«الجزيرة» - جمال الحربي
أثبت خبير فني في مواد السباكة والصناعة والميكانيكا وعضو الهيئة التدريبية بكلية التقنية بالرياض الأستاذ صالح ناصر الصالح بعد اختبار لعينات من مواسير حديد دكتايل الخاصة بشبكة مياه الشرب في منطقة الرياض في إحدى المختبرات الحكومية ذات الاختصاص: عدم مطابقة المواسير لمعايير الجودة والسلامة الصحية مؤكداً خطورة تلك المواسير للاستخدام البشري وضررها على الإنسان نظراً لعدم سلامتها وصحتها.
وأوضح الصالح أن المختبرات أثبتت أن هذه المواسير عبارة عن أنابيب حديدية سريعة الصدأ مبطنة من الداخل بغلاف أسمنتي خرساني بسماكة نصف سم حيث لا تمنع الماء من الوصول إلى جدار الأنبوب الداخلي وذلك لضعف جودة هذه المادة ولوجود تشققات وتصدعات بها ناتجة عن التحريك عند التحميل والتنزيل والتركيب؛ ما يؤدي إلى تعرض المياه المنقولة عبر هذه الشبكة معرضة للشوائب ومياه الصرف الصحي، كما أن الأنبوب مطلي من الخارج بطلاء أسود قليل السماكة سهل الخدش.
واستطرد الصالح في شرح مفصل ودقيق عن تركيبات المواسير وعملها قائلاً: يتم إدخال رأس الأنبوب الفرعي في الأنبوب الآخر ويتحكم في الرابط بينهما ربلة مطاطية داخل طرف الأنبوب تمنع تسرب الماء لأن مقدمة رأس الأنبوب وطرفة المرتبط به غير محكمتا التلاقي وذلك لعدم وجود ربلة مطاطية بينهما، كما لا توجد آلية تجعل الأنابيب على نفس المستوى من الامتداد حيث يؤثر هذا الميلان ما يسمح لمياه الصرف الصحي للوجود داخل المواسير الناقلة ومن ثم إلى منازل المواطنين وذلك يكون فراغا عند نقاط التقاء الأنابيب وحتى وإن وجدت تلك الآلية فإنه بعد أن تدك التربة فوق الأنابيب وتتحرك تلك الأنابيب لأن التربة التي تحتها رملية سائبة.
مضيفاً أن طرف الأنبوب غير مستو إذ توجد به نتوءات وتعرجات ناتجة إما عن عيب تصنيعي وإما عن القص الذي يتم في موقع العمل باستخدام الصاروخ المتنقل وبقياس غير دقيق.
واستطرد الصالح في مواصفات وطريقة تركيب المواسير قائلاً: يتم عمل ثقب في المواسير الناقلة لمياه التحلية والمغذية لمنازل الرياض حيث يتم عمل ثقب بقطر 16مم في السطح الخارجي للأنبوب من الأعلى وبمحاذاة عداد المنزل وذلك باستخدام مثقاب كهربائي متحرك بحيث ينفذ هذا الثقب إلى داخل الأنبوب لكي يخرج من خلاله الماء، ثم يركب رابط معدني حول جدار الأنبوب الخارجي ويكون هناك ثقب آخر في هذا الرابط يتقابل مع ثقب الأنبوب ويفصل بينهما ربلة مطاطية تمنع تسرب الماء، مضيفا يركب في ذلك الثقب كوع ري بلاستيكي زراعي أسود ويوصل به خرطوم ري بلاستيكي زراعي ويوصل بعداد المنزل وأضاف الصالح بعد هذه المرحلة يحدث تكسر في الغلاف الأسمنتي الداخلي للأنبوب ويسقط منها أجزاء كبيرة وتترك منطقة تلك الأجزاء من الأنبوب وجدار الثقب الداخلي عرضة للماء ومن ثم يتسبب ذلك في تكوين الصدأ الذي لا يصلح في الاستخدام البشري.
ومن منظور طبي أكد وكيل كلية الطب للشؤون الأكاديمية الاستشاري لطب الأسرة في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور محمد بن عثمان الركبان أن الصدأ والشوائب الموجودة في مياه الشرب المستخدمة للشرب والاستحمام تؤثر في الجهاز العصبي والدوري الدموي والكليتين وقد تكون هذه المواد من المسرطنات التي تؤدي لظهور بعض أنواع السرطان على المدى البعيد.
وقال الركبان ان هذه المياه تسبب في ضعف الأسنان وتغير لونها، كما يؤثر الصدأ في اضطرابات الجهاز الهضمي التي عادة ما تظهر على شكل ألم في البطن واستفراغ وإسهال.
والتقت (الجزيرة) عددا من المواطنين. حيث تحدث بندر منصور العتيبي قائلاً إنه لا يستخدم مياه شبكة مياه التحلية الموصلة إلى المنازل في الرياض نظراً لوجود مادة الصدأ والشوائب الملاحظة بالعين المجردة عند استخدامها.
كما أكد محمد سعيد أن هذه المياه معرضة للاختلاط بمياه الصرف الصحي قائلاً بحسب تجربته الخاصة: إن مياه الحي الذي يسكن به تعرضت لتلوث من مياه الصرف الصحي وهذه القضية تكررت بسبب ضعف المواسير الناقلة للمياه.
وقال راشد محمد الموسى انه يقوم بتركيب الفلاتر والخلاطات المنقية للمياه التي تستبدل كل 3 أشهر لتعرضها للشوائب والصدأ مؤكداً عدم استخدامه لمياه الشبكة منذ ما يقارب 8 سنوات إلا للغسيل فهي غير صالحة للشرب والطبخ.
ووافق الرأي حسين المطيري قائلاً: استخدم المياه المعبأة حتى في الاستحمام وذلك بعد إصابتي بفطريات وحساسية بالجلد.