أن يتزامن التغير الإيجابي في العلاقات العربية العربية والذي أطلقته قمة الكويت الاقتصادية بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي حملتها كلمته الشجاعة أمام قادة الأمة والتي أحدثت تغيراً إيجابياً لم يكن أحد يتوقعه قبل بدء القمة.. فبين عشية وضحاها بدل العرب خلافاتهم وتنابزهم وكيدهم لبعضهم البعض، بوئام ومحبة ونسج لموقف واحد من خلال توحيد صفهم وكلمتهم.
ولهذا فأن يتزامن هذا التغير الإيجابي مع وصول إدارة جديدة للبيت الأبيض وقائد أمريكي جديد يحمل أفكاراً ورؤى جديدة، فهذا يعني استشرافاً للمستقبل، وقراءة موفقة لمهندس التغير العربي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يعرف ببصيرته أن العرب جميعاً لن تكون لكلمتهم أي تأثير، ولا أهمية لدولهم ما لم يكونوا صفاً واحداً، ويتحدثون بكلمة واحدة في عرض قضاياهم وانتزاع حقوقهم، وفي التعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي أعلنت بأنها ستنهج نهاجاً جديداً مع العالم الإسلامي والعربي، مبني على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
والإدارة الأمريكية التي يتربع على قمتها الآن رئيس يؤمن بالتغير الإيجابي ويسعى لتحسين صورة بلاده التي ضربتها الحروب التي شنتها الإدارة السابقة والانحياز الأعمى لإسرائيل لا يمكن أن يتفهم ويتفاعل مع القضايا العربية إيجابياً، ما لم يكن طرح هذه القضايا بشكل موحد، وهذا لن يتأتى إلا بتوحيد الكلمة العربية المدعومة بصف عربي موحد، وهو ما سعى إلى تحقيقه خادم الحرمين الشريفين من خلال طرحه مبادرته الشجاعة أمام القادة العرب في قمة الكويت الاقتصادية والتي أشعلت مسيرة المصالحات العربية، وأخمدت نيران الخلافات العربية.
رؤية ثاقبة وتخطيط للمستقبل أراد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ترسيخه في هذه المرحلة التي تتطلب تظافر كل جهود العرب لاستثمار رغبة سكان البيت الأبيض الجديد في إحداث التغير.. وتتطلب وحدة عربية حقيقية في المواقف وفي الطرح وفي التعامل مع الآخرين وهو ما يفرض على الإخوة الفلسطينيين بالذات المسارعة إلى تصفية خلافاتهم وبناء وحدة حقيقية تعيد بناء الموقف الفلسطيني على كلمة واحدة وهدف واحد يتمثل في إقامة دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس.. دولة تمنع التشدد والتشرذم وتعيد للفلسطينيين وحدتهم.