مفارقة عجيبة ومؤلمة. الأسعار تنخفض في الخارج والشركات الدولية الكبرى تعلن تخفيضاتها! أما لدينا فبعض تجارنا وباعتنا كأن على عيونهم غشاوة فهم لا يرون ما يدور، وكأن في آذانهم صمما فهم لا يسمعون.
(الأرز) مثلاً انخفضت أسعاره بالهند بسبب الكساد، أما لدينا فلم نر أدنى تخفيض حتى المطابخ - كما أرسل لي قارئ كريم - زادت (سعر الوجبة) للفرد إلى أربعة عشر ريالاً مع نصف دجاجة، وقد كانت قيمتها إلى ما قبل فترة وجيزة (10) ريالات، وقد جاءت الزيادة كبيرة جداً لا تتناسب مع زيادة أسعار الأرز آنذاك، فضلاً عن أن (الدجاج) لم يزد سعره بوصفه إنتاجاً محلياً. خذوا أمراً آخر (زيوت السيارات) على الرغم من انخفاض أسعار البترول وتخفيضات شركات المصافي، فإن هذه الزيوت لم تكتف بعدم التخفيض بل إنها تزيد أسعارها!!.
وأخيراً: (السيارات) سواء في أمريكا واليابان فإن مصانعها تعاني من الكساد وهي تريد سيولة وذلك ببيع المزيد من السيارات بأسعار مخفضة، لكن الوكلاء لدينا لا زالوا في وادي الطمع يسبحون!!.
وبعد!
سلموا على وزارة التجارة عفواً وزارة التجار!
و(يا عين هلّي صافي الدمع هلِّيه).
* * *
في ظل تخبُّط الكتابات الاقتصادية
نحن بحاجة إلى هذه الأسماء
* كلما رأيت أو قرأت لعدد كبير من الكتاب والمحللين الاقتصاديين أو (السهميين) الذين يجدفون بالصحف بمقالات وتحليلات تنظيرية لم نجد لها جدوى أو يطرحون عبر البرامج آراء هي بمنأى عن واقع الاقتصاد والأسهم! إن أغلب هؤلاء ولا أقول كل هؤلاء ليس لديهم خبرة في السوق والشأن الاقتصادي، فكل ما لديهم نظريات اقتصادية هي بعيدة عن الواقع، ولهذا فإننا نجد تحليلاتهم لا حظ لها من الصواب، بل هي أحياناً تضر بالمتعاملين بالسوق أكثر مما تنفعهم لأنها تشي بالتناقض ويشوبها التخبط.
إنني أتساءل أين أولئك الكبار الذين عايشوا واقعنا الاقتصادي عملاً لا تنظيراً، وشربوا من ماء التجربة الاقتصادية حتى تكونت لديهم الخبرة التي تجعلهم عندما يطرحون آراءهم الاقتصادية فإنهم يبنونها على هذه الأسس من منطلق تجاربهم ومعايشتهم، وبالتالي تكون قريبة من الصواب لطرحها المقترحات المنطقية القابلة للتطبيق!.
هناك أسماء كثيرة نريد حضورها ومشاركاتها، فاقتصادنا وسوقنا ووضعنا المالي أحوج ما يكون إلى أقلامها وخبراتها.. وأضرب مثلاً برجلين يمتلكان الخبرة الطويلة في عالم الاقتصاد داخلياً وخارجياً وقد كانا طوال سنوات طويلة من صناع القرار الاقتصادي والمالي والتجاري.
هذان الرجلان هما الشيخ محمد أبا الخيل ود. سليمان السليم، وحسبي عند ذكر اسميهما لتهلَّ سحائب التجربة والخبرة من مخزون تاريخهما الاقتصادي الحافل.
كانت لنا أيام!!
* أجل كانت لنا أيام.. كما كان للكاتب أنيس منصور مع صالون العقاد!
وكانت أيامنا السالفات موشاة بالنقاء.
مخضبة ببراءة الطفولة، ورائحة الطين.
والسؤال.. أيهما الأفضل؟
هل هي تلك الأيام بكل ما فيها من براءة وبساطة وصعوبة عيش.
أم هذه الأيام بكل ما فيها من رخاء مادي، ونعيم مظهري.
ليس عندي إجابة (حدية) بتفضيل تلك الأيام من نظرة (رومانسية) أو الأيام الحالية من منظور واقعي!!.
إن لهذه وتلك جوانب جميلة وأخرى غير ذلك!.
لكن الحقيقة التي لا خلاف عليها هي أن الأفضلية لما يحقق راحة البال وطمأنينة النفس، فمع أي الصنفين أنت يا ابن هذا العصر!!
آخر الجداول
* قال الشاعر:
(قد (كان) لي قلب يعيش الحب طفلاً
مثله مثل البشر
قد كان لي وتر مع الأشواق يرويني
وحطّمت الوتر
قد كان لي أمل.. تبعثر في الليالي واندثر).
الرياض 11499 - ص. ب 40104
فاكس 4565576-01
hamad,alkadi@hotmail.com