الفلسفة الشعبية تقول (كل طير يشبعه منقاره) والاتحاد يجب أن يأكل بمنقاره إذا أراد تحقيق بطولة الدوري ويجب أن تكون لوحته المعنوية التي يتسلح بها اللاعبون والجهاز الفني تنطلق من هذه الفلسفة ولا ينتظرون مساعدة من الفرق الأخرى مع كامل التقدير والاحترام لها.
الاتحاد تصدر الدوري من أول جولة وترك البقية يركضون خلفه فتساقطوا كأوراق الخريف ولم يصمد إلا الند التقليدي (الهلال) وهذا أمر كان متوقعاً قياساً بحجم العمل الجبار في الناديين وقياساً بالأداء الفني للفريقين في المواسم الأخيرة وكانت كل الآراء الفنية تتوقع دخول الشباب على الخط وهو يضم توليفة أكثر من رائعة وقادرة على فرملة الاتحاد والهلال بل والإذعان للواقع الشبابي الجديد لكن الطابور الخامس - كما ذكر رئيس الشباب - نخر الفريق وقتل فرصته في المنافسة على لقب الدوري السعودي لهذا الموسم. الاتحاد يتصدر بفارق نقطي غير مطمئن لأن الهلال يتحرك بدهاء وينتظر ممارسة ضربة الكوبرا التي تخصص بها بحيث يترك الفريسة تسرح وتمرح كما تشاء ثم يضرب ضربة واحدة تحيل الفريسة إلى الرف ويقفز للواجهة بأمواجه الزرقاء العاتية كما حدث الموسم الماضي عندما منح الاتحاد فرصة التفرد بالصدارة والتغني بها أغلب أسابيع الدوري وعندما أتت مواجهة الحسم ضرب الهلال بطريقة الكوبرا وحول الدرع لشواطئه الهادئة في الرياض.
مواجهة الاتحاد لغريمه التقليدي الأهلي ستحدد اتجاهات البطولة الأصلية والفرعية وتحدد الكثير من النقاط التي تبحث عن حروف، المتصدر يبحث عن الفوز بعيداً عن حسابات الهلال الصعبة، والأهلي يبحث عن فوز يفرمل به الاتحاد ويمنحه فرصة المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي.
من الصعب ترشيح أي من الطرفين للفوز ولكن المعايير الفنية ودرع الدوري قد تخدم الاتحاد والبطاقة الآسيوية قد تخدم الأهلي وبين معايير الاتحاد ومعايير الأهلي تتوقف طموحات الطرفين ويأتي صوت الهتاف الجماهيري كوقود للفريقين فمن يعلو صوته في ليلة اللقاء الكبير؟ الاتحاد بصدارته ومقوماته الفنية أم الأهلي بطموحاته التاريخية والآسيوية؟
لقاء الليلة منعطف مهم للمتصدر الذي يجب أن يفكر في الفوز ولا شيء غيره وسيترقب الهلال النتيجة بشوق ولهفة فقد تسير الظروف ضده أو لصالحه وقد تمتد الفائدة أيضاً للنصر والشباب والاتفاق الذين يبحثون عن موقع في القائمة التي ستشارك في دوري المحترفين الآسيوي الموسم المقبل ويبقى منقار الاتحاد هو الذي يحدد بوصلة البطولة الأهم التي يترقبها أنصار الفريق.
أشياء .. وأشياء
* الاتحاد يكسب إذا منح عبد العزيز الصبياني ونايف هزازي الفرصة لأنهما من أبناء النادي ويملكان الموهبة والإخلاص.
* والاتحاد يخسر إذا أشرك لاعباً معطوباً مثل طلال المشعل الذي لا يستطيع لعب مباراتين متتاليتين منذ ظهوره في الملاعب إلى الآن.
* توقع الاتحاد مساعدة الأهلي والحزم والنصر وبعض الأندية الموسم الماضي فوجدها تخور وتخسر بسهولة من الهلال.
* على الاتحاديين التفكير في الفوز في بقية مباريات الدوري دون انتظار مساعدة من أحد فكلها لا تستطيع الوقوف أمام الهلال.
* إذا لم يحقق الاتحاد بطولة الدوري هذا الموسم فلن يحققه في السنوات المقبلة.
* كالديرون أفضل مدير فني في الملاعب العربية ويفكر في موسم كامل وصحافة الاتحاد تفكر في المباريات الوقتية.
* صحافة الاتحاد تنخر في جسد الفريق الاتحادي والعقلية الاحترافية ستلجم هذه الأصوات النشاز نهاية الموسم.
* يقول مورينهو المدير الفني لفريق إنتر ميلان بعد خسارة فريقه في ديربي ميلان في الدور الأول: أفكر في موسم كامل وليس في لقاء تقليدي. وقال: أخسر الديربي لكن أفوز بالدوري وهذا الأهم.
* كالديرون وضع إستراتيجية عمل رائعة بدأت من أبها وبوجود أفضل مدرب لياقة أجنبي في الملاعب العربية وبوجود مناخ صحي وشبان من صناعة الاتحاد وأكاديمية الأرجنتين.
* كالديرون تحدث بلغة الاحتراف وطالب بتسديد رواتب اللاعبين ولكن كلامه لم يعجب أصحاب سياسة الدمدمة.
* يقولون الداعم والمؤثر ويطبلون في كل الاتجاهات ورغم هذا يترقبون دفعة شركة الاتصالات الراعي الرسمي للنادي لكي يسددوا الالتزامات المالية الكثيرة بما فيها رواتب المحترفين.
* رواتب المحترفين مستقلة بإدارة مستقلة ولا نعلم أين تم صرفها بانتظار وصول دفعة شركة الاتصالات.
* لاعبو كرة الطاولة في الاتحاد يتصدرون الدوري ولم يتسلموا حقوقهم المالية وسيلعب الاتحاد بالأشبال لسد غياب الكبار المتوقع.
* لاعبو الألعاب المختلفة في الاتحاد يتساءلون عن ميزانية النادي المعتمدة ويترقبون منحهم جزءاً مما يستحقون.
* رئيس هيئة أعضاء شرف الاتحاد وفي ظل إدارة غير احترافية اضطر لعقد اجتماع سريع لحل مشاكل النادي المالية.
* إذا نجحت الإدارة الاتحادية في رسم سياستها المالية بدقة تامة فسيكون هذا الموسم أفضل موسم يمر على الاتحاد.
* وإذا منح الاتحاديون شبان النادي الموهوبين فرصة المشاركة فسوف ينسونهم كل العواجيز وصفقات الأضواء والفلاشات المضحكة.
* وسام سويد ينتظر الفرصة وهو أفضل من كل اللاعبين الأجانب الذين فكر الاتحاد في جلبهم في نفس الخانة فترقبوا هذا اللاعب الفلتة.
* بتفكير كالديرون صنع لهم نايف هزازي وعبدالعزيز الصبياني ولو كان هذا الثنائي في ناد آخر لجلبهم الاتحاد بأكثر من خمسين مليون ريال.
* سياسة الاتحاد التكديسية القديمة المبنية على جلب الجاهزين ورجيع الأندية وكبار السن لو استمرت لما شاهدنا الهزازي والصبياني وطلال عسيري ومحمد سالم وبقية اللاعبين الموهوبين.
* المؤمن مرآة أخيه وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (رحم الله امرئاً أهدى إليّ عيوبي) غفر الله لنا ولكم.
* أولى لك أن تتألم لأجل الصدق من أن تكافأ لأجل الكذب.
للتواصل alhammadi384@hotmail.com