القاهرة - محمد العجمي:
طالب خبراء المصارف والاقتصاد البنوك العربية بالعمل على جذب الأموال العربية المهاجرة والتي تزيد علي 2.4 تريليون دولار. وأكدوا أن الظروف مناسبة حالياً لعودة هذه الأموال واستثمارها في المنطقة العربية ليكون لها دور في عملية التنمية في ظل تناقص الإيرادات الحكومية في المنطقة العربية خاصة عائدات النفط والسياحة والصادرات العربية. وأشاروا إلى أن الحكومات العربية مطالبة بخلق فرص استثمارية حقيقية لجذب هذه الاستثمارات خاصة أن المنطقة العربية أصبحت من أكثر المناطق ربحية.
ويرى الدكتور سلامة الخولي مدير إدارة البحوث بأحد البنوك المصرية أن المصارف العربية يمكن أن تساهم في جذب هذه الأموال من خلال التواجد بشكل كبير في كافة الدول العربية وفتح فرص استثمارية أمام هذه الأموال سواء من خلال تأسيس الشركات المشتركة أو الاستشارات التي تقدمها البنوك. وأرجع أسباب ازدياد تواجد الأموال العربية في الخارج للعلاقات القوية بين الدول النفطية ودول أوروبا وأمريكا خاصة في ظل التشابك الاقتصادي والتجارة والبنوك واتساع أسواق المال في هذه الدول.
وأشار الخولي إلى أنه في الوقت الذي كانت هناك عوامل جذب للاستثمارات العربية من قبل الغرب كانت هناك في نفس الوقت عوامل طرد من قبل الدول العربية، فقد اعتبر أصحاب الأموال المهاجرة أن أمريكا وأوروبا الملاذ الآمن للحفاظ على قيمة هذه الأموال نتيجة لقوة الأداء الاقتصادي بهذه الدول والمتزامن مع القوة السياسية والعسكرية في ظل حرية اقتصادية تمنع الاقتراب من التعدي على هذه الأموال ولكن بدأ هذا الملاذ الآمن يتبدد مع تجميد الأرصدة بعد أزمات حرب الخليج الثانية ولوكيربي وأحداث 11 سبتمبر، والتهديد المستمر من جانب الحكومات الغربية بتجميد بعض الأرصدة والحسابات لمستثمرين وأفراد وحكومات عربية، وهو ما جعل حجم الأموال العربية المستثمرة تتراجع فى هذه الأسواق وتتجه إلى الأسواق العربية.
ويشير الخبير المصرفي الدكتور أحمد الخواجة إلى أن البنوك من خلال إدارات الثروة يمكن أن تلعب دوراً في جذب هذه الأموال وتعظيم عائد الربحية لها خاصة أن عنصر الربحية يعتبر من العناصر المهمة والمحددة لتحركات رؤوس الأموال وهجرتها، بل إنه يمثل في معظم الحالات العنصر الأهم، فمن المعروف اقتصادياً أنه كلما زادت درجة نضج الاقتصاد وتطوره قلت فرص الاستثمار المربح في هذا الاقتصاد وتصبح بالتالي فرص الاستثمار في البلدان الأقل تطوراً مثل البلدان العربية أكثر ربحية منها في الدول المتقدمة.
وأضاف أن هذا ما يفسر تزايد الاستثمارات الأجنبية في الفترة الأخيرة في الدول العربية مما يتطلب ضرورة التواصل مع أصحاب رؤوس الأموال العربية المستثمرة ومحاولة جذبها في الداخل سواء في مشروعات إنتاجية جديدة أو مشروعات متواجدة بالفعل والتي أصبحت أقل من قيمتها خاصة ان هناك منافسا قويا للدول العربية في جذب الاستثمارات العربية والأجنبية مثل الصين وبعض دول جنوب شرق آسيا.
ويشير هشام حسن رئيس البنك المصري لتنمية الصادرات إلى أن البنوك تقوم بالفعل بجذب الاستثمارات العربية من خلال شبكة تعاملاتها، موضحاً أن تهئية المناخ الجاذب في الوطن العربي يدفع إلى مزيد من الاستثمارات العربية خاصة إذا ما تم استغلال الأزمة المالية الحالية وما تعرضت له الأموال العربية للخسائر، وقال: إن مصر من أكثر الدول ربحية بالإضافة إلى أنها تضع كثير من التسهيلات التي يمكن من خلالها جذب كثير من الأموال العربية.
* في الوقت الذي كانت هناك عوامل جذب للاستثمارات العربية من قبل الغرب كانت هناك عوامل طرد من قبل الدول العربية