Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/02/2009 G Issue 13279
الخميس 10 صفر 1430   العدد  13279
(سلاح الفيتو) مضاد لأي (حمامة) سلام
صالح عبدالله العريني

 

تغطية الجزيرة المميزة لجريمة غزة أوحت لي بالتنويه للسلاح التدميري الذي تعتمد عليه إسرائيل في غطرستها وتجاوزاتها مع أنها لا تملكه لكنه تحت أمرها وهو (حق الفيتو) فهذا الشيء المسمى زورا (حق) فرض بالأساس كمنحة للمنتصرين في الحرب ضد النازية ولم يعد من العدل استمرار العمل به حتى الآن، فحق الفيتو لا يحكمه ميزان الحق، وإنما ميزان القوة، وقد أصبح معول هدم للعدل وسلاحا تغتصب فيه حقوق الضعفاء، وكأن البشرية كلها ملزمة بدفع ثمن تهور النازية البائدة، ثم إن كلمة (فيتو) غير موجودة أصلا في ميثاق الأمم المتحدة، فإنشاء (هيئة الأمم المتحدة) كان الهدف منه إحلال السلام بين البشر ومنع الظلم والاعتداء وفرض القانون الدولي على المعتدي، إذن ما فائدة كل هذا في وجود سلاح (الفيتو) والذي كثيرا ما أستخدم كمضاد لأي (حمامة) سلام تلوح في الأفق؟ فهو المعيق الدائم لتكريس العدل كما في أشهر قضية ظلم واغتصاب في التاريخ المعاصر (احتلال فلسطين)، فقد استخدمت أمريكا هذا الفيتو 36 مرة جميعها لحماية إسرائيل حتى من مجرد الإدانة أو التنديد بجرائمها، وفي الإحدى عشرة مرة التي استخدم فيها الفيتو في الفترة الأخيرة، كانت 9 منها من قبل الولايات المتحدة، وثمانية من تلك التسعة ضد قرارات تنتقد الحكومة الإسرائيلية، كتعطيل صريح للعدالة ولإجماع مجلس الأمن لإدانة جريمة ترتكبها إسرائيل، وهكذا جندت أمريكا نفسها لحماية الشر واحتضانه عبر هذا (الفيتو)، وبنفس هذا المنهج فقد صوتت الولايات المتحدة ضد 10 قرارات تنتقد جنوب أفريقيا، وثمانية حول ناميبيا، وسبعة حول نيكاراغوا، وخمسة حول فيتنام.

وكانت الدولة الوحيدة التي أعاقت صدور 53 قرارا!! ألم يحن الوقت لدول العالم الحرة أن تطالب بإلغاء هذا النظام التعسفي الذي يقف حجر عثرة في تنفيذ معظم قرارات مجلس الأمن؟ فإذا ما ألغي حق الفيتو فإن رأي الأغلبية في المجلس سوف يسود وهذا هو المنطق، وقد نرى المزيد من القرارات التي يصدرها المجلس، وبالنتيجة تحديد المزيد من الحلول لمشاكل العالم الأمنية والمزيد من فرض العقوبات على بعض الدول أو فرض الحلول على دول أخرى.

-البدائع



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد