في كتابه (الجمهورية الإسلامية) يقول الخميني بما معناه (إلى متى يقود العرب الأمة الإسلامية؟ عليهم أن يتركوا فرصة للقوميات الأخرى التي ساهمت في انتشار الإسلام)، وقد غاب حينها عن بال آية الله روح الله -والعياذ بالله- السيد الخميني أن القرآن الكريم جاء بلغة العرب وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أصل عربي، وكذلك ابن عمه علي -كرم الله وجهه- الذي يريد الأعاجم أن يفصلونه دون الخلفاء الراشدين -العرب- رضوان الله عليهم، لينسب (بعض) أئمة الفرس زوراً إلى آل البيت وخصوصاً بيت علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- مع أن العالم كله يعرف أنهم من أصول فارسية من خلال أسمائهم التي لا تمت للعرب بصلة، ودع عنك سلمان الفارسي -رضي الله عنه- لأن الرسول قد خصه -تحديداً- بالحديث الشريف (سلمان منا آل البيت) باعتباره غريباً آنذاك بين العرب ولا قبيلة أو عائلة له وهذا الأمر (أي احترام الأجنبي والذي له حقوق وليس عليه واجبات) كما يقول العرفُ العربي قبل الإسلام وكذلك أكد هذه الحقيقة الإسلام العظيم باعتبار (أن المسلمين إخوة) وأنه (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى) هذا إذا كان العجمي -أو الفارسي- أكثر تقوى من العربي، ولعلنا لا ننسى أن رسول هذه الأمة -صلى الله عليه وسلم- قال عن معركة ذي قار: (هذا أول يوم ينتصف فيه العرب من العجم وبي نصروا)، وآمل ألا يكون هذا الحديث ضعيفاً مع أن العلماء يأخذون بالحديث الضعيف ما لم يتعلق بالنهي والأمر والتحريم والتحليل.

***

على أية حال لقد كانت هذه المقدمة باباً للولوج إلى الموقف الإيراني من المبادرة العربية وكأنها هي المسؤولة عن المسلمين والعرب فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية عبر حلفائها حزب الله وحماس، هذان الحليفان اللذان (يطعطعان) اليوم ضد المبادرة، مع أن إيران التي قالت يوماً وعلى لسان رئيسها (أحمدي نجاد) إنها (بصواريخها) العتيدة ستحرق نصف إسرائيل، لكن لما جدّ الجدّ وحوصرت حماس في الهجمة الإسرائيلية الشرسة لم تطلق إيران حتى تصريحاً بالشجب، فما بالك بصواريخها التي يبدو أنها تدخرها لتخويف جيرانها دول الخليج، والدليل على ذلك أنه كلما طالبت الإمارات العربية بجزرها الثلاث لوَّحت لها إيران بالحرب!! والمطالبة (ببعض) دول الخليج، هذا عدا التلويح الدائم بفزاعة (تصدير الثورة).

يبقى القول أخيراً إنه على الأجيال في الخليج ألا تأمن من الفرس حتى ولو طال الزمن حتى ولو ارتدوا عمائم الإسلام. والسلام.