عبدالعزيز الشاهري
تراجع سوق الأسهم الأسبوع الماضي حتى كاد أن يصل إلى القاع الأخير الذي سجله الأشهر الماضية عند مستوى 4223 وكان أحد أسباب التراجع بعض نتائج الشركات المؤثرة في نقاط المؤشر وعلى رأسها سابك التي أعلنت انخفاضاً كبيراً في أرباح الربع الرابع من 2008م مقارنة بالربع الرابع من 2007م فبلغ التراجع 95% للربع الرابع متأثراً بالأزمة العالمية التي لها تأثير كبير على إنتاجات سابك ومبيعاتها وكذا شركة الاتصالات السعودية التي هي الأخرى أعلنت انخفاضاً في أرباحها للربع الرابع من 2008م بلغ 62% وقد تراجع المؤشر حتى مستوى 4351 التي لم يفصلها عن القاع الأخير سوى 128 نقطة وقد قلص خسائره اليومين الأخيرين ليقف نهاية الأسبوع (الأربعاء) على مستوى 4556 متراجعاً على المدى الأسبوعي 379 نقطة سالبة وتراجعت قيمة التداول على المتوسط الأسبوعي فبلغت 20.9 ملياراً وتراخت المؤشرات اليومية حتى دخلت على المدى اليومي في السلبية بخلاف المؤشرات الأسبوعية التي حافظ فيها الماكد على المستوى الأسبوعي على إيجابيته رغم التراجع المتواصل بخلاف الاستوكاستك السريع القراءة والذي تراجع وتقاطع تقاطعاً سلبياً وكذا (الار اس آي) الذي ظهر عليه الانحناء السلبي وقد يشير ذلك إلى أنه لا يزال للسلبية بقية ولكنها قد تتقلص إن لم ينكسر القاع الأخير 4223 وربما يستمر التذبذب بين 4300- 5000 حتى الانتهاء من نتائج الربع الأخير لجميع الشركات وهذا لا يعني أن السلبية - إن استمرت - ستكون عامة لجميع الشركات بل هناك من سيغرد خارج السرب بإيجابية متدرجة قد لا تظهر في وقت سريع.
وقد تأثرت الكثير من القطاعات بسبب التراجع وعلى رأسها قطاع الصناعات البتروكيميائية ولذي أثرت فيه سابك بسبب نتائجها المنخفضة عنها في الربع الرابع من 2007م فوقف القطاع على 2795، وقد أشرنا إلى سلبيته حين كسر 3000 وقد كسرها متجهاً نحو قاعه الأخير الذي سجله سابقاً وكان عند مستوى 2653 حيث وصل الأسبوع الماضي إلى 2648 وقد دخل القطاع في السلبية من الناحية الفنية ومن النظرة المالية أيضاً، فمن الناحية الفنية تم كسر القاع الأخير وتم كسر الترند الصاعد الذي بدأه الأسابيع الماضية وكسرت سابك دعومها القوية ومن النظرة الفنية إعلان الكثير من شركات القطاع نتائج منخفضة للربع الرابع من 2008م مقارنة بالربع الرابع من 2007م العام قبل الماضي وقد لا يخرج من سلبيته الفنية إلا بتجاوز 3000 وعدم كسرها مرة أخرى هبوطاً، وقد لا يخرج من سلبيته المالية ما لم تصدر أخبار إيجابية قوية على شركاته المؤثرة وبخاصة سابك القائد الأول للقطاع برمته.
أما قطاع المصارف والخدمات المالية فظهر تباين في نتائج شركاته، منها من أعلن عن انخفاض ضئيل في نتائج الربع الرابع كالراجحي القائد الأول للقطاع ولم تصل نسبة الانخفاض إلى 10% ولا يعتبر ذلك سلبياً في ظل تداعيات الأزمة العالمية التي شملت جميع القطاعات إلا أن هناك شركات في القطاع قد أعلنت نتائج منخفضة انخفاضاً كبيراً كمصرف الاستثمار الذي أعلن عن خسائر 91 مليوناً للربع الرابع من 2008م مقابل خسائر 45.9 مليوناً للربع الرابع من 2007م وذلك بزيادة 100% تقريباً في نسبة الانخفاض. وقد كان لهذا التباين دور في تخبط مؤشرات القطاع وعلى قوة تذبذبه الأسبوع الماضي وقد يعود للاستقرار حين تجاوزه مستوى 14200 وقد يستمر تذبذبه كلما كان تحت مستوى 14000 إلا أن القطاع فنياً كاد أن يكسر قاعه الأخير وحين كسره قد تتأكد سلبيته وبخاصة حين البقاء تحته لعدة أيام.
قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات
وهو قطاع الشركات الثلاث حتى الأسبوع الماضي وأعلنت فيه شركة الاتصالات السعودية انخفاضاً في أرباح الربع الرابع من 2008م عنه في 2007م بنسبة تغيير تعادل 62% وقد تأثر القطاع بخبر هذا التراجع إلا أن شركته الثانية قد أعلنت خلاف ذلك مما عملت توازناً في مستوى القطاع جعله يغلق أخضر في يومه الأخير من الأسبوع الماضي فأعلنت اتحاد الاتصالات ازدياداً في أرباح الربع الرابع لعام 2008م يعادل 52% عنه في الربع الرابع من 2007م فكان للإعلان أثر كبير ساهم في توازن نقاط مؤشر القاع وقد يستمر هذا التوازن حتى استقرار السوق وحتى إعادة ترتيب أوراق الكثير من المستثمرين.
قطاع الأسمنت
فقد قطاع الأسمنت الكثير من بريقه الاستثماري بدءاً من منع شركاته التصدير خارج المملكة ونهاية بنتائج الكثير من شركاته التي أعلنت عن تراجع في أرباحها للربع الرابع من 2008م وفنياً سجل القطاع قاعاً جديداً غير القاع الأول وهذا أكد سلبية القطاع حتى الأسبوع الماضي وقد تستمر سلبيته الفنية والمالية ما لم تصدر أخبار إيجابية محفزة تساهم في نمو شركات القطاع كالسماح لشركاته باستئناف التصدير خارجياً وتوسع شركاته محلياً علماً بأن هناك نهضة عمرانية قوية في البلاد وقد تحتاج إلى مساندات إخبارية إيجابية على شركات القطاع.
قطاع الطاقة والمرافق الخدمية
أغلق هذا القطاع على مستوى 3428 متراجعاً على المدى الأسبوعي 66 نقطة سالبة ويعتبر من ضمن القطاعات التي تماسكت أثناء التراجع الأخير وقد ساهم في هذا التماسك إعلان شركة الكهرباء في انخفاض خسائرها للربع الرابع بما يعادل 32% عنه في الربع الرابع من عام 2007م إلا أن بقاء سعر الشركة تحت 10 ريالات يجعل السيولة الاستثمارية لهذا القطاع منتظرة خارجا حتى اختراق هذه القيمة والتي تعد مقاومة فنية ونفسية قوية.
أما باقي القطاعات فقد كان هناك تفاوت في نتائج شركاتها وقد تغرد بعض شركات القطاعات الخفيفة خارج السرب وبخاصة الشركات قليلة عدد الأسهم التي أعلنت عن إيجابية واضحة في أرباحها وغير متأثرة بما يجري حولها من أزمة عالمية شبه شاملة.
والخلاصة مما تقدم
الكثير من الشركات أعلنت نتائجها المالية للربع الرابع من 2008م والكثير منها أعلن انخفاضاً مقارنة بأرباح الربع الرابع من 2007م وقد ساهمت هذه الانخفاضات في تراجع المؤشر الأسبوع الماضي إلا أن إيجابية الماكد على المدى الأسبوعي تعطي بصيصاً من الأمل في الاستقرار الأسابيع القادمة شريطة ألا يتم كسر القاع الأخير للمؤشر 4233 إلا أن هناك شركات قد تخالف المؤشر في تراجعه وبخاصة من أعلن منها نمواً إيجابياً في أرباحها.
محلل فني
alshahry55@hotmail.com