رويترز
بحسب استطلاع أجرته رويترز لآراء عشرة محللين وبنوك ومجموعات معنية بشؤون الصناعة فإنّ الطلب العالمي على النفط سيتراجع 430 ألف برميل يوميا في 2009 ليصل إلى 85.43 مليون برميل يومياً وهو تراجع أكثر حدة عما كان متصوراً من قبل مع انتقال عدوى الأزمة الاقتصادية المتفاقمة إلى العالم النامي. ويمثل الانكماش الكبير المتوقع تحولا ملحوظا عن نتائج مسح لرويترز في نوفمبر تشرين الثاني توقع تراجع الطلب 20 ألف برميل يوميا عقب انخفاض ممثل في 2008. وقال فرانسيسكو بلانش مدير أبحاث السلع الأولية في ميريل لينش (نمو الطلب في الدول الصاعدة عوض تقريبا انكماش الطلب في العالم المتقدم في 2008 لكن مع توقع تباطؤ نمو الطلب إلى ما يقرب النصف في 2009 في العالم النامي لم يعد الأمر كذلك). ويبلغ الآن متوسط النمو المتوقع لعام 2009 في الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 650 ألف برميل يومياً مقارنة مع 840 ألف برميل يوميا في مسح نوفمبر ومع نمو بلغ 1.38 مليون برميل يوميا في 2008. وقال سايمون واردل المحلل لدى جلوبال إنسايت (على مدى الشهور القليلة الماضية بدأ الأمر يبدو كما لو أن الاقتصادات الآسيوية الصاعدة ستتلقى ضربة أشد بكثير مما كان متوقعا من قبل مع تفاقم التباطؤ في أسواق صادراتها. الإنتاج الصناعي والصادرات سيشهدان تباطؤ والتراجع في التجارة العالمية سينال بالتأكيد من الطلب على النفط). وجرت مراجعة الطلب العالمي لعام 2008 بالخفض في الاستطلاع الأخير إذ قال المحللون إن الاستهلاك انكمش 140 ألف برميل يوميا العام الماضي مع تسارع وتيرة التباطؤ العالمي قرب نهاية العام الماضي. وكان آخر تراجع للطلب العالمي للنفط في أوائل الثمانينات في أعقاب أزمة النفط لعام 1979 وركود حاد في الولايات المتحدة. وعمدت وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقراً لها -والتي تقدم المشورة إلى الدول الصناعية- إلى خفض تقديراتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى 6.5 بالمئة فقط وذلك بعد سنوات من معدلات نمو في خانة العشرات. وكان تسارع استهلاك النفط من اقتصادات صاعدة بقيادة الصين ساعد على دفع سعر الخام من حوالي 20 دولارا للبرميل في مطلع 2002 إلى ذروة فوق 147 دولارا في يوليو تموز 2008. وكان تباطؤ الطلب عاملا رئيسيا في انهيار الأسعار مجدداً إلى حوالي 40 دولاراً. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب الصيني على النفط 90 ألف برميل يوميا فقط في 2009. وبالمقارنة كان متوسط النمو نحو 400 ألف برميل يومياً على مدى الأعوام الثلاثة الأخيرة. وسيأتي التراجع الأكبر في الطلب من الاقتصادات المتقدمة حيث من المتوقع أن يكون الركود أشد حدة. وأظهر مسح رويترز أن من المتوقع تراجع طلب دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أكثر من 1.1 مليون برميل يومياً إلى 46.54 مليون برميل يوميا في 2009. ويقول محللون إن الطلب العالمي على النفط غالبا ما يكون دون معدل نمو الناتج الإجمالي العالمي نحو اثنين بالمئة. ومن المتوقع تباطؤ نمو الناتج الإجمالي العالمي هذا العام إلى 1.2 بالمئة فحسب من جراء الركود في اقتصادات صناعية رئيسية. وقال فريدريك لاسير مدير أبحاث السلع الأولية لدى سوسيتيه جنرال إن توقعات الطلب العالمي على النفط في 2009 قد تنخفض بدرجة أكبر مع استمرار خبراء الاقتصاد في إجراء مراجعات بالخفض على توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصادات المتقدمة والصاعدة على حد سواء. وقال (معظم أصحاب التوقعات مازالوا يعدلون بالخفض توقعاتهم للناتج المحلي الإجمالي ومن ثم من المرجح استمرار تراجع التوقعات). ويقول بعض الخبراء إن طلب دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على النفط قد لا يرجع أبدا إلى ذروة 2007. ويرى هؤلاء أن طفرة سعر النفط في العام الماضي وزيادة التركيز على خفض انبعاثات الكربون لمحاربة تغير المناخ سيكبحان استهلاك الوقود حتى عندما يبدأ الاقتصاد في التعافي.