا شك خطوة جديدة على الملاعب السعودية وعلى الجماهير النصراوية أن لا تستعجل النتائج مع هذا المدرب الذي حضر في توقيت حرج والفريق مقبل على مواجهات مصيرية لا تحتمل الأخطاء من خلال تغيير التكتيك أو التشكيل، ومباراة البارحة أمام الاتحاد ستكون امتحاناً صعباً يخوضه المدرب في أول إشراف رسمي له على الفريق وقد يكون له ضحايا من اللاعبين في حالة الإخفاق في التأهل لنهائي كأس الأمير فيصل بن فهد..!
- مدرسة النصر الكروية للبراعم خطوة رائعة لبداية تأسيس أكاديمية النصر للبراعم وتحتاج للدعم واستقطاب الخبرات الأجنبية في هذا المجال لتكون البداية مبنية على أسس سليمة من خلال الاستعانة بتجارب الأندية الأجنبية التي سبقتنا في تأسيس الأكاديميات الرياضية..!
- أي نتيجة سلبية لمنتخبنا -لا سمح الله- أمام كوريا الشمالية قد تجبر المدرب الوطني ناصر الجوهر على الاستقالة وبالتالي لابد أن تكون لجنة المنتخبات قد استعدت لكل الاحتمالات حتى لا تقع في مأزق البحث عن مدرب أو تتم الاستعانة بأحد مدربي الأندية كما جرت العادة..!
- التوجيه حيال إعادة تفعيل فرق الرقابة على المنشطات لا شك أنه يدعم الجهود الاستباقية لمحاربة تفشي ظاهرة المنشطات في الملاعب السعودية -لا سمح الله- وهنا تكمن أهمية تفعيل التوعية بأضرار المنشطات من خلال اللجنة الطبية لمكافحة المنشطات بالاتحاد السعودي لكرة القدم..!
- تورطت إدارة النصر في مقدم العقد المبالغ فيه للمهاجم محمد الشهراني الذي أخذ أكثر مما أعطى وستكون مباراة البارحة أمام الاتحاد الفرصة الأخيرة له لتأكيد أحقيته في قيمة مقدم عقده..!
- في هذا الموسم أهدر النصر نصف قيمة عقد رعاية شركة الاتصالات في صفقة اللاعب رزاق وفرط في عائد استثماري من خلال التذاكر والإعلان داخل الملعب بما لا يقل عن خمسة ملايين ريال سنوياً. يا ترى من المسئول عن ذلك.!
- تعود النصراويون كثيراً على بعض ردود الأفعال السلبية ضد النادي من قبل بعض الذين عملوا فيه بعد ابتعادهم أو الاختفاء عن الأنظار نهائياً لكن نائب الرئيس السابق الأمير وليد بن بدر كسر هذه القاعدة وسجل موقفاً مشرفاً من خلال وقوفه قلباً وقالباً مع النادي حتى خيل للمتابع الرياضي أن سموه لم يستقيل من العمل الرسمي بالنادي معطياً مثالاً حياً على أن خدمة النادي لا يجب أن ترتبط بالمناصب الرسمية..!
- تأخر رحلة المنتخب خطأ كبير يجب أن يحاسب عليه المسئول عن ذلك مما تسبب في خسارة فنية ومادية لتأخر الالتحاق بالمعسكر الإعدادي لمواجهة كوريا الشمالية..!
خاتمة:
يستطيع الناس أن يعيشوا بلا هواء بضع دقائق وبلا ماء أسبوعين وبلا طعام حوالي شهرين وبلا أفكار سنوات لا حصر لها..!
للتواصل alzamil@cti.edu.sa
