النقب - غزة - رام الله - من رندة أحمد
يبدو أن إسرائيل قررت تفعيل العمل بنظام سجن (غوانتنامو) مع أسرى غزة الذين اعتقلتهم في حربها الأخيرة على قطاع غزة، يأتي ذلك بعد تصاعد وتيرة أحاديث تقول: إن الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما سيأمر بإغلاق معتقل (غوانتنامو الأمريكي) في كوبا الذي افتتحه الجيش الأمريكي عقب حربه التي شنها على أفغانستان، والذي يجري فيه احتجاز 250 معتقلاً لا يزالون في السجن، ومعظمهم جرى اعتقاله وإيداعه المعتقل طيلة سنوات بدون اتهام؛ الأمر الذي لطخ صورة الولايات المتحدة في العالم.
الباحث الفلسطيني المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة كشف استناداً إلى مصادره الموثوقة أن أسرى غزة الذين اعتقلوا خلال الحرب قد وصلوا بالفعل إلى سجن النقب الصحراوي، وتم وضعهم في غرف قسم (9) في قلعة (ج)، وحدهم وبعيداً عن المعتقلين الآخرين ودون السماح لهم بالتواصل أو الاتصال بالآخرين بشكل مطلق، ويتم التعامل معهم كمقاتلين غير شرعيين.
وأضاف فروانة في تصريح صحفي (حصلت عليه الجزيرة) أن المعتقلين هناك طالبوا إدارة المعتقل بالسماح لممثلي الأقسام الأخرى بزيارة المعتقلين الجدد والالتقاء بهم والاطمئنان عليهم، وتزويدهم ببعض احتياجاتهم، إلا أن إدارة مصلحة السجون التي تشرف على معتقل النقب رفضت طلبهم وأبلغتهم بأن هؤلاء المعتقلين الغزيين لا يخضعون لسيطرتها، بل يخضعون لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ولسيطرة الجيش مباشرة وهم المسؤولين عنهم مباشرة ويتم التعامل معهم وفق (قانون مقاتلين غير شرعيين).
وبحسب الباحث الفلسطيني: (لا يسمح الاحتكاك بمعتقلي غزة أو التواصل معهم).
وقال النائب الفلسطيني عيسى قراقع مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي إن 250 أسيراً فلسطينياً اعتقلوا خلال الحرب على قطاع غزة يحتجزون في زنازين سجن النقب الصحراوي، وهم معزولون تماماً عن بقية الأسرى.
وأضاف قراقع في بيان صحفي (حصلت الجزيرة على نسخة منه) أن أوضاعهم (قاسية للغاية وقد تعرضوا للضرب والاعتداء، وعدد منهم مصاب بجروح بحاجة إلى علاج في المستشفيات، ويحتجزون كرهينة لدى المخابرات الإسرائيلية حيث يتم استدعاؤهم للتحقيق)، ودعا قراقع الصليب الأحمر الدولي إلى زيارة أسرى غزة والاطلاع على أوضاعهم وظروفهم، خاصة أنهم يعيشون في حالة من القلق على مصير عائلاتهم وأبنائهم في قطاع غزة على أثر المجازر التي ارتكبتها إسرائيل هناك.