في مرات عديدة كتبتُ بأن أسعار بعض الأسهم متضخمة وتحتاج لتحجيم وتدخل جراحي لعودتها لوضعها الطبيعي سعرياً.
بدون تعليق، فإن الأزمة العالمية سحقت أسعار أسهمنا (السعودية) على حدٍ سواء الجيدة والسيئة دون تمييز، وكأن سوقنا قد ضربهُ إعصار كاترينا الأمريكي, المشكلة أمريكية والمتأثر سوقنا السعودي، صحيح أن الأزمة أخذت بعض الأسهم السيئة لمربعاتها وموقعها المناسب رغماً عنها.
من الثابت أن تدخل مسئوليهم المباشر لمعالجة أوضاع أسواقهم قد حدد بعضا أو جزءا من الخسائر ومنع كثير من التدهور لديهم وهم في بؤرة المشكلة، مسئولونا غابوا أو تغيبوا عن عمد وكأن القضية لا تعنيهم واجهوها بدم بارد تلك المواجهة دفعت سوقنا لمستوى الـ 4000 نقطة, البعض يستحق الخسارة أما الغالبية فهم مغرر بهم ودفعهم طمعهم وكذلك دفعتهم تسهيلات البنوك لهاوية الخسارة.
سبب ضعف سوقنا هو غياب الشفافية وعدم ثقة المتداولين بإدارة السوق وبعدم إدارتها للأزمات.
في دول الرأسمالية المطلقة اتخذت السلطات المالية هناك قرارات بتدخلات ضخ نقدية وسمعنا عن الـ700 مليار دولار، وسمعنا عن قرارات دعم صناعة السيارات وأخبار إيجابية عزم الفدرالي الأمريكي شراء الرهون العقارية لكل من شركتي فاني ماي وفريدي ماك، وقبل يومين الاحتياطي الفدرالي يعلن عن تخفيض الفائدة لتكون بين صفر وربع نقطة مئوية وهي سابقة تاريخية في أمريكا.
كما سمعنا وقرأنا بأن الدولة ستتملك حصصا في بنوك وشركات مقابل دعمها مادياً، هنا نرى بأن الرأسمالية تحطمت والاشتراكية دخلت في قلب الدول الرأسمالية، هذا يذكرنا عندما تحطمت الاشتراكية على أيدي الاشتراكيين في روسيا ودول المعسكر الاشتراكي، نحنُ نرى قطب الشيوعية والاشتراكية والماركسية روسيا وبسبب تخلصها من اشتراكيتها فأنها تحتفظ الآن بقوة اقتصادية نفطية واحتياطيات من النقد الأجنبي وتنافس الدول الرأسمالية سابقاً اقتصاديا.
نستنج من هذا أن مسئوليهم الاقتصاديين يتحركون بأي اتجاه في سبيل المصلحة العامة وما تمليه عليهم الظروف دون البقاء مسمرين في مكانهم.
السوق الأمريكي لا زال يترنح تحت ضربات موجعة وسمعنا قبل أيام برئيس مجلس إدارة النازداك السابق مادوف يختلس ويدير صناديق ومحافظ استثمارية وهمية بمبلغ يتجاوز الـ50 مليار دولار، والاهم من ذلك انهُ تجاوز النظام الضريبي الأمريكي المعروف بصرامته، !!!!
ومع ذلك نرى الداو جونز يرتفع ب 259 نقطة والنازداك يرتفع والـ S AND P، لماذا سوقنا لا يزال تحت الضغط غير المبرر؟.
وأيضا إعلان سلبي يواجهه الداو فينخفض فقط 99.98 نقطة، لو تلك الأخبار السلبية تحدث في سوقنا لوجدتهُ بدون أرقام !! خسائر بأكثر من المتوقع لبنك مورجان ستانلي 2.2 مليار دولار للربع الأخير.
نعود إلى سوقنا وأسعاره ومستوى تلك الأسعار، هل يستحق فعلاً سوقنا بأن يكون تحت الـ5000 نقطة؟ هل يستحق وصوله إلى 4264 نقطة بتاريخ 22 -11-2008م.
في 7 و8 سبتمبر رمضان كتبتُ مقالا قدرت فيه الأسعار العادلة للأسهم, وكنت أقصد بأن أضع موقعا ومكانا رقميا لكل سهم في الفهرس السعودي، وجعلتُ أسعار يوم 17و18و19و20-8-2008 م هي المركز ليتمكن فيها المستثمر من معرفة وتحديد موقعه في ذلك السهم وعليه يتخذ قراره الاستثماري.
مثلاً: شركة ثمار كان سعرها وقت الدراسة في 20- 8 بـ 26.75 ريال وذكرتُ أنا بأن سعرها العادل هو 7 ريالات، المفروض من يملك في سهم ثمار التخلص منهُ لأن سعر السوق في صالحه، وكذلك سهم فتيحي كان سعره في نفس اليوم 20 ريالا ورجحت أنا سعره العادل بـ10ريالات.
في حين كان سعر الغاز والتصنيع في 20-8 هو 24.5 ريال وأنا وضعتُ سعرا عادلاً لهُ 30 ريال، أي أن من لا يملك في هذا السهم وله الرغبة في الاستثمار أن يجعلهُ من ضمن الأسهم المرشحة للشراء، وكذلك من يملكهُ ألا يبيعه وأن يحتفظ فيه، حتى مع هذا الهبوط فإن توزيعات هذا السهم (مثلاً) تساعد كاستثمار بأن يتم شراؤه.
كذلك أضيف وبرغم هبوط الأسعار العنيف إلا أن بعض أسعار الأسهم لم تصل لمستوياتها الحقيقية والبعض الآخر في موقعه الطبيعي، ولكن توجد أسهم وللأسف تحت قيمتها العادلة وهي كثير وذلك حسب الإغلاق ليوم الأربعاء 17- 12-2008
الأسهم التي يجب أن تهبط وقيمتها السوقية الآن أكثر من قيمتها العادلة.
اقتراح
لو قامت وزارة المالية وهيئة سوق المال بتشكيل لجنة محترفة مهمتها تقدير القيٍم العادلة لجميع أسعار فهرس السوق السعودية وبيان الأسهم الممتازة والرديئة، ولو وجدت تلك اللجنة أسهم ممتازة وأسعارها السوقية الآن أقل من العادلة بكثير (25% فما فوق)؛ فلماذا لا تقول الوزارة أو هيئة سوق المال (فقط بالقول) بأنها تضمن أسعار تلك الأسهم بمستوى مناسب (طبعاً أعلى من الأسعار الحالية) هذا الضمان المعنوي فقط سوف يعمل على تماسك الأسعار ويمنعها من الهبوط القسري، كما يبثُ الأمل في نفوس المستثمرين ويحولها من النفس التشاؤمي إلى التفاؤلي.
Albadrah2005@hotmail.com