قيادة الأمة وزعامتها.. لا يكون بالأماني.. ولا بالتصريحات والأحاديث.. ولا بشحن البسطاء والمساكين.. ولا بالإثارة لعواطف الدهماء.. بل يكون بالأفعال والإنجازات ومواقف الأبطال والرجال.

** تلك المواقف الشجاعة.. والمواقف الصادقة.. التي لا يقدر عليها.. إلا الندرة من الرجال.

** كم من البشر.. يمرُّ عليهم التاريخ ولم يُخلد ذكرهم.. ولم يسجل عنهم سطراً واحداً.. لكنه سجَّل وخلَّد ذكر الأبطال والفرسان ومن صنعوا التاريخ.

** في الأيام الماضية.. تعرضت (غزة) لهجمات صهيونية شرسة.. واستشهد المئات من أبنائنا في فلسطين.. وأصيب أضعافهم.. وهُدمت المساكن.. وكان أهلنا هناك إزاء محنة عظيمة.. محنة قاسية صعبة.. استثمرها من استثمرها وتاجر بها من تاجر.. ولكن القادة العظام.. هم الذين تعاملوا معها بما تستحق.

** اجتمعت الأمة بقادتها في الكويت.. وكانت كلمة الفصل لقائد الأمة... خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله.. تلك الكلمة التاريخية.. التي ليست سرداً قصصياً.. ولا كلاماً منمقاً.. ولا كلاماً يدغدغ العواطف.. ولا لشحن المساكين الذين شبعوا من الشحن والتمدح.. ولا ليقال إن القائد الفلاني.. تحدث.. بل كل كلمة في هذه الكلمات القصيرة لها ألف معنى.

** خادم الحرمين الشريفين.. أعلن في القمة.. انتهاء مرحلة الخلافات والشحناء والشقاق بين أبناء الأمة.. وأعلن فتح صفحة جديدة من الوئام والمحبة والتعاون والتقارب بين أبناء الأمة.

** أما جراح غزة.. فكان لها.. النصيب الأكبر من هذه الكلمة التاريخية.. عندما أعلن -حفظه الله.. أن المملكة تقدم مليار دولار.. من أجل إعمار غزة.. ومن أجل دعم أشقائنا هناك.. وهو استمرار للدعم المتواصل من قيادة هذا البلد لأشقائنا الفلسطينيين المرابطين في مواقع الشرف.

** عبدالله بن عبدالعزيز كان هو المحرك الحقيقي لفعاليات القمة.. وكان هو الموجه الصادق الأمين لهذا التحرك العربي الموحد.

** كان هو العقل الراشد الناصح.. الذي سعى من أجل أمته.. بالإنجازات الرائدة الصادقة وليس بالمزيد من الشحن وإثارة العواطف والنعرات.. ولا بالمزيد من العنتريات والعبارات الجوفاء.. بل بالعمل البناء المثمر.. الذي تحتاجه الأمة اليوم.

** الأمة اليوم.. تريد قائداً ناضجاً عميق الرؤية.. بعيد النظر.. يعمل أكثر مما يقول.. يزن الأمور بميزانها الصحيح.. يتعامل مع الأحداث بصدق وجدية.. قائد محنك بحجم عبدالله بن عبدالعزيز الذي تعامل مع الحدث بشكل صفَّق له ثلاثمائة مليون عربي.. ومن ورائهم.. مليار مسلم..

** الأمة.. تحتاج إلى هؤلاء القادة الكبار.. الذين يعملون للبناء وتصحيح مسار الأمة.. وليس أولئك الذين يدفعون بالأمة للمزيد من المواجهات والحرق والدمار والموت.

** هؤلاء.. هم القادة.. الذين سيخلِّدهم التاريخ في صفحاته البيضاء.