الرياض - حازم الشرقاوي:
اليوم السبت يبدأ أول اكتتاب في المملكة عام 2009 حيث يتم طرح 30 مليون سهم من شركة عذيب للاتصالات للاكتتاب العام بسعر 10 ريالات للسهم دون علاوة إصدار، وبحد أدني 50 سهماً وأقصى 200 ألف سهم. الاكتتاب يأتي بعد توقف دام نحو 5 أشهر من طرح اكتتابات جديدة في السوق من قبل هيئة سوق المال، حيث كان آخر اكتتاب لشركة (كيمانول) في 11 أغسطس الماضي التي طرحت 60 3 مليون سهم.
يعد اكتتاب عذيب للاتصالات بمثابة اختبار حقيقي للاكتتابات الجديدة التي سيتم طرحها في 2009 وبعد التوقف الذي حدث نتيجة الانهيارات المتتالية في سوق الأسهم الذي أفقدته أكثر من تريليون ريال من قيمته بما يوازي نحو 56%، وفي حالة نجاح اكتتاب عذيب سيتم طرح شركتي الاتصالات الحاصلتين على موافقة مجلس الوزراء, اتحادي الاتصالات الضوئية، والاتصالات المتكاملة.
وحددت شركة عذيب البالغ رأسمالها مليار ريال وتم الاكتتاب في 65% من قبل المؤسسين بقيمة 650 مليون ريال، و5% للتأمينات الاجتماعية بقيمة 50 مليون ريال، و30% تطرح للاكتتاب العام بقيمة 300 مليون ريال، من اليوم وتستمر لمدة 10 أيام، كما تم تعيين البنك السعودي الهولندي مستشاراً مالياً ومديراً للاكتتاب وشركة السعودي الهولندي المالية والأهلي كابيتال متعهداً للتغطية، كما تم تعيين ثمانية بنوك مستلمة وهي البنك السعودي الفرنسي، وساب، والعربي، والأهلي، وسامبا، وبنك الرياض، ومصرف الراجحي والبنك السعودي الهولندي. وتبدأ استلام طلبات الاكتتاب اليوم حيث تقوم باستلام طلبات الاكتتاب من جميع فروعها وكذلك عبر الأجهزة الإلكترونية وهي الهاتف المصرفي، الإنترنت والصراف الآلي.
ويقتصر الاكتتاب على المواطنين السعوديين فقط، ويمكن للمقيمين في السعودية ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي التداول على السهم بعد انتهاء عملية الاكتتاب وإدراجه في التداول.
الضوئية والمتكاملة وانسحاب التقاعد
شركتا الضوئية والمتكاملة المتوقع طرحهما بعد شركة عذيب، فيبلغ رأسمال شركة الاتصالات الضوئية 1 125 مليار ريال سيطرح 30% من أسهمها للاكتتاب العام. فيما سيطرح أيضاً 30% من أسهم الاتصالات المتكاملة البالغ رأسمالها 300 مليون دولار (1.125 مليار ريال).
وكانت مؤسسة التقاعد قد انسحبت من تأسيس شركات الاتصالات الثلاث (عذيب، الضوئية، المتكاملة) والبالغ نسبتها 5% لكل شركة، وتمت إضافة هذه النسب للأفراد حيث تم رفع النسبة المطروحة من 25% إلى 30% لكل شركة.
وكان مجلس الوزراء قد أقر في شهر فبراير الماضي طرح حصة 25 في المائة للاكتتاب العام من ثلاث شركات تأسست لغرض تقديم خدمات الاتصالات الثابتة وتقديم خدماتها. وأجرى المجلس تعديلاً على الفقرة الثانية من قرار مجلس الوزراء الصادر في العاشر من المحرم 1428 لتصبح بالنص الآتي: تطرح نسبة 25 في المائة للاكتتاب العام من رأسمال أي شركة يرخص لها بإنشاء شبكات الاتصالات الثابتة وتقديم خدماتها, ونسبة 10 في المائة من رأسمال الشركة للمؤسسة العامة للتقاعد والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية توزع بنسبة 5 في المائة لكل منهما، بحسب رغبة كل مؤسسة. وفي حالة عدم رغبة أي منهما في الحصول على هذه النسبة, فتطرح للاكتتاب العام أو للمؤسسين وذلك بحسب ما تراه هيئة السوق المالية بالتنسيق مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.
وبهذا التعديل يسقط الخيار الذي كانت تتضمنه المادة والذي ينص على أن (يترك للشركة المرخص لها الخيار في طرح أسهم إضافية للاكتتاب العام بعد مرور أربع سنوات من تاريخ الترخيص بتأسيسها).
وقد ألزم مجلس الوزراء شركات الاتصالات المرخص لها بطرح نسبة (25%) للاكتتاب العام ونسبة (10%) من رؤوس أموالها للمؤسسة العامة للتقاعد والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية توزع بنسبة (5%) لكل منهما، كما وافق المجلس أيضاً على قرار آخر يقضي بالترخيص لكل من الشركات الثلاث لإنشاء وتشغيل شبكات اتصالات ثابتة عامة بجميع عناصرها وتقديم جميع خدماتها على المستويات المحلية والداخلية والدولية كل من خلال شبكتها الخاصة.
الاتصالات الثابتة
يقدر عدد خطوط الهاتف الثابت بلغ نحو 4 ملايين خط نهاية عام 2007 بينها 2.9 مليون خط منزل. كما نما أعداد مستخدمي الإنترنت في المملكة وارتفع من مليون مستخدم في عام 2001 إلى نحو 6.4 ملايين مستخدم نهاية عام 2007، وبلغت نسبة الانتشار 26% من عدد السكان وبمتوسط نمو سنوي 36%، فيما ارتفع عدد مستخدمي النطاق العريض، الإنترنت السريع من 24 ألفاً في 2003 إلى 623 ألفاً عام 2007، كما ارتفعت الإيرادات المباشرة لخدمات الاتصالات من 19.8 مليار ريال عام 2001م إلى نحو 43 ملياراً في عام 2007 بنمو نسبته 14% سنوياً.
تراجع الاكتتابات
كشف تقرير الاكتتابات السنوية لشركة إرنست ويونغ عن تراجع نشاط الاكتتاب في الشرق الأوسط بشكل ملحوظ خلال الشهرين الأخيرين، ليعكس تخوف المستثمرين والتباطؤ الاقتصادي العالمي. حيث حققت الاكتتابات الإقليمية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2008 ما قيمته 22.4 مليون دولار من ثلاثة اكتتابات، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، إذ حققت 6 مليارات دولار في 10 صفقات. وخلال عام 2008، تصدرت السعودية والإمارات ومصر قائمة أسواق الاكتتابات في المنطقة بالنسبة لحجم العائدات، إذ استحوذت هذه الأسواق على 78% و10.3% و4.7% على التوالي من حجم اكتتابات الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أن وصول عائدات الاكتتابات إلى 13.4 مليار دولار حققها 55 اكتتاباً منذ بداية 2008 وحتى نوفمبر هذا العام، أي أعلى بنسبة 4.6% مقارنة مع عائدات العام الماضي بأكمله، والتي وصلت إلى 12.8 ملياراً، إلا أن تراجع النشاط في الشهرين الأخيرين كان نتيجة واضحة لمخاوف المستثمرين الحالية وتأثير الأزمة المالية العالمية على الأسواق الإقليمية. إذ لا تقبل الشركات المصدرة للاكتتاب حالياً تقييمات السوق، ولهذا يتم تأجيل الاكتتابات التي كانت مقررة بالفعل. إلا أن الشركات تعمل الآن على الاستعداد للاكتتاب نظراً لأن الأسباب الإستراتيجية طويلة الأمد لمثل هذه الاكتتابات لم تتغير.