حدثتني جارتنا الخرقاء عن أن لها رأيا في السياسة، وأنها على كونها امرأة تستطيع ببصيرتها الثاقبة أن تعالج ما يقض مضاجع الرجال ويؤرقهم.
قالت إنها تجيد الطبخ ومنه أطيب (كبسة)، ما يجعلها تجيد توليف الأفكار!! وقالت إنها تحسن التدبير بالمصروف وبالتالي التنظير بالاقتصاد!! وتباهت بترتيب المنزل ما يعطيها شهادة بالتنظيم المدني وشؤون البلديات!!.
وعن زوجها قالت إنه سياسي ذو حنكة تستطيع الاعتماد عليه وكذلك الجيران، فهو خير من يصلح بين أولاده حين يتعاركون وكذلك بين أبي أحمد بائع المفارش وأبي سعد البقال حين يدخل الشيطان بينهما..
أما ابنتها البارعة الجمال فهي طموحة واثقة كأمها وعلى أقل تعديل شبان الشوارع الثلاثة المحيطة يعرفونها، فإذا لا بأس بها لوزارة الخارجية.
ابنها الأكبر بدأ المواظبة على الصلاة متأخرا قليلا لكنه الآن مواظب والأوسط من أولادها له زند طيب وسبق له أن لقن أولاد الحي دروسا لن ينسوها ولا حاجة لإثبات ذلك، فيد (نايف) المسكورة والهالة السوداء حول عين (عبدالحفيظ) دليل قاطع وبذلك يصلح للدفاع وقيادة الجيش.
أما أصغر الأولاد، والأحب لقلب أمه، فهو المسيطر على جميع العائلة إذ يمنع صراخه الدائم أحد من عصيانه هذا ما جعله مخلوقا بحتا للداخلية.
إن نصف سكان الحي يحملون ذات الأفكار فمن قال إن جارتي خرقاء؟!
أنا لم أقل ذلك،.. أأنت من قال؟!..
(كاتب لبناني)
فاكس: 2636234