لا يمكن أن يمر احتفاء فناني الدوادمي بمقرهم الذي أطلقوا عليه (بيت فناني الدوادمي) بكل ما تعنيه التسمية من معنى مرورا عابرا دون أن يسجل في تاريخ المسيرة التشكيلية، ومهما كان هذا الحدث صغيرا في نظر البعض كبيرا عند الأغلبية، لن يكون آخر حدث تعيشه الساحة التشكيلية لقناعتنا أن هناك من يسعى لمثل هذه المبادرات، وقبل أن نتوقف عنده ولو للحظات، نتذكر ما كان يحمله التشكيليون من هم يتمثل بكيفية تأمين مقر لجمعيتهم بعد تأسيسها والإعلان عنها رسميا فكيف لجمعية أو جماعة أن تقوم دون مقر يجمع شتات أعضائها، فكان لبعد نظر الدكتور عبد العزيز السبيل ما قاد الجمعية لمرفق حيوي يتبع مؤسسة تعليمية هو معهد العاصمة النموذجي الذي وضع في اعتباره ما سيحدث في قادم الأيام من تطور للثقافة والإبداع فانشأ قاعة للفنون قبل خمسة وعشرين عاما قبل أن يصل الفن التشكيلي إلى هذا المستوى وتصبح هذه الصالة اليوم مقرا يحتضن الجمعية مع ما وجده الدكتور السبيل من تجاوب وتعاون من قبل مدير عام المعهد الدكتور إبراهيم القريشي. نعود للدوادمي لنتحدث عن بيتهم التشكيلي الذي يعتبر هاجس كل الجماعات في مختلف مناطق المملكة هذا البيت الذي أكد ما يتمتع به أعضاء جماعة الدوادمي من إصرار على النجاح وعلى التكاتف ابتداء من الفنان احمد الدحيم الذي حمل ريادة التضحية ومنح جماعته بيته الخاص مرورا بدعم الأعضاء ومساهمتهم وصولا إلى تفاعل أبناء الدوادمي ومشاركتهم الدعم الذي جعل من هذا البيت رمزا لحبهم للمحافظة ولإبداعهم ومعلما ثقافيا باركته وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام عبر خطاب شكر من الدكتور السبيل ردا على خطاب من الفنان الدحيم يبلغه بالبيت تضمن الخطاب شكر الدحيم على هذه المبادرة وهنأ الجماعة على تأسيس بيتهم ليأتي يوم الاحتفاء متوجا بحضور محافظ الدوادمي ومن معه مباركين وداعمين.
هذا الموقف يعيدنا لوضع الجماعات التشكيلية تحت المجهر مرات ومرات لنكتشف أن البعض منها توقف والبعض الآخر يعرج والبقية مترددة بين الاستمرار او التفكك، فلا مكان يلتقون فيه ولا مساهمات مادية مجزية بين الأعضاء إلا وقت المعارض ولا انسجام في الفكر والثقافة أو التوجه الفني إلى آخر القضايا التي برزت على سطح تجربة الجماعات بسبب عدم وجود القواسم المشتركة، لتثبت التجربة أن قيام البعض منها جاء لحاجة أعضائها للحضور في الساحة بأقل التكاليف.
أخيرا هنيئا لفناني الدوادمي بهذا التعاون وللفن التشكيلي بهذه الجماعة التي تسعى للمساهمة بكل ما تستطيعه وفي مقدمتها نتاج الأعضاء وإبداعاتهم التي تتشرف بها الساحة.
MONIF@HOT MAIL.COM