قال الإمام ابن حزم الأندلسي - رحمه الله - في كتابه (طوق الحمامة):
ومن وجده العشق الوصل، وهو حظ رفيع، ومرتبة سرية ودرجة عالية، وسعد طالع بل هو الحياة المجددة والعيش السني والسرور الدائم، ورحمة من الله عظيمة.
ولقد جربت اللذات على تعرفها وأدركت الحظوظ على اختلافها فما للدنو من السلطان ولا للمال المستفاد ولا الوجود بعد العدم ولا الأوبة بعد طول الغيبة ولا الأمن بعد الخوف ولا التروح على المال من الموقع في النفس ما للوصل لا سيما بعد طول الامتناع وحلول الهجر حتى يتأجج عليه الشوق وتتضرم نار الرجاء.
وما أصناف النبات بعد غب القطر، ولا إشراق الأزاهير بعد إقلاع السحب الساريات في الزمان السجسج ولا خرير المياه المتخللة لأفانين النوار ولا تأنق القصور البيض قد أحدقت بها الرياض الخضر بأحسن من وصل حبيب قد رضيت أخلاقه وتقابلت في الحسن أوصافه وأنه لمعجز ألسنة البلغاء ومقصر بيان الفصحاء، وعنده تطيش الألباب وتغرب الأفهام.