(نيلسي جونسن) فتى في الثانية عشرة من عمره مصاب بمرض فتاك.. ولد مصاباً بفيروس نقص المناعة المكتسب عام 1989وبعدها بعامين تفشى الفيروس وتحول إلى مرض مكتمل النمو وعلى الرغم من أن الأطباء قرروا أنه لم يبق أمامه في ذلك الوقت سوى تسعة أشهر ليعيشها فقد كبر الفتى وأصبح مثالاً ونبراساً يمد الأمل للملايين من مرضى الإيدز وحاملي الفيروس ليس فقط في جنوب إفريقيا وإنما في الكثير من أنحاء العالم أيضا، قبل أن يمرض كان هدفه هو أن يحول دون انتقال العدوى إلى أشخاص جدد ورعاية الأمهات والأطفال المصابين بالمرض وبمساعدة والدته..
تحدث (نيلسي) للعالم عن حياته كشخص مصاب بالمرض الخطير والفتاك وكيف ساهم في إنشاء دار لرعاية الأمهات والأطفال المصابين بالمرض.
لقد أدرك أن مريض الإيدز يبقى شخصاً ذا قيمة، يبقى شخصاً محباً كريم النفس وأنه ليس هناك مبرر لتجنبه أو تجاهله أو الخوف منه.
لقد عانى أكثر من الكثيرين منا في حياته وحطم كل الأحكام المسبقة وقهر جهل أمه تحيا في غياهب الخوف.
لقد كان جسده النحيل لا يتناسب مع قدر الشجاعة الهائلة التي كان يتحلى بها وبينما عمل المرض على تقليص حجمه فإنه لا يمكن أن يوصف بأقل من أنه عملاق.
بات أطول الأطفال المصابين بالمرض عمراً في جنوب إفريقيا وخالف التكهنات الطبية ولفت أنظار كل من حوله وأثار إعجابهم.. لقد تحول إلى أداة إلهام للجميع.
وفي 29 ديسمبر عام 2000 انهار أثناء الاستحمام ونقل فوراً إلى المستشفى.. وبعد أسبوع أخلى الأطباء سبيله بعد أن قرروا أنهم قد استنفذوا كل وسائل العلاج الطبية، وجاء التشخيص ليقرر وجود تلف دائم في المخ، وتنبأ الأطباء بوفاته في غضون أسابيع ومع ذلك بقي ينبض بالحياة.. وعلى الرغم من أنه بات ممداً على السرير فهو يعلم أنه سيرحل عن العالم ولكنه يشعر بالفخر لأن كفاحه لم يذهب سدى..
سوف يخلف وراءه ميراثا هو الملجأ الذي ساهم فيه سوف يبقى ذكراه حية.