يحلم أي نظام تعليمي في الدنيا بدعم سياسي يقربه من تحقيق طموحاته، فبدون دعم سياسي سيبقى التعليم متخلفاً مستهلكاً لمقدرات الوطن.. ولقد حظي تعليمنا بدعم سياسي كبير من الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. تمثَّل هذا الدعم في لقاءات عديدة خاصة عقدها الملك عبدالله مع قيادات التعليم، وهي لقاءات لم تنقصها الشفافية والجدية والوضوح، شدد من خلالها -حفظه الله- على تفعيل رؤيته لمستقبل التعليم في بلادنا.. كما تمثَّل دعمه للتعليم في تدخُّله الشخصي لتصحيح أوضاع المعلمين الوظيفية، وكذلك في إقرار نظام جديد للحوافز لأساتذة الجامعات.. وأخيراً توَّج -حفظه الله- دعمه للتعليم بإقرار وتمويل مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، إضافة إلى منح التعليم نصيب الأسد من ميزانية الدولة.

وعندما ننظر للدعم السياسي للتعليم على المستوى الدولي نجد رئيس الوزراء البريطاني يقود مشروعاً وطنياً لدعم وتطوير أداء المعلمين، أما الرئيس الأمريكي فيقيم سنوياً حفلاً بهيجاً في حديقة البيت الأبيض لتكريم أفضل معلم في الولايات المتحدة، وهذا التكريم الرئاسي لا يحظي به أي مهني غير المعلم.. حفل التكريم هذا يحضره الرئيس وتنقله القنوات الإعلامية مباشرة إلى كل أمريكا.. إنهم قوم آمنوا أن ريادتهم للعالم لم تتحقق ولن تستمر إلا بتعليم متميز فعَّال يقع في قلبه معلم ماهر متمكِّن.