لكل شخص بإطلالة شمس جديدة آمال لكن عندما يتحول الصباح إلى جحيم والليل الذي خُلق للسكون إلى نيران ملتهبة هل سيعيش الإنسان على فطرته السوية التي خُلق عليها وآماله التي يبثها برمحه المشعة؟! الفرد الغزاوي يعيش بجحيمين؛ جحيم الشمس المحرقة التي أصبحت لديه كذلك والليل المشتعل بالصراخ والنياح والآهات الزاوية في قعر الليل المظلم الموحش. أيام تعيشها غزة في وضع لا يلائم البشر، فإسرائيل بجرائمها المتتالية تبرهن للعالم بأنها ليست بشرية بل كائن مخلوق يشبه البشر في سماتٍ خارجية فقط! بينما أرواحهم شريرة وحشية خبيثة تكره البشر وتريد إبادة الإنسانية جمعاء لا غزة فقط! وظهر ذلك جلياً في أسلحة الفسفور الأبيض الذي يذيب الأعضاء!
ألم أقل لكم إنهم ليسوا بشراً!! قولوا لي بربكم أبعد هذه الوحشية شيء؟ ينتابني شعور عارم بالانتقام!! كما انتابني ذاك الشعور المماثل (لمدائن الرماد)(1).. حيث البشاعة والإجرام اللامتناهي! والتخطيط الشنيع لتدمير العالم بالمسخ نعم يا بدرية كم كُنتِ محقة ها هم يستخدمون الفسفور لسحق الإنسانية لا جمع الله لهم شملاً ولا حقق لهم مبتغى، هذه الأحداث لا بد لكل إنسان عربي ومسلم لديه ضمير أن يأخذ درساً بالوعي تجاه كل تلك الأهداف الصهيونية وألا يعتقد أن أحداث غزة مقصورة على مكان معين بل هم أخطر مما يتصور عقل بشري لأنهم ليسوا بشراً!!
اللهم بقدرتك على خلق السموات والأرض انصر إخواننا في غزة على عدوك وعدوهم واجمع شملهم وواسي مُصابيهم فإنهم في خطب جلل لا يعلم مقداره إلا أنت كن معهم يا الله.
(1) رواية للكاتبة السعودية: بدرية عبدالرحمن العبيد