Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/02/2009 G Issue 13279
الخميس 10 صفر 1430   العدد  13279
الشيخ عمر محمد سنان.. أنعيه لمحبيه.. أم أرثيه للمعزين فيه
عبدالله بن عمر علاء الدين

 

إنه قصة الإنسان.. المكافح بإباء، إنه رحلة نسجها القدر فكانت مسافة اللحظة بين الحياة والموت.. عمراً ممكن أن يكون رواية بفصول:

إنه الإنسان في أسمى درجات التواضع.. تعيش علو همته بصراحته واستقامته.

الشيخ الوالد... عمر محمد سنان

- حبيب.. طيب.. مبتسم.. جاد.. صادق.. مكاوي أصيل.. صاحب نخوة وشمم.. وعراقة واعتزاز.. صريح وواضح.

- كلمته عقد واجب الوفاء والتزام ساري ندر حدوثه في زمن الاتفاقيات والعقود المكتوبة، فالكلمة منه سيف لا يتأخر دونه حتى وإن كان على حساب مصالحه.

- يصبر على حقه لدى الناس ويقبل إمهالهم ويصفح عن طيب خاطر برضا نفس لجبر المكسور.. وله مواقف.. ومواقف معروفة عن شخصه.

عمر محمد سنان.

لن توفيه كلماتي الحزينة حقه... فهو في شخصه رجل له مواقف يعامل الآخرين بمنتهى البساطة والصراحة والإحساس الطيب... يشعرك بالرضا... لا يكفلك معاناة التفاوض معه أو الجدل، بل يحسم الموقف بالاعتدال في الطلب.

أعرف صداقته لوالدنا وشيخنا ومعلمنا السيد جعفر شيخ جمل الليل يرحمهم الله جميعاً، عايشت بعض مواقفهما عن كثب وقرب... وقد يندهش البعض عن أسرارها، إنهم أهل مكة المكرمة في بهاء الجلال والإباء والوفاء السكينة والوقار والقرب من الحرم، بنبضات الوجدان الإنساني التي ترتقي بسمو المقاصد- وعلو الهمم فلا تكون إلا رسالة محبة وإخاء.

عمر محمد سنان

الحريص على عمله الدؤوب في متابعة واجباته.. صاحب الخط الجميل والذاكرة السريعة.. الخير بضاعته فهو الواقف نفسه عليه.. المتابع النشط لتصرفاتها وشؤونها وصناعتها.. العالم بدقائق ارتباطاتها ومواصفها النوعية.. متخصص في شأنها، ومن براعته يرحمه الله إذ تحسسها بين الخيام قال لك هذه بضاعة عمر سنان لا غيرها أميزها وصفاً ونوعاً متانة ومساحة.. إنه نادر في جيل يعشق المادة.

كنت تجده في دكانه (معرضه) جالساً على فرشته ولكن بجانب صندوقه (الخزنة) الصغيرة وخلفه الحنابل الهندي والخيام الباكستانية السادة والمزركشة والمشجرة، تاجر مكي في أبهى حلة وعيشة رضية من عمق الحارة المكية - وعلى دروب الحجاج للرائح والغادي صورة لا تمر من البال إلا مع البهاء والجمال والتألق. عمر محمد سنان.. ومدارس الفرقان في مكة المكرمة منارة إشعاع حضاري في بناء الإنسان.. جعلها رسالة تعبر كلماتها عن معاني التاريخ والحضارة ليصور العطاء في صنع الأجيال بتوفيق المنان الحنان... كيف لا وهو المساهم في خدمة الحجيج والعمار بدون ضجيج.

إليك يا من تظلل الحجيج بخيامك واستخدموا تجهيزاتها ومستلزماتها في يوم عرفة الذي يغفر الله فيه ذنوب عباده بمنه وكرمه. يا عم عمر: دعاء برحمات من الله عليك من معارفك وإخوانك لرب غفور يجزل لخلقه عظيم عطائه وأن يسكنك فسيح جناته، ويسدل عليك شآبيب رحمته وغفرانه، وصبراً على فراقك وتعزية لأبنائك وأسرتك ومحبيك وعارفيك.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد