الرياض - حازم الشرقاوي
الملف الاقتصادي كان رئيسياً في زيارة الرئيس التركي للمملكة أول أمس وقد ظهر ذلك واضحا من خلال إبرام اتفاقية مشتركة بين البلدين في قطاع النقل البحري، وعقده للقاء مفتوحا بين رجال الأعمال في البلدين نظمه مجلس الغرف السعودية، واستقبل الرئيس التركي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية ورئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وجرى خلال اللقاء بحث أوجه التعاون المشترك بين البلدين. وكذلك استقباله لوزير المالية والاقتصاد الوطني الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف حيث أكد الرئيس التركي استعداد الشركات التركية في تنفيذ المشاريع الكبرى وفي مجالات التعاون المصرفي.
من جانبه قدم معالي وزير المالية عرضا لنشاطات الصندوق السعودي للتنمية ودوره في تمويل الصادرات السعودية وزيادة حجم الصادرات الوطنية إلى تركيا إلى جانب تعاون البلدين في المجال الجمركي، كما عقد لقاء مع وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد جميل ملا، وجرى خلال اللقاء بحث الموضوعات المتعلقة بالاتصالات وتقنية المعلومات والتعاون بين البلدين في هذا المجال.
هذا وقد شهدت العلاقات التجارية بين المملكة وتركيا خلال الأربع سنوات الأخيرة تطوراً منتظماً تمثل في زيادة إجمالي حجم التبادل التجاري بين الدولتين، ويميل الميزان التجاري لصالح المملكة نظراً لزيادة حجم صادراتها النفطية لتركيا، وزادت واردات المملكة من تركيا خلال الأربع سنوات الماضية إلى أكثر من الضعف تقريباً، حيث ارتفعت من 2.2 مليار ريال في عام 2004م إلى 4.7 مليار ريال في عام 2007م. كما تضاعفت الصادرات السعودية إلى تركيا ثلاث مرات تقريباً حيث زادت من 4.5 مليار ريال عام 2004م إلى نحو 8.8 مليار ريال في عام 2007م وتربط المملكة وتركيا علاقات اقتصادية جيدة تطورت عبر السنوات الماضية، وقد جاء ترتيب تركيا الـ22 بين أكبر الدول التي صدرت إليها المملكة في عام 2007م، وفي المرتبة 17 بين أكبر الدول التي استوردت منها المملكة في نفس العام.
ووصل إجمالي عدد المشاريع المشتركة بين البلدين في المملكة العربية السعودية إلى 89 مشروعاً منها 33 مشروعاً صناعياً و56 مشروعاً خدمياً بتكلفة إجمالية بلغت نحو 282 مليون ريال سعودي حصة الشريك السعودي منها نحو 13.2 بالمئة.
إلى ذلك تستضيف غرفة جدة اليوم فخامة الرئيس التركي عبدالله غول الذي يرافقه وفد كبير يضم 150 من المسؤولين وأصحاب الأعمال الأتراك في لقاء يجمعهم مع قطاع الأعمال السعودي لتفعيل فرص الاستثمار والشراكة بين البلدين في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى المملكة وتستغرق عدة أيام.
من جانب آخر رحب رئيس غرفة جدة محمد عبدالقادر الفضل بزيارة الرئيس التركي إلى بيت الأعمال بجدة، معتبراً لقاءه مع قطاع الأعمال السعودي يأتي في إطار رغبة البلدين الشقيقين في تعزيز علاقاتهما الاقتصادية ودفع عجلة التبادل التجاري بينهما إلى آفاق كبيرة في ظل وجود أكبر وفد تجاري يستقبله بيت الأعمال في جدة خلال العام الجاري والمكون من 150 رجل أعمال تركي يرافقون الرئيس في زيارته التي تأتي بعد يوم واحد من الاجتماع، وأشار إلى أن أصحاب الأعمال في مدينة جدة ينتظرون هذا اللقاء لعقد اجتماعات مباشرة مع نظرائهم الأتراك بهدف دفع التعاون بين الجانبين في قطاع العقارات والمقاولات والمصارف والتمويل وهما يشكلان قطاعات هامة للتعاون خصوصاً في هذا الوقت الذي تلقي فيه الأزمة الاقتصادية العالمية ظلالها على أداء هذه القطاعات.
وأكد الفضل متانة العلاقات التي تربط المملكة مع الجمهورية التركية والتي زادت قوة عقب زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله التاريخية لتركيا قبل عامين والاتفاقيات التجارية التي وقعت آنذاك مما كان لها الدور في تمهيد الطريق لعلاقات اقتصادية سعودية تركية أكثر فاعلية من ذي قبل والتي ستكتمل بزيارة الرئيس التركي للمملكة والتي سيتم خلالها استكمال اللقاءات والاتفاقات بما يخدم البلدين الشقيقين ويساهم في الاستفادة من الفرص الاستثمارية والتجارية الكبيرة المتاحة في تحقيق فائدة ومصلحة الشعبين الصديقين.
وكشف أنه سيتم عقد لقاء بين أصحاب الأعمال السعوديين والأتراك لمناقشة فرص التعاون والشراكة في قطاعي العقار والمقاولات والمصارف والتمويل بمشاركة اللجنة الوطنية للمقاولين واللجنة الوطنية العقارية بمجلس الغرف واتحاد المقاولين الأتراك.