استعان معتنقو الفكر الضال بفتاوى من (شيوخهم) ومنحتهم تلك الفتاوى دعماً (لوجستياً) ساهم في تمرير أفكارهم على مناحي ومناشط مختلفة..
وفي كلمة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في لقائه بالعلماء المشاركين في المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها المنعقد في مكة نهاية الأسبوع الماضي.
والتي أشار فيها إلى قضايا هامة تتعلق بتدريب وتأهيل العلماء للإفتاء وكذلك شروط الفتوى وضرورة ألا يتصدى لها إلا العلماء المؤهلين شرعاً وقدرة على فهم الواقع.. وتأكيد خادم الحرمين في تلك الكلمة الهامة التي لا تقل أهمية عن كلمته التاريخية في قمة الكويت.. وحيث أصبح العالم كله ينتظر ما يقوله هذا الملك الحكيم برؤيته الإنسانية الرحيمة والحكيمة والقوية دون ظلم والرفيقة دون ضعف.. فإن إشارته إلى دور الإفتاء في محاربة الفكر الضال يحمل العلماء مسؤولية الأمن الفكري لدى الشباب ولا بد أن يكون برنامج عملي وإجرائي لضبط الفتوى المتعلقة بدعم الأفكار المنحرفة والضالة وحصرها ومناقشتها والرد عليها ومحاورة أصحابها وإذا لزم الأمر محاسبتها..
** الغيرة والحماسة قد تدفع ببعض الشباب إلى ارتكاب أخطاء جسيمة في حق بلدانهم وحق أنفسهم وحق إخوانهم في الدين.
** تبدأ هذه الأخطاء من استباحة الأعراض لأي مجتهد أو متبع لرأي فقهي يختلف عما يتبعه هؤلاء المتحمسين.. ويمر بإقصاء الرأي الآخر واتهام أصحابه بالخروج عن الدين والعلمنة الكفرية والرغبة في إفساد مجتمعات المسلمين ولا تنتهي عند اتهامات تصل إلى إهدار الدم والتكفير.
** دور الإفتاء مهم جداً في التصدي لمثل هذه اللغة العنيفة في الحوار التي تطورت في مراحل إلى لغة دموية أباحت قتل رجل الأمن والمواطن المختلف عن أفكارهم.
وخمدت فترة من الفترات.. لكننا اليوم بحاجة إلى لغة قوية من العلماء المتصدين للفتوى في شرح وتوضيح منهج الاختلاف في الإسلام ومبدأ اليسر الذي هو أصل في الإسلام وحفظ الأعراض والأنفس.. وربط من يتهاون بذلك بباب الإفساد في الأرض.. فمن يثير الفتن أو يهمز أعراض الناس أو يشهر بهم أو يدعو لقتلهم لاختلافهم عنه إنما هو مفسد في الأرض يستحق المحاسبة..
ولا بد أن تكون لحوم كل الناس مسمومة على اختلاف مواقعهم طالما أنهم لم يكفروا بما أنزل به الله سبحانه ولم ينكروا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
Fatemh2007@hotmail.ocm