أنا وغيري حزنا كثيراً لمغادرته هذه المحافظة..
فهكذا هي الدنيا لقاء وفراق.. وليس للإنسان في هذه الدنيا إلا العمل الصالح والذكر الطيب. وهذا ما كان من محافظنا السابق الأستاذ عبدالعزيز بن فهد الزمام (أبي يزيد). فله منا جزيل الشكر وعميق الثناء..
فها هي رفحاء تودعه، فقد ترجل عن كرسي المحافظة معززاً مكرماً.. فمن حضر حفل التوديع بقصر الضيافة برفحاء سيدرك قيمة هذا الرجل ووزنه بين عامة الناس الذين حضروا.. ولا ننس فئة الشباب الذين حضروا بكثافة في يوم التوديع.. كلهم من أجل أن يقولوا لأبا يزيد شكراً ووداعاً إلى لقاء..
لم يكن في سماته الشخصية ما يدل على الكبر والغطرسة كما يفعل بعض الناس، وهذا الفرق بين أبا يزيد وأقرانه من الناس!!
شكراً لك أقولها من الأعماق باسمي واسم جميع إخواني أهالي المحافظة، فأنت قد كفيت ووفيت من خلال عملك محافظاً لرفحاء، فكنت تستمع من الكل وتناقش الجميع بأساليب الإدارة الديمقراطية.
تركت أساليب الإدارة الاستبدادية والتسلطية لأهلها،
لذلك تستحق التكريم لأنك أهل لها، فرفحاء الحبيبة تبتسم قليلاً.. وتبكي كثيراً.. تنام ليلاً على ذكريات دامت أكثر من (13) عاماً مضت وتصحو لتناجي بصوت مبحوح، هل معقولة يترك أبا يزيد معشوقته رفحاء بعد أن رسم لها لوحات تفوح عطراً وتتكلم من واقع الصمت؟!
أبا يزيد قبل أن تبكي غيابك حبيبتك رفحاء وأهلها الطيبين.. وأنت تنتقل لعملك الجديد في إمارة منطقة الحدود الشمالية، ستذرف دموع الجميع وسوف يتذكر الجميع دائماً.. أبا يزيد ذلك الرجل الإنسان.. صاحب الخلق الرفيع.. صاحب العمل الاجتماعي.. صاحب الابتسامة المتفائلة.. صاحب الحب المتبادل من الجميع.. صاحب الركض الدؤوب في خدمة رفحاء وأهلها.. صاحب النفس الكريمة.. صاحب اليد النظيفة.. صاحب اللسان العفيف.. صاحب الجاه الرفيع.. صاحب المنزلة والمكانة العالية.. دائماً مترفعاً عن سفاسف الأمور.. معرضاً عن توافه الأشياء وصغائرها.. ساعياً للخير.. محباً له فاعلاً له بصمت..
رفحاء تودعك بالدموع.. رفحاء تودعك بالشموع..
تودعك وهي تقول يا أبا يزيد شكراً لك ولن ننساك أبداً.. فأنت ستعيش في مشاعرها وأحاسيسها.. وستكون الغائب الحاضر في كل مناسبة!!
كيف سترحل يا أبا يزيد عن رفحاء الحبيبة بعد هذا الحب الكبير؟!!
وكيف ستمسح دمعة غزيرة تنهمل من عيون رفحاء الغالية عليك؟!!
كيف سيكون يوم وداع الأم الحنون لابنها وحبيبها صاحب القلب الكبير؟!!
لقد لمحت في محيا أبا يزيد في يوم الوداع تعبيرات الحزن.. وشاهدت عبارات الشكر التي لم يستطع لسانه النطق بها في تلك الليلة.
وداعاً أبا يزيد..
ولن نقول لك شكراً لأنك أكبر بكثير من هذه الكلمة..
فرعاك الله في حياتك القادمة وأن يمدك الله بثوب الصحة وطول العمر..
وندعو الله أن يكون من خلفك في منصب محافظ رفحاء خير خلف لخير سلف.
- عضو هيئة الصحفيين السعوديين - رفحاء
ha430@hotmail.com