«الجزيرة» - الرياض

كشف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين بأن مجلس الإدارة رشح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لنيل جائزة الجمعية، وقال: قبول خادم الحرمين الشريفين أولاً هو تشريف للجمعية وثانياً تكرم منه - حفظه الله - بأن يرتبط اسمه الكريم وأعماله الطيبة الرائدة الكبيرة بهذه الجائزة وما قامت عليه هذه الجمعية أساساً منذ تأسيسها، مشيراً بأن تقديم الجائزة لهذا الرجل الكبير خادم الحرمين الشريفين لأنه يمثل الوجه الناصع الإنساني لأهل المملكة. جاء ذلك في كلمة ارتجلها سموه في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن جائزة الجمعية بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس جمعية الأطفال المعوقين.. فإلى نص كلمة سموه:

أرحب بكم في جمعيتك، وأرى في هذه الوجوه الطيبة التي دائماً تشارك معنا في كل مناسبة خيراً إن شاء الله والواقع الجائزة اليوم والحمد لله هي جائزة أساساً أنشئت لأن تعبر عن امتنان وتقدير خاص لشخصيات قدمت الكثير لقضية الإعاقة وجمعية الأطفال المعوقين وهي الجمعية الأم، واليوم تشرف هذه الجمعية ومنسوبيها من الأطفال أولاً ومن منسوبيها ممن يدعمونها ومن يساعد على أداء هذه الرسالة الكبيرة أن تقدم جائزتها للخدمة الإنسانية وهي أعلى جائزة تقدمها هذه الجمعية ممثلة بهذا العدد الكبير من الناس والعدد الكبير من الداعمين والأهم العدد الكبير من المحبين بأن في هذه الدورة في الواقع اجتمعت الترشيحات وعلى رأسها ترشيح مجلس إدارة الجمعية ولجنة الجائزة على ترشيح سيدي خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لتشريف هذه الجائزة وقبول سيدي خادم الحرمين الشريفين أولاً هو تشريف لهذه الجمعية وثانيا هو تكرم منه - يحفظه الله - بأن يرتبط اسمه الكريم وأعماله الطيبة الرائدة الكبيرة بهذه الجائزة وما قامت عليه هذه الجمعية أساساً منذ تأسيسها.

وهذه الجمعية قامت بعد الله سبحانه وتعالى على أكتاف قيادة وأهل هذا البلد ومؤسسات القطاع الخاص وهذه الجمعية إذا كانت كسبت عبر هذه السنين بلا شك، إن شاء الله ولمن ينتمي إليها الأجر والثواب، وتقديم خدماتها المتميزة على المستوى الإعلامي وليس على المستوى المحلي فهي أيضاً كسبت قبل كل شيء ثقة الناس، وهذه الجائزة في الواقع تعكس هذه الثقة الكبيرة بأن تقدم في هذه الدورة وفي ذكرى مرور (25) عاماً على تأسيس الجمعية، لهذا الرجل الكبير الذي يقود هذه البلاد ويمثل الوجه الناصع الإنساني لأهلها وبما تقوم عليه والحمد لله هذه الوحدة المباركة من قيم وأبعاد إنسانية تمثلت جميعها في أن تكونت هذه الوحدة تحت مظلة ليست سياسية أو اقتصادية فقط، بل تحت مظلة البعد الشرعي الذي ينضوي تحته ما تقوم به هذه البلاد والحمد لله من أعمال طيبة وعلى رأسها وفي قمتها العمل الإنساني، وهي مملكة الإنسانية كما يحب أن يطلق عليها رائد هذه الجائزة اليوم، حقيقة هي مملكة الإنسانية في كل مجال.

ونحمد الله على هذا القبول الكريم من سيدي خادم الحرمين الشريفين للجائزة وتشريفه الجمعية بأن تقترن هذه الجائزة باسمه حفظه الله.

الليلة نسمع خادم الحرمين الشريفين من الكويت وهو يعلن عن مصالحة عربية شاملة يرتقي فيها كما هو يرتقي دائماً بعمله وبشأنه وبشعبه وأمته إلى أفق وأبعاد لا يصلها إلا الكبار والعظماء من الرجال والقادة، ونسمع الليلة ما يقدمه - حفظه الله - باسم الشعب السعودي مبادرة إنسانية بألف مليون دولار مساندة لغزة وشعب غزة المنكوب.

واليوم المملكة العربية السعودية لا يسبقها بلد في الدنيا في المبادرات الإنسانية، وأنا اليوم من هذا المنبر كمواطن قريب من قضية الإعاقة ومعاصر لها كل يوم، ومعاصر للعديد من القرارات والقضايا التي شهدت فيها تمنّع الناس في بدايات الجمعية لإبراز وقبول قضية الإعاقة كقضية اجتماعية وطنية إنسانية عامة على السطح ومعاصرة الكثير من القرارات الحكومية التي حولت العمل الخيري في مجال الإعاقة والعمل الخيري بشكل عام إلى أفق جديد تعيشه اليوم تحت مظلة هذه القيادة الحانية.

وأستطيع أن أقول من على هذا المنبر، أن المملكة اليوم لا تقول فقط بل تمارس العمل الخيري والعمل الإنساني وتضرب المثل في كل موقع وفي كل مكان، اليوم إذا التفتنا إلى قيادة المملكة العربية السعودية وهي قيادة تساعد شعبها ومواطنيها على عمل البر والخير من مالها الخاص ومن مجهودها الشخصي من القرارات التي تدعمها وتدفعها دفعاً، ولي تجربة قريبة جداً من قرارات تاريخية مثل النظام الوطني لرعاية المعوقين الذي بادرت به الجمعية ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، ولي تجربة قريبة جداً بسيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد - يحفظهما الله - اللذين تبنيا هذا القرار وأشرفا على تحقيقه مباشرة، حتى أن خرج القرار من مجلس الوزراء الموقر قبل سنوات قليلة.

واليوم أيضاً إذا التفت إلى الجانب الآخر لوجدت القطاع الخاص وهذه الجائزة في هذه الدورة أساساً تم تبنيها من بنك سامبا، هذا البنك الرائد في المملكة العربية السعودية، وهي إحدى المبادرات الكثيرة التي تزخر بها هذه الجمعية والجمعيات الخيرية من دعم القطاع الخاص.

فلا أعتقد اليوم أن هناك دولة في هذا المحيط الذي نعيش فيه فيها القطاع الخاص يمارس مسؤولياته الاجتماعية وأعلى من ذلك يمارس مسؤوليته الإنسانية ويعيش ويعاصر القضايا ويلمسها ويحسها ويقدم لها ويبادر في المساهمة فيها، ولولا الله سبحانه وتعالى ثم هذا الدعم الكبير مع ما يأتي من الدعم من الدولة معنوي ومادي أو من دعم المواطنين، لولا أن هذا القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية الذي يعيش الحمد لله في كنف هذه الدولة في ظل هذا الأمن والأمان في ظل هذه السياسة الاقتصادية المنفتحة التي أثبتت جدواها بعدما تلاشت الفقاعات - السياسة الاقتصادية الراسية المتزنة المبنية على أسس في هذا الاقتصاد الكبير الذي هو اليوم يعد أكبر قطاع اقتصادي في المنطقة، ولكن أيضاً الأهم من ذلك يعد القطاع الاقتصادي الأول الواعد في المنطقة إن شاء الله، وإن التفت أيضاً إلى المواطنين رجالاً ونساء كباراً وصغاراً، لرأيت أيضاً مجتمعاً يتسابق لخدمة قضية الإعاقة، وأنا أتكلم فقط عن قضيتنا دون القضايا الأخرى الكثيرة التي يدعمها المجتمع السعودي - لرأيت كل منا يتسابق وكأنها قضيته الوحيدة سواء كان له طفل معوق أو لا.

اليوم قضية الإعاقة تشهد تحولاً في المملكة العربية السعودية - مملكة الإنسانية - غير مسبوق، ولو سألت اليوم، وأنا قريب من القرارات الدولية والممارسات الأخرى في هذا المجال، لقلت عندما تنظر للمملكة العربية السعودية، وما تقدمه الدولة في هذا المجال، والقرارات التي صدرت لقلت إن المملكة اليوم تحتل قمة الدول التي تمارس مهمتها في خدمة مواطنين يستحقون المساواة مع أقرانهم، وهم المعوقون.

لذلك وفي هذا اليوم وهذه الجائزة تقدم نفسها لهذا الرجل العظيم إنما هي جزء يسير مما يستحقه سيدي خادم الحرمين الشريفين وتستحقه هذه الدولة وهذا الشعب الذي يمثله - يحفظه الله - من أعمال جليلة تمت في عهده الزاهر الميمون وفي كل وقت كان يمارس فيه مهامه سواء في الدولة أو مهامه الإنسانية خارج نطاق الدولة بمر السنوات الماضية، وما ذكره بيان الجائزة حقيقة هو قليل جداً من الكثير الذي يمكن أن نحصره في بيان واحد أو في جائزة واحدة.

لذلك فأنا أرفع باسم هذه الجمعية ومجلس إدارتها ولجنة الجائزة ومنسوبيها، أرفع باسمهم جميعاً شكرنا وعرفاننا بهذا الجميل - والذي لا يشكر الناس لا يشكر الله - والذي لا يعترف بالجميل هو إنسان لا يستحق الجميل.

لذلك نحن اليوم نتطلع في الوقت القريب القادم بالمثول بين يدي سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لتقديم هذه الجائزة مع إخواني في المجلس ولجنة الجائزة والأطفال المعوقين، ونتطلع إن شاء الله في الفترة القادمة للإعلان عن فروع الجائزة الأخرى جائزة التميز للمعوقين والجوائز الأخرى وجائزة البحث العلمي في مجال الإعاقة التي يتولاها مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة والتي يرأس لجنتها الآن معالي وزير الصحة عضو مجلس إدارة المركز ومجموعة خيرة من الناس الذين ينتموا لهذه الجائزة التي تنطلق في إطارها الجديد بألوانها الجديدة وأبعادها الجديدة.

وأنا أشكر حضوركم هذه الليلة وأنا سعيد بعد مرور (25) عاماً على انطلاقة هذه الجمعية التي نتمنى لها عشرات السنوات القادمة، سعيد بأن نتوج مناسبة (25) عاما بشرف اقتران جائزتها باسم خادم الحرمين الشريفين قائد هذه البلاد وقائد المسيرة الخيرية والخيرة إن شاء الله.

رافعاً شكري وتقديري ودعائي بالخير والعافية والتوفيق بأن الله سبحانه وتعالى يجزي سيدي خادم الحرمين الشريفين وأن يجزي سيدي رجل المبادرات الإنسانية الكريمة وولي عهده الأمين على هذه الأعمال الطيبة، وأن يجزي كل مواطن في هذا البلد الخير، والحمد لله أثر هذه الأعمال الجليلة يظهر كل يوم في هذا الاقتصاد الذي ينمو ولن يتوقف عن النمو إن شاء الله، وكلما اعتقد الناس أن هذا البلد استهدف زاده الله سبحانه وتعالى تلاحماً وأمناً، وهذا كله بفضل الله سبحانه وتعالى وتمسك الناس بهذه المبادئ والقيم الإسلامية ومبادرتهم دائماً لعمل الخير.

* كلمة ارتجلها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين في المؤتمر الصحفي للإعلان عن جائزة الجمعية.